سياسة / اليوم السابع

البابا تواضروس يكشف دلالات "يسوع والمسيح" فى كتابه "هذا إيمانى"

  • 1/2
  • 2/2

في عالم تتشابك فيه المفاهيم الدينية، وتتطلع فيه النفوس إلى فهم أعمق لجوهر الإيمان، يقدم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إسهامات معرفية قيمة تُنير دروب الباحثين عن الحقيقة.

ومن بين صفحات كتابه "هذا إيمانى"، الذي يُعد مرجعًا لاهوتيًا وفكريًا هامًا، يتناول قداسته نقطة محورية لطالما أثارت تساؤلات لدى الكثيرين: ما هو الفرق بين كلمتى "يسوع" و"المسيح"؟ يوضح البابا بدقة وعمق دلالات كلتا الكلمتين، كاشفًا عن أبعاد لاهوتية وتاريخية تُثري الفهم المسيحي، وتقدم إجابات شافية في سياق موضوعي ومبسط.

"يسوع": الاسم الذى يحمل الخلاص

ويُشير قداسة البابا تواضروس الثانى فى كتابه إلى أن كلمة "يسوع" هي اسم عبراني أصيل، يحمل في طياته معنى عميقًا ودلالة عظيمة، فهو يعني "مخلص" أو "فادي". ويوضح قداسته أن هذا الاسم يُنطق في اللغة العبرانية بـ "يشوع"، ومنها اشتق في اللغة اليونانية إلى "إيسوس"، التي جاءت منها لاحقًا كلمة "عيسى".

هذا التفسير يربط الاسم مباشرة بالوظيفة الخلاصية للسيد المسيح، فمنذ اللحظة الأولى لتجسده، كان اسمه يحمل نبوءة بمهمته العظمى في فداء البشرية. فكلمة "يسوع" ليست مجرد تسمية، بل هي إعلان عن هوية ووظيفة، تشير إلى ذاك الذي جاء ليقدم الخلاص والنجاة للعالم.

"المسيح": الصفة التي تعلن عن رسالة التكريس

أما كلمة "المسيح"، فيشرح البابا تواضروس الثاني أنها ليست اسمًا، بل هي "صفة". هذه الصفة تحمل دلالات متعددة وعميقة، فهي تعني "الممسوح" و"المُفرز" و"المُخصص" و"المُكرس". وتُعد هذه الصفة هي التي حملها المؤمنون فيما بعد، فباسم المسيح صاروا مسيحيين.

يوضح قداسته أن هذه الصفة تشير إلى التكريس الإلهي، وأن السيد المسيح قد مُسح من الآب ليقوم بمهمته السامية. فالمسحة في العهد القديم كانت تُشير إلى تكريس الأشخاص لخدمة معينة، مثل الملوك والكهنة والأنبياء. وبذلك، فـ "المسيح" هو ذاك الذي كُرّس ومُسح من الله الآب ليكون المخلص والفادي، والذي من خلاله نالت البشرية الخلاص.

"يسوع المسيح": الاسم والصفة يتحدان في هوية المخلص

ويجمع قداسة البابا تواضروس الثاني بين الكلمتين ليُشكل المعنى الكلي "يسوع المسيح"، موضحًا أن "هذا الاسم يعني: 'المخلص الممسوح من الله الآب ليقوم بعمله كفادٍ ومُخلِّص لجميع خطايا البشر في جميع الأزمان'". هذا التوحيد بين الاسم والصفة لا يقتصر على التعريف اللغوي، بل يمتد إلى جوهر العقيدة المسيحية.

فالسيد المسيح لم يأتِ ليكون معلمًا وكارزًا وهاديًا فحسب، بل جاء ليقوم بالوظيفة الأسمى وهي "الفداء والخلاص للبشر من الخطية والموت". هذا التركيز على الجانب الفدائي يؤكد على مركزية عمل المسيح في الإيمان المسيحي، وأن تجسده كان الهدف الأسمى منه هو تقديم الخلاص الكامل للإنسان.

منهجية البابا تواضروس: تبسيط المفاهيم لتعميق الإيمان

ويُبرز هذا الشرح الواضح والدقيق للفرق بين "يسوع" و"المسيح" منهجية قداسة البابا تواضروس الثاني في تقديم المفاهيم اللاهوتية المعقدة بأسلوب مبسط ومفهوم، مما يُسهّل على القارئ استيعابها وتعميق إيمانه. فكتاب "هذا إيماني" يُعد إضافة قيمة للمكتبة اللاهوتية، ويُقدم رؤى بَنَّاءَة تُسهم في فهم أعمق لجوهر العقيدة المسيحية.

ويؤكد هذا التوضيح على أهمية التدقيق في المصطلحات الدينية، ليس فقط من أجل المعرفة، بل من أجل فهم أعمق للرسالة الإلهية، ولتعزيز الوحدة الفكرية في إطار الإيمان المسيحي.


كتاب هذا إيمانى لقداسة البابا تواضروس

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا