أكد المفكر السياسى الدكتور مصطفى الفقى أن مصر دولة صامدة لا تتأثر بالرياح، وتوظف دورها الريادى لخدمة قضايا أمتها العربية، وستظل مركز الثقل فى المنطقة مهما تبدلت الظروف.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة تحت عنوان “دول الخليج والصراع العربى الإسرائيلى”، حيث استعرض الدكتور مصطفى الفقي تاريخ دول الخليج وعلاقاتها الوثيقة مع مصر، مشيرًا إلى أن كل دولة عربية أسهمت في تشكيل ملامح المنطقة والشخصية العربية الحديثة.
وقال الفقي إن دول الخليج تنظر إلى مصر بوصفها المرجع في التعليم والفكر والثقافة، كونها بلد الأزهر الشريف والجامعات العريقة، وقد مثلت لسنوات طويلة “الملكية المستنيرة” في العالم العربي.
وأضاف أن مصر كانت وما زالت وعاء المعرفة ومصدر العطاء بلا مقابل لوطنها العربي، إذ تخرّج في جامعاتها العديد من القادة والمسؤولين العرب الذين تولوا مناصب رفيعة في بلدانهم.
ونبه المفكر السياسي إلى أن الخطر الإسرائيلي على المنطقة العربية لا يعادله خطر أي دولة على أخرى، مشيرًا إلى التحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، ولا سيما عقب وقف الحرب في غزة ونجاح مصر في إغلاق ملف التهجير، ووضع حد للمذابح والإبادة، والحفاظ على أمنها القومي وسط زخم دولي واسع يشيد بدورها وجهودها من أجل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن المرحلة الراهنة تمثل بداية جديدة تعود فيها القضية الفلسطينية وحل الدولتين إلى صدارة المشهد الإقليمي والدولي، بعد فترة طويلة من التراجع والانشغال بأزمات وصراعات داخلية.
واختتم الدكتور مصطفى الفقي كلمته بالتأكيد على أن الشارع العربي أصبح أكثر اهتمامًا بالأوضاع السياسية مما كان عليه في السابق، وهو ما يعد مؤشرًا كاشفًا على وعي جديد يتشكل في المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية للندوة، قال ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، إن القضية الفلسطينية والمنطقة العربية مرت خلال العامين الماضيين بمرحلة حرجة وغير مسبوقة منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث تعرّض الشعب الفلسطيني في غزة لعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي ومحاولات تهجير قسري، فيما عانى أبناء الضفة الغربية من القمع والحصار ومحاولات اقتلاعهم من أرضهم على يد المستوطنيين بدعم من الحكومة الإسرائيلية، في إطار مخطط يستهدف ضمّ الضفة الغربية.
وأضاف أنه مع التوقيع على خطة السلام الأمريكية، تلوح اليوم بارقة أمل لوضع حد لهذه المأساة الممتدة، منبهاً إلى ضرورة عدم نسيان دروسها، والعمل على ضمان عدم تكرار تجربة “أوسلو” مرة أخرى.
وأشار إلى أهمية استمرار انخراط جميع الأطراف المعنية في العملية التفاوضية، وبذل أقصى ما يمكن من ضغوط لضمان التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه، ومنعها من وضع تفسيرات أحادية أو مخالفة لبنود الاتفاق.
وشدد عباس على أن المرحلة الراهنة تستدعي مواقف واضحة ورؤى مستقبلية شاملة لمستقبل المنطقة، تستفيد من التحول الملحوظ في المزاج الشعبي الغربي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، ومن اعتراف عدد من الحكومات الغربية بالدولة الفلسطينية، بعد ما شهدته غزة من مجازر وجرائم استمرت لعامين كاملين.
كما لفت إلى أهمية تلك ندوة التي نظمتها مؤسسة "كيميت؛ لمناقشة مواقف دول الخليج من التسوية والتحالفات الإقليمية الجديدة، بالنظر إلى ما تملكه هذه الدول من وزن اقتصادي وسياسي، بجانب علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة .
واختتم ممدوح عباس بالإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية أدّت دورًا محوريًا من خلال المؤتمر الذي نظمته مع فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما ساهمت قطر في الوساطة بين الطرفين المتحاربين.
وقد شارك في ندوة (دول الخليج والصراع العربى الإسرائيلى) كل من عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والوزير محمد فايق وزير الإعلام الأسبق، والدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق ووزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، والدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية ووزير الشباب الأسبق، إلى جانب عدد من الوزراء السابقين والدبلوماسيين ورجال السياسة والفكر والثقافة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.