قال الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، إن شاهر سعد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ألقى كلمة مؤثرة أمام مؤتمر الكونفدرالية العمالية الإسبانية CCOO، عبر تقنية الفيديو، بعد منعه من السفر نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي فرضتها الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي ترافقت مع إغلاق شامل للمحافظات الشمالية الفلسطينية، وإقامة بوابات إلكترونية وحواجز عسكرية واغلاق جسر الملك حسين الواصل بين الضفة والأردن وإعاقى حركة التنقل.

في كلمته، التي حملت آلام وآمال الشعب الفلسطيني، وجّه الأمين العام تحية إلى العمال الإسبان، وشكرهم على دعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها “ليست قضية شعبنا فقط، بل قضية كل أحرار العالم”.

وتطرق إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث وثق أكثر من 56,000 شهيد في غزة، بينهم 18,000 طفل و12,400 امرأة، بالإضافة إلى 1,000 شهيد في الضفة الغربية، بينهم 194 طفلاً، مشدداً على استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي أمام صمت المجتمع الدولي.

كما أشار إلى تصعيد الاستيطان، حيث صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات، وأُنشئت 60 بؤرة استيطانية جديدة، وتمت الموافقة على 241 مستوطنة إضافية، مما يقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتناول الأمين العام أوضاع العمال الفلسطينيين، قائلاً إن أكثر من 507,000 عامل فقدوا وظائفهم منذ السابع من أكتوبر 2023، مع خسائر اقتصادية تتجاوز 7 مليارات يورو خلال 20 شهرا، وأضاف أن الاحتلال اعتقل 11,000 عامل، واستشهد 35 آخرون، مشيراً إلى القيود المشددة التي فُرضت على حركة العمال من خلال أكثر من 1,000 بوابة ونقطة تفتيش إلكترونية.

وفي حديثه عن دور المجتمع الدولي، دعا الأمين العام مؤتمر CCOO إلى سحب جميع الاستثمارات من المستوطنات الإسرائيلية، ولا سيما صناديق التقاعد الأوروبية، مؤكداً أن هذه الاستثمارات “تغذي الاحتلال وتجهض حلمنا بدولة مستقلة”.

وأكد أن وفوداً نقابية دولية زارت فلسطين، وقدمت شكاوى رسمية لمنظمة العمل الدولية، تطالب بتعويض العمال الفلسطينيين عن أجورهم وحقوقهم المنهوبة، مطالباً بمزيد من الضغط الدولي لتقديم دعم مالي طارئ للعمال الفلسطينيين المحرومين من رواتبهم.

وفي ختام كلمته، شدد الأمين العام على أن “لا عدالة اجتماعية، ولا عمل لائق تحت الاحتلال”، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني “سيبقى صامداً على أرضه رغم القتل والتهجير”، ووجّه تحية خاصة لعمال إسبانيا، قائلاً: ستبقى فلسطين.. والاحتلال الإسرائيلي إلى زوال.. الحرية لفلسطين، الحرية لفلسطين".