أكد سفير سلوفينيا بالقاهرة ساشو بودلسنيك، إدانة بلاده بشدة الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وإعلانها عن تمركزها الدائم في مدينة غزة.. وقال: "إن تكثيف العمليات العسكرية سيعرض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر، وسيؤدي إلى وفيات لا تُطاق للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة".
وأدان السفير بودلسنيك - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد التهجير القسري للفلسطينيين، الذي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.. وقال إن سلوفينيا ستواصل العمل على جميع المستويات للتخفيف من وطأة الوضع المتردي في غزة، ولفت الانتباه لما يحدث وممارسة الضغط على المجتمع الدولي لتحسين الوضع.
وأعرب عن ترحيب سلوفينيا بالاعترافات الأخيرة والمرتقبة بالدولة الفلسطينية في إطار "حل الدولتين".. مؤكدا أن بلاده أرسلت باعترافها بفلسطين دولةً مستقلةً وذات سيادة في يونيو عام 2024، رسالة واضحة بضرورة إعادة السلام إلى الشرق الأوسط وتطبيق حل الدولتين، على أمل أن تحذو دولٌ أخرى حذوها.
وقال إن سلوفينيا منذ الاعتراف الرسمي بفلسطين منخرطة بنشاطٍ كبير في جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما بصفتها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والتحالف العالمي لتطبيق حل الدولتين.
وأفاد بأن بلاده تسلط الضوء باستمرار على الحاجة إلى وقف العنف في غزة والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقد ساهمت من خلال إدانتها للإبادة الجماعية في غزة في تشكيل إجماع دولي على عدم التغاضي عن ممارسات إسرائيل.. مشيرا إلى أن سلوفينيا تدعم بشكل فعال فلسطين والسلام في الشرق الأوسط، حتى على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن سلوفينيا قررت في ضوء عجز الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق على تدابير ملموسة لزيادة الضغط على إسرائيل، اتخاذ ثلاثة تدابير على المستوى الوطني: إعلان وزيرين إسرائيليين شخصين غير مرغوب فيهما، وفرض حظر على استيراد وتصدير ونقل الأسلحة من وإلى إسرائيل، واتخاذ الخطوات الأولى نحو حظر استيراد البضائع الصادرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعن العلاقات مع مصر.. أكد سفير سلوفينيا بالقاهرة ساشو بودلسنيك، أن بلاده تتمتع بتاريخ عريق من العلاقات القوية والودية مع مصر تتجاوز بأكثر من 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الرسمية وتتميز الشراكة معها بالحوار السياسي المنتظم والمشاركة على جميع المستويات في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن مصر لا تزال أحد شركاء سلوفينيا الرئيسيين، ونولي أهمية خاصة لدورها في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن الحوار السياسي تكثف على أعلى المستويات هذا العام، حيث زارت رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية أورسكا كلاكوتشار زوبانتشيتش مصر في أبريل الماضي، وهي زيارة مثّلت إنجازًا هامًا ساهم في تعميق الحوار البرلماني وتعزيز التفاهم المتبادل، بينما أكدت المشاورات السياسية على مستوى مساعدي وزيري الخارجية، والتي عقدت بالقاهرة في أبريل الماضي، على القيمة الاستراتيجية لشراكتنا.
وأوضح أن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي شارك مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية تانيا فاجون، وعدد من كبار الشخصيات، في حلقة نقاشية تحت عنوان "إحياء القيادة والتعددية في زمن الانقسام والصراع"، وذلك ضمن فعاليات منتدى "بليد" الاستراتيجي الذي عقد أوائل هذا الشهر، وقد حظيت مشاركة عبد العاطي وملاحظاته بتقدير كبير، لا سيما في ضوء دور مصر في المنطقة ومكانتها في المجتمع الدولي.
وأكد على أهمية هذا المنتدى، الذي أسس منذ عشرين عاما، حيث تضمنت دورة هذا العام عقد 32 مناقشةً ومشاركة أكثر من 180 متحدثًا، من بينهم رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية وقد عكست المناقشات تعقيد المشهد الدولي المعاصر، الذي يتسم بالحرب والانقسام وتراجع احترام القانون الدولي، ودعت إلى المسؤولية والتضامن والثقة.
وقال إن عبد العاطي التقى - خلال زيارته لسلوفينيا - برئيسة الجمهورية ناتاشا بيرتس موسار ورئيسة الجمعية الوطنية أورشكا كلاكوشار زوبانيشيتش ورئيس الوزراء الدكتور روبرت جولوب ووزيرة الخارجية تانيا فاجون، ووزير الاقتصاد والسياحة والرياضة ماتياش هان.
وأضاف أن مباحثات الدكتور بدر عبد العاطي في ليوبليانا تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مع التركيز بشكل خاص على التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، فضلا عن بحث مجالات التعاون الواعدة، بما في ذلك الطاقة والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي والرقمنة، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على الوضع في فلسطين وخاصة في غزة.
وأكد أنه يولي اهتماما كبيرا بالحفاظ على الزخم الإيجابي في الحوار والعلاقات مع مصر.. موضحا أنه تجري الاستعدادات لمشاركة سلوفينية رفيعة المستوى في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر القادم، كما أنه من المقرر أن تزور مصر وزيرة الصحة الدكتورة فالانتينا بريفولنيك في نوفمبر القادم.
وعن التعاون الاقتصادي.. أوضح السفير بودلسنيك أن مصر لا تزال الشريك التجاري الأهم لسلوفينيا في إفريقيا، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري مع مصر 458 مليون يورو عام 2024 من بينها 374 مليون يورو صادرات مصرية لنا، بينما صدرنا إلى مصر ما قيمته 84 مليون يورو، موضحا أن قيمة التجارة الثنائية بين البلدين في أول سبعة أشهر من هذا العام بلغت 196 مليون يورو.
وأفاد بأنه بالرغم من هذه النتائج المشجعة إلا أنه لا يزال هناك مجالا لمزيد من التقدم مما يتطلب بذل الجهود لتحقيق علاقة تجارية أكثر توازنا.. مشيرا إلى أن صادرات سلوفينيا لمصر تشمل الآلات والمعدات الكهربائية، والمنتجات الورقية، وأجهزة القياس، والأدوية، بينما ترتكز الصادرات المصرية لنا بشكل رئيسي على الوقود المعدني والزيوت والفواكه والمكسرات والخضراوات والبلاستيك.
وأكد أهمية بذل الجهود لتعزيز التعاون في مجال السياحة.. لافتا إلى أن مصر تُعدّ بالفعل من بين الوجهات الأكثر شعبية للسائحين السلوفينيين، موضحا أن الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي التي عقدت العام الماضي، حددت فرص جديدة للتعاون في مجالات مثل التجارة والطاقة المتجددة وإدارة المياه والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، فضلاً عن الثقافة والتبادلات الشعبية.
وعن المساعدات إلى غزة.. قال السفير بودلسنيك "إن الوضع على الأرض يفوق الوصف وهذا ما أكد عليه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أفاد بوجود مجاعة في غزة وانتشارها المتوقع إلى المناطق المحيطة بها خلال الأسابيع المقبلة وهو وضع من صنع الإنسان بالكامل ويمكن الوقاية منه"، مؤكدا أن استخدام التجويع كأسلوب حرب يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي.. مطالبا إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها الإنسانية، وفقًا لما يقتضيه القانون الدولي.
وأوضح أن بلاده قدمت ما يقرب من 6 ملايين يورو كمساعدات لفلسطين عبر المنظمات الإنسانية الدولية منذ أكتوبر عام 2023، بينما قدمت سلوفينيا، عبر الأردن، المساعدات الإنسانية العينية ما قيمته 7ر1 مليون يورو، وكان أخر شحنة في 4 سبتمبر الجاري.. مشيرا إلى توفير العلاج والتأهيل في سلوفينيا لمجموعة من الأطفال الفلسطينيين من ضحايا حرب غزة.
وأضاف أن سلوفينيا ستواصل العمل على نقل مجموعة أخرى من الأطفال إلى معهد (سوكا) لإعادة التأهيل لتلقي العلاج.. مؤكدا أننا سوف نستمر في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في ضوء الاتفاقية التي تم التوقيع عليها مؤخرا بقيمة 4 ملايين يورو تغطي عمل الوكالة خلال الفترة من عام 2025 إلى عام 2028.
وأوضح سفير سلوفينيا بالقاهرة ساشو بودلسنيك أن هذه الشراكة تؤكد التزامنا بالمبادئ الإنسانية، والاستقرار الإقليمي، وحماية حقوق وكرامة اللاجئين الفلسطينيين.. لافتا إلى زيادة سلوفينيا دعمها المالي للأونروا الذي بلغ 55ر2 مليون يورو منذ بداية الحرب في غزة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.