تواجه الجزائر أزمة حادة وغير مسبوقة في مادة القهوة، حيث شهدت أسعارها ارتفاعاً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار قلقاً واسعاً بين المواطنين بشأن تداعيات هذه الأزمة على حياتهم اليومية. ورغم التحذيرات المتكررة، لم تتخذ الحكومة إجراءات جادة لاحتواء الوضع، مما زاد من معاناة المواطنين وأعاد شبح أزمات اجتماعية واقتصادية سابقة إلى الواجهة.
مافيا تتحكم بالسوق
يشير خبراء ومراقبون إلى أن جزءاً كبيراً من الأزمة يعود إلى ما وُصف بـ” التي يُتهم أعضاؤها بالتحكم في كميات البن المستورد وأسعار السوق المحلية. هذا الاحتكار جعل الحصول على القهوة، التي تعد جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للجزائريين، أمراً مكلفاً بل وأحياناً مستحيلاً، وهو ما يعمّق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية ويزيد من الضغوط على الأسر المتوسطة والمحدودة الدخل.
ذكرى أزمة 1987 تعود إلى الأذهان
أزمة القهوة الحالية أعادت إلى الأذهان أزمة مشابهة وقعت في عام 1987، حين عانت البلاد من نقص حاد في القهوة، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة هزت الأوضاع الاجتماعية والسياسية آنذاك. الإعلامي والناشط السياسي سعيد بنسديرة حذر من أن استمرار الأزمة الحالية والتلاعب بأسعار البن قد يقود البلاد إلى تكرار سيناريو الثمانينيات، بما يحمله من تداعيات خطيرة على الاستقرار.
أزمات متراكمة تزيد الأعباء
أزمة القهوة ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة أزمات خانقة يعاني منها الجزائريون، بما في ذلك نقص الحليب، وطوابير الغاز، وغيرها من مشاكل الحصول على الأساسيات في بلد يُعدّ من أغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية. هذا التناقض الصارخ بين الثروة والواقع المعيشي يثير غضباً متزايداً في الشارع الجزائري، الذي يرى أن الصراعات الداخلية بين القيادات السياسية والفساد المتفشي يعرقل أي محاولات لتحسين الوضع.
القلق يتصاعد
تزايدت المخاوف داخل الأوساط الجزائرية من أن تتحول أزمة القهوة إلى شرارة جديدة لاضطرابات اجتماعية واسعة، خاصة في ظل استمرار الحكومة في تجاهل أصوات المواطنين وتردي الأوضاع الاقتصادية. مع هذا المشهد المأزوم، يزداد الضغط على السلطات لإيجاد حلول عاجلة قبل أن تتفاقم الأزمة وتعيد إلى الواجهة سيناريوهات الماضي التي عانت منها البلاد بشدة.
هذه الأزمة تمثل أكثر من مجرد نقص في سلعة، بل هي انعكاس لواقع يعاني فيه المواطن الجزائري من غياب التخطيط والسياسات الحكيمة في بلد يمتلك إمكانيات هائلة، لكنها تبقى رهينة الصراعات الداخلية وسوء الإدارة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا الخبر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا الخبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.