سياسة / اليوم السابع

وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان صحح مفاهيمك

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 10 أكتوبر بعنوان "صحح مفاهيمك"..وجاء نص الخطبة كالآتى:

الحمد لله الذي أشرق بنور العلم قلوب العارفين، وزين به عقول العاملين، ورفع به شأن المتقين، نحمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة إلا به، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الذي أرسله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الغمة،  وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،،،

فإن مبادرة "صحح مفاهيمك" التي أطلقتها وزارة الأوقاف، ليست مجرد شعار عابر، بل هي روح جديدة تتدفق في جسد الوطن، وسعي حثيث نحو إحياء الشخصية المصرية الأصيلة، بعد سنوات من التجريف الفكري والروحي، الذي شوه المفاهيم واغتال السلوك القويم، حيث تخوض المبادرة غمار الواقع اليومي للمواطن، تتلمس قضاياه بقلب رحيم، وعين بصيرة، رؤيتها علمية وتربوية منضبطة، تستند إلى خطاب ديني رشيد، أشبه بالبلسم يداوي الظواهر السلبية، لا بالجلد والإدانة والإقصاء، بل بالتوعية والرحمة والجمال، فهي تهدف إلى إعادة بناء إنسان مصري واع بسماحة دينه وواجب وطنه، يجمع بين الانضباط والرحمة، وبين التدين الصحيح والسلوك الراقي، ويحمل قيم البقاء والانطلاق والإحسان، شعاره القوة والصلابة في مواجهة الأزمات، غايته إحياء نفسه والأكوان من حوله، يصدق فيه هذا البيان القرآني الفريد: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}.

أيها النبلاء، من المفاهيم التي يجب أن تصحح، الغش في الامتحانات، فهو خيانة، والإصرار عليه حسرة وندامة، فكفى الغاش أن الجناب المكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من غشنا فليس منا»، إنه تحريم للغش بجميع صوره، ومنها الغش في الامتحانات، فهو خديعة ومعصية وجريمة في حق المجتمع، وليس فطنة ولا ذكاء، وليس تعاملا مع موقف عابر في نهاية العام، بل بلاء؛ فالغاش مفلس ويريد أن يلحق بالأذكياء، ارتكب محرما وفعلا مجرما.. فيا أيها الآباء، لاحظوا أولادكم، علموهم أن المذاكرة والتحصيل سبيل الأتقياء، وأن الغش طريق الضعفاء والتعساء، علموا أولادكم أن مجاراة العلماء تحتاج إلى جد واجتهاد، لا إلى طريقة مبتكرة في الغش لا يعلمها الأساتذة، علموهم أن السبق إلى التميز والنجاح يحتاج إلى مزيد إعداد، وإلا فالغاش ينتظره العقاب، حدثنا الجناب المكرم صلى الله عليه وسلم  عن ذلك فقال محذرا من طلب العلم بنوايا خبيثة وبطرائق منكرة: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار»، إننا- إذ نتلمس خطى المصطفى صلى الله عليه وسلم نريد لشبابنا علما نافعا، وطريقة في التعليم تورث فكرا رشيدا لا مشوها، ولا لقيطا.

أيها الكرام، ومن المفاهيم التي يجب أن تصحح، تخريب الممتلكات العامة، فهو سلوك سيئ، يموت فيه الضمير، وتسقط فيه القدوة الفاضلة، الممتلكات العامة هي عماد الحياة النابض في شرايين القرى والمدن، بها تستقيم الحياة، وتقضى حوائج العباد، ويتحقق الأمن والاستقرار، وتخريب هذه الممتلكات، سواء عن طريق الإهمال، أو العبث المتعمد، أو الاستخدام غير المسؤول، هي سلوكيات تمثل اعتداء مباشرا على مقدرات الدولة، وانفصالا نفسيا وسلوكيا عن مفهوم المواطنة، فصيانة الممتلكات العامة مرآتنا الحقيقية التي تعكس للعالم مستوى تحضرنا وعمق انتمائنا، فالعلاقة بيننا وبين مؤسسات دولتنا شعارها الثقة المتبادلة، قائمة على التكامل والتعاون، والعمل على عمارة هذا الوطن وصون استقراره، فالحفاظ على الممتلكات العامة من أوجب الواجبات، وتخريب تلك الممتلكات فساد وإفساد، قال تعالىٰ: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

******

الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله، ومن المفاهيم التي  يجب أن تصحح، الخلافات الأسرية، وما فيها من مفاهيم مغلوطة، تزعزع أركانها، وتنشر الشرور في أرجائها، وتكون سببا في الانفصال، ووقوع حالات الطلاق، وارتفاع نسبته، وهو أمر يقلق العقلاء، ويوجب تصحيح الأوضاع الأسرية بالعودة إلى أصول العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، قال ربنا سبحانه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، وليكن الخير جاريا في حياتنا الأسرية جريان الماء في الورد، يقول لنا الجناب المكرم صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله»، فسريان الخير في الأسرة قطع لأسباب الطلاق ووقف للخلافات، وعودة إلى انتهاج مسلك الخيرات والمودة والرحمات.

أيها المكرم، لقد حباك الله وشرفك بالقوامة: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض}، قوامة خير لا قهر، قوامة جبر لا تسلط وكسر، قوامة ممنوحة لك؛ لتكون راقيا خيرا مسئولا متعاونا، ومنحت الرجولة؛ لتكون عدلا معتدلا وسطا صبورا، نعم، نحن في حاجة لتصحيح مفهوم القوامة والرجولة.

أيها الأحبة، انشروا الحب في البيوت، فإن المنهج القرآني يرشدنا إلى حل حكيم وعادل يتطلب منا تغافلا وتوازنا، كما أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر»، فعلينا أن نلجأ إلى المصارحة الهادئة وكظم الغيظ، وأن نتذكر أن التنازل عن الحقوق الصغيرة هو استثمار في سعادة أبنائنا، فحل الخلافات الأسرية هو واجب ديني واجتماعي، وليس مجرد اختيار؛ فبيوتنا يجب أن تكون حصونا منيعة ترفعها المودة وتثبتها الرحمة، لا ميادين صراع يهتز فيها استقرار الأبناء، فلنجعل من هذه البيوت ملاذا آمنا، ولنعلم أن بذل الجهد في إصلاح ذات البين هو طريق النجاة الحقيقي في الدنيا والآخرة.

اللهم املأ بيوتنا سعادة ونورا، وأعنا على تصحيح المفاهيم، واعتدال الحياة يا كريم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا