كتبت - بتول عصام
الإثنين، 17 مارس 2025 04:02 مكشف القمص بولس الأنبا بيشوي، سكرتير قداسة البابا شنودة الثالث، عن تفاصيل الأحاديث الأخيرة التى دارت بينه وبين البابا الراحل، بالإضافة إلى اللحظات التى سبقت انتقاله.
وقال القمص بولس فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "بحكم قربى الشديد من سيدنا، سواء بالنهار فى وجود الآباء أو ليلًا حين أكون وحدى معه، كنت متأكدًا أننى سأشهد لحظة انتقاله، لذلك كنت أطلب من الله القوة لتحمل هذا الموقف. يوم الخميس 15 مارس 2012 مساءً، بدأ يعانى من آلام شديدة استمرت حتى فجر الجمعة 16 مارس. فى ذلك اليوم، خضع لجلسة غسل كلوي، وقضى يومه دون ألم، لكنه تعرض مجددًا لآلام شديدة طوال الليل وحتى فجر السبت 17 مارس. فى تلك الساعات، كان بجواره نيافة الأنبا يوأنس، ونيافة الأنبا إرميا، وأنا. وخلال هذا الوقت، بدا وكأنه يرى أحد أحبائه الراحلين، حيث شعرنا أنه يتحدث مع أخيه المنتقل، رافائيل، وكأن إحساسه بقرب انتقاله كان واضحًا".
وأضاف: "مع طلوع فجر يوم 17 مارس، اختفى الألم تمامًا، ولم يعد يشعر بأى معاناة، كان نيافة الأنبا يوأنس قد ذهب للصلاة وعاد ليطمئن عليه، ثم تبعه نيافة الأنبا إرميا، الذى حين غادره ليصلي، قال له البابا شنودة: "صل لى وقل له كفاية كده".
وتابع القمص بولس: "فى الساعة 2:00 ظهرًا، كان سيدنا ينظر إلى الصليب العزيز عليه، فسألته أن كان هناك شيء يخصه، فأجابني: '"نا أتحدث إليه، ولعلك تريد أن تعرف ما أقول؟". فقلت له: "ياريت يا سيدنا"، حينها، نظر إلى الصليب وقال جملته المشهورة: 'يا رب، مش هقول لك غير زى ما قال لك أبو مقار الكبير: أنت يا رب تعلم أنه ما بقيت فى قوة بعد".
وعن اللحظات الأخيرة، أوضح: "عند الساعة 5:10 مساءً، سألته أن كان يرغب فى شرب شيء، فقال: لا وعندما أخبرته أننى سأشرب معه، أجابني: "اتفضل، أعمل لك أنت" فخرجت لثوانٍ من باب الطاعة، واتصلت بنيافة الأنبا إرميا، الذى كان بالمكتب مع نيافة الأنبا أبولو، وأبونا بطرس جيد، والدكتور ماهر أسعد. كانوا جميعًا يستعدون للصعود للاطمئنان على قداسته. خلال دقيقتين أو ثلاث، صعدوا جميعًا، وعندما دخلنا عليه، وجدناه قد انتقل إلى السماء بهدوء وسلام، فى نفس اللحظة التى دخلنا فيها. وأكد ذلك الدكتور ماهر أسعد فى تقريره الطبي، حيث كتب أن جسده كان لا يزال دافئًا، مما يدل على أن النياحة حدثت لحظة دخولنا عليه. وعند حساب الفارق الزمنى بين اتصالى بالأنبا إرميا ودخولنا لغرفته، وجدنا أنه بالضبط ست دقائق، ولهذا نقول أن البابا شنودة انتقل فى الساعة 5:15 مساءً".
وأشار القمص بولس حديثه بتأثر شديد: "رغم أننا كنا نعلم بقرب انتقاله، ورغم ما رأيناه من آلام شديدة كان يعانى منها، إلا أن فراقه كان لا يُحتمل. لم أتصور يومًا أننى سأحزن على إنسان كما حزنت عليه. مرّت 13 سنة على رحيله، وما زلنا نتذكره فى كل مواقفنا، فهو دائمًا محور أحاديثنا. تختلط مشاعرنا بين حب الحديث عنه باعتباره إنسانًا بارًا تقيًا، وبين الحزن الذى لا يفارقنا مهما مرت السنوات. فقد زرع محبته فى القلوب، ولن تنتهى محبتنا وحزننا عليه أبدًا. نرجو من الله أن نكون أوفياء لذكراه ما دمنا أحياء".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.