سياسة / اليوم السابع

رسائل الرئيس بقمة بغداد وثيقة تاريخية لإقرار السلام فى المنطقة

بقلم المهندس حازم الجندي

الثلاثاء، 20 مايو 2025 02:37 م

أثبتت الدولة المصرية أنها كانت وستظل القلب النابض للأمة العربية، وذلك بمواقفها الثابتة والشجاعة فى دعمها وتبنيها لقضايا الوطن العربى والدفاع عن الأمن القومى العربى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ـ قضية القضايا، القضية المركزية الأولى فى الوطن العربى، أن موقف ثابت وصلب فى الدفاع عن القضية وحقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، وتصديها لمخططات تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة.

هذا قدر مصر أن تتحمل المسؤولية وتلعب دورًا محوريًا ومؤثرا فى جهود وقف النزاعات والصراعات فى المنطقة والسعى لتعزيز الاستقرار وإقرار السلام، وفى هذا الصدد، جاءت الكلمة التاريخية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الرابعة والثلاثين، التى عقدت فى العاصمة العراقية بغداد منذ أيام قليلة، لتؤكد أن مصر تعبر عن ضمير الوطن العربى بأكمله، وتعبر عن وجدان الأمة العربية، فحديث الرئيس السيسى فى القمة عبر عما يجيش فى صدورنا جميعا الشعب المصرى وكل شعوب الدول العربية، عبر عن همومنا وانشغالنا بالقضية الفلسطينية ودفاعنا عنها والتنديد بالجرائم الوحشية والانتهاكات التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.


إن كلمة الرئيس السيسى كانت جامعة وشاملة وتناولت رسائل حاسمة بشأن ما تشهده المنطقة العربية من تحديات جسيمة، خاصة ما يتعلق بالحرب الجارية فى غزة، والأوضاع فى والسودان وليبيا والصومال، فكلمة الرئيس وإن كانت تعبر عن رؤية مصر بشأن مختلف القضايا إلا أنها أيضًا عبرت عن ضمير ووجدان الوطن العربى كله.


إننا فى ظل هذه الظروف الدقيقة وبالغة التعقيد وجب علينا جميعًا أن نقف على قلب رجل واحد ونرسى قواعد العمل العربى المشترك لتكن هناك مواقف قوية وموحدة تجاه قضايا الوطن العربى لا سيما القضية الفلسطينية والتصدى لجرائم الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى فى كلمته بتأكيده أن القمة العربية تنعقد فى ظرف تاريخى، حيث تواجه منطقتنا تحديات معقدة، وظروف غير مسبوقة، تتطلب منا جميعا - قادة وشعوبا - وقفة موحدة، وإرادة لا تلين، وأن نكون على قلب رجل واحد، قولا وفعلا، حفاظا على أمن أوطاننا، وصونا لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية.

الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أنه لا يخفى على أحد، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة، إذ يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة، حيث تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرا تحت أهوال الحرب، فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية، حجرا على حجر، ولم ترحم طفلا أو شيخا.. واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحا، ومن التدمير نهجا، مما أدى إلى نزوح قرابة مليونى فلسطينى داخل القطاع، فى تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، وفى الضفة الغربية، لا تزال آلة الاحتلال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير.. ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدا، عصيا على الانكسار، متمسكا بحقه المشروع فى أرضه ووطنه.

إن كلمة الرئيس السيسى كانت قوية ومؤثرة ووصلت إلى قلب كل مواطن عربى، فهى توصيف دقيق لوضع وحال الأمة العربية والتحديات الجسيمة وفضحت انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلى والعار الذى يلاحق المجتمع الدولى بسبب صمته المخزى إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم حرب وإبادة، كما أن كلمة الرئيس وجهت رسالة لكل الدول العربية بأن المرحلة بالغة الصعوبة وتتطلب تكاتف وتلاحم الدول العربية وتوحيد الموقف العربي.

أيضًا عبرت كلمة الرئيس السيسى عن موقف مصر فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، فأكد أنه منذ أكتوبر ، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وبذلت مساعى مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولى، وعلى رأسه
الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وتطرق إلى ما تقوم به إسرائيل من تقويض السلام فى المنطقة واختراق اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، فى محاولة لإجهاض أى مساع نحو الاستقرار، وعلى الرغم من ذلك، تواصل مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، بذل الجهود المكثفة لوقف إطلاق النار، فضلًا عن عقد قمة القاهرة العربية غير العادية، فى مارس 2025، التى أكدت الموقف العربى الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطينى، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله، وهى الخطة التى لقيت تأييدا واسعا؛ عربيا وإسلاميا ودوليا، علاوة على أن مصر تعتزم تنظيم مؤتمر دولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، فور توقف العدوان.

وكانت الكلمة الأكثر حسما وتأثيرا فى حديث الرئيس السيسى هى تأكيده على أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، التى ما زالت تعصف بالمنطقة، مهددة استقرار شعوبها كافة.. بلا استثناء، وأنه حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، هذه الكلمات عبرت عن ضمير الوطن العربى والشعور العربية ولاقت ترحيبا وتأييدا واسعا من الجميع، فلا سلام بدون تسوية سياسية شاملة ونهائية للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إنها كلمة وقعها وتأثيرها أكبر وأصعب من الرصاص لمن يعى ويدرك.


كلمة الرئيس السيسى وضعت العالم كله أمام مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من تدمير وتخريب وجرائم حرب وضرورة التدخل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، فضلًا عن تناول قضايا الوطن العربى الأخرى، والتأكيد على أن أمتنا العربية تواجه تحديات مصيرية، تستوجب علينا أن نقف صفا واحدا لمواجهتها، بحزم وإرادة لا تلين، فيمر السودان الشقيق بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره، مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أى مساع، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية.

الرئيس السيسى عبر عن هموم المواطن العربى، فبالنسبة لسوريا، دعا إلى المحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من الجولان، وجميع الأراضى السورية المحتلة.. وفى لبنان، يبقى السبيل الأوحد لضمان الاستقرار، فى الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم "1701"، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبنانى، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبنانى من الاضطلاع بمسئولياته.

أما ، فأكد الرئيس السيسى أن مصر مستمرة فى جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة، وفق المرجعيات المتفق عليها.. من خلال مسار سياسى ليبى، يفضى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب الليبى من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها.. مع خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا، هذا فضلًا عن الدعوة لضرورة استعادة الاستقرار فى اليمن عبر تسوية شاملة تنهى الأزمة الإنسانية، التى طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية، كما لم ينسى دعم الصومال الشقيق، والرفض القاطع لأى محاولات للنيل من سيادته.

إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية ببغداد بمثابة خطة ورؤية شاملة تقدم مفتاحًا للحلول الحازمة لقضايا المنطقة وتسوية النزاعات والصراعات وعودة الاستقرار والأمن والأمان، بل هى وثيقة تاريخية لتعزيز الاستقرار والسلام فى المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العريى، خاصة فى ظل هذا الظرف التاريخى، حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة، وظروف غير مسبوقة، تتطلب وقفة موحدة وإرادة صلبة لا تلين - قادة وشعوبا - حفاظًا على أمن أوطاننا، وصونا لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية؛ لذلك اتمنى استجابة قوية من العالم العربى والإسلامى والمجتمع الدولى لرسائل الرئيس السيسى حتى نضع حدا لهذه الأزمات والظروف بالغة التعقيد.

إن قمة بغداد وكلمة الرئيس السيسى وجهت رسائل واضحة للعالم أجمع، ولاسيما أنها وضعت العالم أمام مسؤولياته الحقيقية، كلمة جاءت جامعة وشاملة، وعبّرت بصدق عن نبض الشارع العربى، وكذلك عن الثوابت المصرية الراسخة فى دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فمصر لم ولن تدخر أى جهد فى دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطينى الشقيق فى الدفاع عن حقه فى إقامة دولة مستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، رسائل قوية عكست الضمير العربى تجاه القضايا العربية والإقليمية، وأكدت، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الدولة المصرية تبقى دائمًا مهمومة بقضايا أمتها، وتسعى حثيثًا لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار فى دول المنطقة أجمع، والتى يعانى بعضها من أزمات حادة تستدعى التكاتف العربى والدولى ورؤية صادقة فى مساعى تحقيق السلام. 


على المجتمع الدولى أن يضطلع بمسؤولياته وضرورة تكثيف الجهود والمساعى الدولية التى تقر السلام فى الأراضى الفلسطينية وتضمن تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثات لإنقاذ الأهالى فى غزة، والتصدى لجرائم الحرب والإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين، ويجب على الجميع رفض السياسة الصهيونية فى التوسع بحجة تحقيق الأمن فى كل من فلسطين وسوريا ولبنان، والتى ستدخل المنطقة فى حلقة مفتوحة من المواجهة، ويجب الوقف الفورى للحرب فى غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التى تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء، يجب العمل على تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

إنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لاستعادة الأمن الإقليمى، ورفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، وضرورة تجنب توسع الصراع الإقليمى، وأهمية استعادة الاستقرار بالدول العربية واحترام سيادتها وحماية حدودها وصون أراضيها.

 

 

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا