كتبت أسماء نصار
الأحد، 28 سبتمبر 2025 06:15 متعد الطماطم محصولًا زراعيًا ذا أهمية بالغة عالميًا، فهي ليست مجرد إضافة للأطباق، بل هي عنصر غذائي أساسي، ومحرك اقتصادي، ومكون صناعي حيوي، ومع ذلك، تواجه زراعة الطماطم تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية، مما يستدعي تبني استراتيجيات فعّالة للتكيف.
الطماطم: كنز غذائي واقتصاديتتميز الطماطم بكونها "كنزًا غذائيًا حقيقيًا"، حيث إنها غنية بـالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، و مصدر ممتاز لـفيتامين C لتعزيز المناعة، وفيتامين A لصحة البصر والجلد، بالإضافة إلى فيتامين K، والبوتاسيوم، والفولات.
يعد الليكوبين، المسؤول عن لونها الأحمر المميز، أحد أقوى مضادات الأكسدة الموجودة في الطماطم، ويلعب دورًا حيويًا في الوقاية من السرطان (خاصة سرطان البروستاتا والثدي) وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تحتوي الطماطم على ألياف تسهم في تحسين الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم.
لا تقتصر أهمية الطماطم على قيمتها الغذائية، بل تمتد لتشمل تأثيرها الاقتصادي الكبير. فهي توفر مصدر دخل رئيسي للمزارعين حول العالم، وتسهم في توفير فرص عمل في مختلف مراحل الإنتاج، من الزراعة والحصاد إلى التعبئة والتصنيع والتسويق، حيث يمكن زراعتها في بيئات متنوعة، بما في ذلك البيوت المحمية، مما يسمح بإنتاج مستمر على مدار العام.
الأهمية الصناعية والتجارية للطماطمتعد الطماطم مادة خام أساسية للعديد من الصناعات الغذائية، مما يزيد من قيمتها المضافة، و ستخدم في إنتاج معجون الطماطم و الصلصة و الكاتشب و العصائر و الطماطم المجففة والمجمدة.
تسهم هذه المنتجات في زيادة فترة صلاحية الطماطم وتُمكن من استهلاكها خارج مواسم الإنتاج الطازج، كما تعد الطماطم ومنتجاتها المصنعة سلعًا تصديرية مهمة، مما يُعزز الاقتصادات الوطنية. تُستخدم الطماطم أيضًا بكثرة في قطاع خدمات الطعام، مما يؤكد على أهميتها في المطبخ العالمي.
الطماطم: خضروات أم فاكهة؟
أوضح معهد بحوث البساتين، أن محصول الطماطم يصنف ضمن الخضروات وليس الفاكهة، حيث تعود هذه التسمية إلى أن الخضروات هي نباتات عشبية تقضي فترة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر في الأرض قبل إزالتها، على عكس الفاكهة التي تكون أشجارًا معمرة.
لمواجهة الظروف البيئية المتقلبة، قدم المعهد نصائح وإرشادات لضمان جودة وكمية محصول الطماطم:
الكبريت و"عفن الطرف الزهري"
الوقاية من الأمراض الفطرية: تعفير أو رش الكبريت الميكروني، على الرغم من أن الكبريت يُسرّع من احمرار الثمار خارجيًا، إلا أنه قد يؤدي إلى لون داخلي فاتح.
معالجة "عفن الطرف الزهري": تشير هذه الظاهرة إلى عدم وصول الكالسيوم لقمه الثمرة، وقد يحدث هذا النقص بسبب انخفاض درجات الحرارة (مما يقلل من عملية الندح وامتصاص الماء والعناصر) أو الضغط الاسموزي العالي للأملاح في الأراضي الملحية، لمعالجة هذه المشكلة، أوصى بـرش الكالسيوم بورون بمعدل 1-2 كيلوجرام لكل 200 لتر ماء كل خمسة عشر يومًا.
أهمية البورون والعناصر الصغرى
دور البورون: في الظروف الباردة، يعمل البورون على زيادة لزوجة الميسم، مما يساعد حبة اللقاح على الإنبات والوصول إلى البويضة، وبالتالي حدوث العقد.
العناصر الصغرى: أكد المعهد على الدور الحيوي للعناصر الصغرى مثل الحديد، الزنك، والمنجنيز في تمثيل البروتينات وتحفيز الإنزيمات وعمليات البناء الضوئي.
التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة
للتعامل مع درجات الحرارة التي تتجاوز 35 درجة مئوية، نصح المعهد بـ:
اختيار الهجن ذات النمو الخضري الجيد.
تقريب فترات الري.
إمكانية زراعة محاصيل أخرى كالذرة بين صفوف الطماطم لتوفير التظليل والحماية من آثار الحرارة المرتفعة.
ممارسات ما قبل الحصاد
أشار إلى أن بعض المزارعين يقومون بـتعفير الطماطم بالكبريت قبل الحصاد لتسريع عملية التلوين الخارجي للثمار، مما يساعدهم على اللحاق بالأسعار المرتفعة في السوق، ولكن هذا قد يؤثر على اللون الداخلي للثمرة ويجعله فاتحًا.
تشكل التغيرات المناخية تهديدًا حقيقيًا لمستقبل زراعة الطماطم، مما يستلزم جهودًا متضافرة على المستويات المحلية والدولية من خلال البحث العلمي، والابتكار التكنولوجي، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، يمكن التخفيف من هذه التأثيرات وضمان استدامة إنتاج هذا المحصول الحيوي للأجيال القادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.