تعرّض الممثل السابق في قناة ديزني كالوم وورثي لانتقادات لاذعة بعد إطلاقه تطبيقاً يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء أفاتارات تفاعلية لأشخاص متوفين.
نشر وورثي إعلاناً ترويجياً عبر منصة إكس قائلاً: «ماذا لو استطاع أحبّتنا الذين رحلوا أن يكونوا جزءاً من مستقبلنا؟»
التطبيق الجديد الذي يحمل اسم 2wai تم تأسيسه بالشراكة مع منتج هوليوود راسل جايزر، ويصفانه بأنه «أرشيف حي للبشرية».
إعلان يثير الرعب: أمٌ ميتة تتحدث إلى ابنتها وحفيدها
خلال الإعلان المثير للجدل، امرأة حامل تتواصل مع نسخة رقمية من والدتها الراحلة عبر التطبيق.
ثم ينتقل الزمن إلى الأمام ليظهر «الأفاتار» وهو:
•يقرأ قصة قبل النوم للطفل.
•يتحدث معه في طريقه من المدرسة.
•يشارك العائلة لحظات ميلاد طفل جديد.
وفي النهاية، ينكشف أن كل ما يلزم لإنشاء هذا «الشبح الرقمي» هو مقطع فيديو مدته 3 دقائق فقط.
وقال شعار الإعلان: «مع 2wai.. ثلاث دقائق قد تدوم للأبد»، وهو ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل.
غضب على وسائل التواصل: فكرة شيطانية وغير إنسانية
تفاعل المستخدمون مع الإعلان بكثير من الصدمة، واعتبر البعض التطبيق:
•إحدى أكثر الأفكار شيطانية يمكن تخيلها
•خداع غير أخلاقي، ولا إنساني
•استغلال للحزن وتحويله لفرصة ربح
وكتب أحد المعلقين بحدة: «لا شيء يضيع التعاطف مثل تحويل الحزن إلى بيزنس».
أفاتارات من الطبّاخين إلى شكسبير وهنري الثامن
يتيح التطبيق إنشاء «HoloAvatar»، وهي عبارة واجهات رقمية تتفاعل بالصوت والصورة وتشبه البشر.
تتضمن الأفاتارات الجاهزة:
•مدرب لياقة
•خبّازاً
كما استخدم التطبيق بجرأة صور شكسبير والملك هنري الثامن دون تفسير.
لكن الأكثر إثارة للقلق هو قدرة المستخدم على صناعة نسخة رقمية من أي شخص عبر فيديو قصير، دون توضيح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة بناء شخصية كاملة من دقائق قليلة.
مسلسل بلاك ميرور يتحقق على أرض الواقع
شبه كثيرون الفكرة بحلقة «Be Right Back» من مسلسل Black Mirror، حيث تُعيد امرأة نسخة رقمية من زوجها المتوفى، في قصة تحذيرية مظلمة عن خطر التعلّق بالماضي رقمياً.
وكتب أحدهم ساخراً: «أي نوع من روّاد الأعمال يرى حلقات بلاك ميرور ويقول: نعم، أريد تحويل هذا إلى شركة؟».
قلق أخلاقي ونفسي عميق
أثار التطبيق مخاوف واسعة حول:
1- إفساد عملية الحداد الطبيعية
يرى خبراء ومستخدمون أن إتاحة «الحديث مع الموتى» قد يعيق الشفاء النفسي بعد الفقد.
2- استغلال هوية المتوفين
تخوّف البعض من أن تتحول صور أحبّتهم إلى أدوات إعلانية: «تخيل أن يخبرك أفاتار والدتك المتوفية عن خصم على الألبان المعلّبة».
3- السيطرة على الشخصيات الرقمية
هناك مخاوف من أن تستغل الشركات هويات الموتى بلا إذن أو تستخدمها تجارياً.
هوس «التواصل مع الموتى» ليس جديداً
على الرغم من الغضب، فإن هذه ليست أول محاولة لإعادة الراحلين رقمياً:
•عام 2020 أهدى كانييه ويست كيم كارداشيان هولوغراما لوالدها الراحل.
•تمت إعادة بناء أصوات مشاهير مثل إديث بياف وجيمس دين وبيرت رينولدز باستخدام الذكاء الاصطناعي.
•شركات مثل Project December وHereafter تسمح بإنشاء «deadbots» تستنسخ طريقة حديث المتوفين وشخصياتهم.
سؤال يثير الجدل: هل ستستخدم أنت تطبيقاً كهذا؟
بين من يراه بوابة «غير أخلاقية» للعبث بالموت، ومن يعتبره فرصة لتخفيف الفقد، يظل السؤال الأهم:
هل نحن مستعدون لوجود نسخة رقمية من أحبّتنا الراحلين؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
