فجّر المدرب الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، جدلًا واسعًا بعدما وجه انتقادات صريحة لنجم الفريق المغربي أشرف حكيمي خلال مؤتمر صحفي، وذلك عقب سلسلة من النتائج المخيبة التي عصفت بالنادي الباريسي على المستويين المحلي والأوروبي. تأتي هذه الانتقادات رغم تألق حكيمي اللافت هذا الموسم، الذي جعله أحد أبرز لاعبي الفريق والدوري الفرنسي بأكمله.

تصريحات مثيرة قبل مواجهة ليون

في مؤتمر صحفي يسبق مواجهة باريس سان جيرمان مع أولمبيك ليون ضمن منافسات الأسبوع الخامس عشر من الدوري الفرنسي، أعرب لويس إنريكي، البالغ من العمر 54 عامًا، عن عدم رضاه التام عن أداء حكيمي في المباريات الأخيرة. وقال المدرب الإسباني: “حكيمي لاعب جيد، لكنه قادر على تقديم أداء أفضل لصالح الفريق”. تصريحات المدرب جاءت وسط أجواء متوترة، بعد نتائج غير مرضية للفريق في الدوري المحلي ودوري الأبطال، رغم تحقيق انتصار بثلاثية نظيفة على سالزبورغ مؤخرًا.

ورفض إنريكي الإقرار بأن أشرف حكيمي يعيش أفضل مواسمه منذ انضمامه إلى الفريق الباريسي في صيف 2021 قادمًا من إنتر ميلان الإيطالي، وأشار إلى أن أداء اللاعب يشوبه “خللٌ ما”، مما دفعه للقول: “نريد من جميع اللاعبين تقديم الأفضل، ومن أجل ذلك قد نتخذ قرارات غير شعبية”.

احتمالات قرارات صادمة

تصريحات إنريكي أثارت تكهنات حول نواياه تجاه حكيمي، حيث لم يوضح طبيعة “القرارات غير الشعبية” التي أشار إليها. وقد تشمل هذه القرارات استبعاد حكيمي من التشكيلة الأساسية أو حتى تقليص دوره كأحد قادة الفريق. مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى توتر العلاقة بين الطرفين، وتفتح باب الجدل حول مستقبل اللاعب المغربي مع النادي في الانتقالات الصيفية المقبلة.

تألق أشرف حكيمي يضع إنريكي في موقف صعب

رغم انتقادات إنريكي، فإن الأرقام تؤكد أن أشرف حكيمي يقدم موسمًا استثنائيًا مع باريس سان جيرمان. اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا يحتل صدارة تقييمات الدوري الفرنسي هذا الموسم بـ8.08 نقطة، متفوقًا على زميله الكوري الجنوبي كانغ إن لي، الذي حل ثانيًا بـ7.74 نقطة. كما سجل حكيمي ثلاثة أهداف وصنع ستة أخرى في 18 مباراة خاضها هذا الموسم بجميع المسابقات، بإجمالي 1569 دقيقة لعب.

تداعيات محتملة

قرار إنريكي بانتقاد حكيمي علنًا قد يفتح باب أزمة داخل أروقة النادي، في وقت يحتاج فيه باريس سان جيرمان إلى الاستقرار لمواصلة المنافسة على جميع الجبهات. ورغم أن المدرب الإسباني يسعى لتحفيز لاعبيه، إلا أن الطريقة التي اختارها قد تأتي بنتائج عكسية، خصوصًا إذا شعر حكيمي بأن مكانته داخل الفريق باتت مهددة.

ما ستسفر عنه هذه الأزمة سيحدد كثيرًا من ملامح العلاقة بين الطرفين في المستقبل القريب، في ظل أداء أشرف حكيمي اللافت الذي يجعله أحد أعمدة الفريق الأساسية، وواحدًا من أفضل المدافعين في العالم حاليًا.