كتب: محمد الأحمدى

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والخارج لبدء صوم الميلاد المجيد يوم الاثنين 25 نوفمبر المقبل، وذلك وفقًا للتقليد الكنسي المتبع الذي يستمر لمدة 43 يومًا وينتهي ليلة عيد الميلاد المجيد الذي تحتفل به الكنيسة في 7 يناير من كل عام.

ويُعد صوم الميلاد ثاني أطول أصوام الكنيسة بعد الصوم الكبير، ويحمل طابعًا روحيًا خاصًا يرتبط بالترقب والفرح بميلاد السيد المسيح، ويؤكد التعليم الكنسي أن هذا الصوم هو فترة إعداد للنفس لاستقبال حدث الميلاد في القلب قبل الاحتفال به في الكنائس.

ومن المتوقع أن تصدر اللجان الطقسية بالمجمع المقدس تعليماتها الرعوية كالمعتاد قبل بدء الصوم، والتي تنظم مواعيد القداسات اليومية، وتحدد قواعد الأصوام من حيث الانقطاع والأطعمة المسموح بها، مع التأكيد على الطابع الروحي للصوم باعتباره فرصة للتوبة وخدمة المحتاجين.

وتشهد الكنائس خلال هذه الفترة مزيدًا من الصلوات والتسابيح والقداسات اليومية، إلى جانب ترديد ترانيم الميلاد الشهيرة المعروفة باسم "اللحن الفرايحي" الذي يعبر عن فرح الكنيسة بميلاد المخلص، كما تنظم الإيبارشيات ومدارس الأحد برامج رعوية وخيرية خاصة بهذه المناسبة، تحت شعار "ميلاد المسيح رسالة محبة وسلام".

وأوضحت مصادر كنسية، أن صوم الميلاد يحافظ على طابعه النسكي البسيط، حيث تسمح الكنيسة بتناول الأسماك خلال أيامه – باستثناء الأربعاء والجمعة – وذلك تمييزًا له عن الصوم الكبير الذي يسبقه في مكانته الروحية.

ومن المنتظر أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني خلال فترة الصوم سلسلة من العظات الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تتناول معاني الميلاد وأبعاده الروحية والإنسانية، إضافة إلى رسائل تعكس روح المحبة والسلام وسط التحديات التي يمر بها العالم.