كتبت – آية دعبس

أكد وائل سرحان، رئيس النقابة العامة للعاملين بالإسعاف، أن أطقم الإسعاف تبذل قصارى جهدها يوميا لإنقاذ الأرواح، إلا أن هناك أسبابا متعددة تؤدي إلى تأخر سيارات الإسعاف في الوصول إلى مواقع الحوادث والمصابين، في مقدمتها ضعف الثقافة العامة والوعي المروري، حيث أشار إلى أن بعض قائدي السيارات لا يستجيبون لصوت "السرينة" ويمتنعون عن إفساح الطريق، بل قد يتعمد البعض إغلاق المسار أمام سيارة الإسعاف اعتقادا خاطئا بأنها تستخدم لإعطاء أولوية شخصية للمسعف.

وأضاف سرحان لـ"اليوم السابع": الزحام المروري في القاهرة والمدن الكبرى يمثل عائقا كبيرا أمام سرعة الاستجابة، إذ يمكن أن تستغرق الرحلة التي لا تتجاوز دقائق في الطرق الفارغة أكثر من عشر دقائق بسبب الاختناقات وعدم تعاون الجمهور.

وكشف عن سبب آخر وهو احتجاز سيارات الإسعاف داخل المستشفيات، موضحا أن دور الإسعاف يجب أن ينتهي عند تسليم المريض، إلا أن المستشفيات تجبر المسعفين على أداء مهام لا علاقة لهم بها مثل نقل المرضى بين الأقسام أو المساعدة في الأشعة والتحاليل، فضلا عن إغلاق البوابات أمام سيارات الإسعاف واحتجازها لحين صدور تصريح من مدير الاستقبال، ما يؤدي إلى تعطيل مئات السيارات التي كان يفترض أن تكون جاهزة للاستجابة لبلاغات جديدة.

وأوضح أن غياب التنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات هو السبب الرئيسي وراء استمرار هذه الأزمة، لافتا إلى أن تعليمات وزارية صادرة عامي 2016 و2017 كانت تنص على ضرورة مغادرة سيارات الإسعاف فور تسليم المرضى، لكنها لم تنفذ.

وأشار رئيس النقابة إلى أن النقابة أعدت عام 2016 مشروع قانون متكامل للإسعاف، تم تقديمه للبرلمان وتضمن حلولا لهذه الإشكاليات، منها ربط سيارات الإسعاف التابعة للمستشفيات الجامعية بهيئة الإسعاف لا سلكيا لاستخدامها وقت الكوارث، إلا أن المشروع تعطل وتم الاكتفاء بجزء محدود منه يتعلق بالإشراف الفني على تراخيص سيارات الإسعاف الخاصة.

وانتقد التشدد في شروط تراخيص سيارات الإسعاف للقطاع الخاص، والذي دفع بعض الشركات للجوء إلى شراء سيارات قديمة تباع كخردة وإعادة طلائها بلون سيارات الإسعاف الرسمية، مما يصعب التفرقة بينها وبين سيارات الدولة، ويؤثر على سلامة المرضى، وهو ما ظهر جليا في حوادث الملاعب التي فقد فيها لاعبون حياتهم بسبب سوء تجهيز سيارات الإسعاف الخاصة.

وطالب بسرعة التدخل لإيجاد آلية تنسيقية بين الوزارات المعنية، وإلزام المستشفيات بعدم احتجاز سيارات الإسعاف، مع وضع ضوابط واضحة تضمن جودة الخدمة، حفاظا على حياة المواطنين.