سياسة / البشاير

حمدي رزق: لا نملك رفاهية خسارة الوفد

  • 1/2
  • 2/2

حمدي رزق

لا نملك رفاهية خسارة الوفد

مقال أستاذنا الدكتور «أسامة الغزالى حرب» المعنون: «أهلًا ومرحبًا بالوفد»، والمنشور صباح الأحد الماضى فى «الأهرام»، ويعرج فيه على ما كتبت عن حزب الوفد، ويحمل أمانى عذابًا فى عودة الوفد إلى سابق عهده حزبًا عريقًا مؤثرًا فى الحياة السياسية المصرية.. حفزنى المقال المعتبر مجددًا لتناول معضلة حزب الوفد المستعصية على الحل.. وأزيده، ولا أزايد عليه؛ لا نملك رفاهية خسارة حزب عريق كالوفد، ستكون خسارة وطنية فادحة، دخول الوفد إلى «الحارة المزنوقة» التى يتمزق فيها شِيَعًا يستوجب نفرة من «حكماء الوفد»، ووقفة شجاعة تعيد الأمور إلى نصابها، قبل أن يحترق الحزب فى أتون صراعات داخلية تترجم أطماعًا شخصية.

 

الخشية الوطنية على الوفد مبررة، كم حزبًا فى يملك تاريخًا كالوفد، وكم حزبًا فى مصر يملك رؤية وطنية، وكم حزبًا فى مصر يقتنى مثل هذه القامات المعتبرة؟!.

الوفد يمتلك كل مقومات البقاء التى تُعينه على رسالته الوطنية، لماذا يضيع كل هذا فى مجارٍ فرعية تبدد الطاقات وتهدر الفرص المتاحة لحزب رئيس فى التجربة الديمقراطية الوطنية، (لاحظ قبل وبعد كل الثورات، بقى الوفد شامخًا بفضل لحمة رجاله).

 

آفة أحزابنا الأطماع الشخصية، كم ضاعت أحزاب معتبرة فى مثل هذه الخلافات الداخلية التى تنتهى نهايات كارثية، بعض يمسك بتلابيب بعض، ويمزق ثياب بعض، بعضى يمزق بعضى، فيضيع حزب عظيم فى لجة موج عاتٍ يضرب الحياة الحزبية التى تعانى ضعفًا على ضعف.

 

فى أمَسّ الحاجة إلى حزب الوفد سندًا للديمقراطية المبتغاة. انهيار البناية الوفدية لا يخدم وطنًا. فى البيوت السياسية العريقة تحل المشاكل بالحكمة والموعظة الحسنة، وهناك كبار مقدرون يمكنهم لم الشمل، إذا خلصت النوايا.

 

عجبًا، الوفد ليس فى سدة الحكم وليس قريبًا منها بعد، بل فى أبعد نقطة الآن.. علامَ إذن يتناحرون، وينحرون تاريخ الوفد؟!.. بئس ما يصنعون. الوفد أبقى من عرَض زائل.

 

كبار الوفد (الأجلاء) مدعوون إلى تدخل ، إلى تشكيل «خلية أزمة»، إلى دعوة كل الأطراف المتناحرة إلى تحكيم العقل والمنطق. ما يجرى فى الوفد خارج المنطق والعقل، يخالف غير المكتوب لحزب كان وكيف سيكون إلى «خارطة طريق» لإنقاذ الحزب من السقوط فى هاوية الاحتراب الداخلى.

 

لست عليمًا بمجريات الأسابيع الأخيرة التى أعقبت فضيحة «بيع الآثار» داخل الحزب، ولكن الثابت أن هناك أزمة تراوح مكانها، ولم يسْعَ الحكماء إلى حلها، فتفاقمت بفعل الثأرية الضاربة فى قمة الحزب، اعتمل الجرح دون نطاسى حكيم بمشرط جرّاح يجْتَثّ هذه الأورام قبل أن تسرطن قوام الحزب.

 

ما نراه من تفاعلات وفدية هو عَرَض لمرض عضال أصاب الحياة الحزبية فى مصر. مرض التسرطن الذاتى يُسقط الحزب هشيمًا كزجاج أصابه سرطان، والعربة تجرى مسرعة إلى مصيرها المحتوم.

 

خشيةً على الوفد، أتمنى «لجنة حكماء» تنعقد فى مهمة إنقاذ عاجلة لدراسة الموقف الداخلى والوقوف على أسبابه وتداعياته، وترعوى لقراراتها التشكيلات القاعدية كافة، وليكن عنوانها مستقى من عنوان الوفد الشهير: «يحيا الوفد.. ولو فيها رفد..».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا