أحمد إبراهيم الشريف

شهد محيط المتحف المصري الكبير، خلال الأسبوع الماضي، ضغطًا استثنائيًا على بوابات الدخول بالتزامن مع أيام الذروة، ما دفع إدارة المتحف إلى تفعيل الحجز المسبق بصرامة أكبر في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، كما نبهت الإدارة إلى أن الفترات الزمنية التي تبلغ حدها الأقصى ستغلق للحجز الإلكتروني، مع الالتزام بمواعيد الدخول المحددة مسبقًا.

وبرزت في السياق ذاته بعض التصرفات الشخصية غير المنضبطة داخل القاعات مثل رفع الصوت ومخالفة مسارات السير ومحاولات استخدام معدات تصوير مقيدة للحركة، وهي سلوكيات تحتاج "وقفة" وضبطًا هادئًا وحازمًا في آن، تمامًا كما تفعل كل متاحف العالم للحفاظ على مقتنياتها وتجربة زوارها.

وتشير خبرات المتاحف الدولية إلى مجموعة متكاملة من الأدوات التنظيمية للحد من السلوكيات غير المنضبطة والمعطلة، وتبدأ هذه الترتيبات من بوابة الحجز وتنتهي داخل قاعات العرض، وأول هذه الأدوات هو نظام الشرائح الزمنية المرتبط بسقف استيعابي لكل فترة، إذ يسمح بتوزيع الزوار على اليوم وتقليل نقاط الاختناق، يلي ذلك نشر "ميثاق زيارة" مبسط متعدد اللغات عند المداخل وعلى التذاكر الرقمية، يتضمن قواعد واضحة: الحفاظ على الهدوء داخل القاعات، عدم لمس القطع، حظر الأطعمة والمشروبات، التصوير الشخصي دون فلاش، ومنع عصي السيلفي والحوامل والمعدات الكبيرة داخل صالات العرض.
ونستعرض معا بعض ما يتم في المتاحف الكبرى:

ويطبق "المتحف البريطاني" نموذجًا صارما في هذا الإطار، إذ يجيز التصوير الشخصي ويمنع عِصي السيلفي والحوامل ويشدد على الالتزام بالطوابير وتفتيش الحقائب.

أما "متحف اللوفر" فينص "قانون الزيارة" على السماح بالتصوير للأغراض الشخصية داخل المجموعات الدائمة، مع حظر الفلاش والإضاءة وعصيّ السيلفي، واعتماد مبدأ "الخروج نهائيًا" للمساعدة في إدارة الطوابير والأعداد داخل الصالات.

في "لوفر أبوظبي" تتوسع اللائحة لتشمل حظر المعدات الكبيرة و"جلسات التصوير" ذات الطابع التجاري أو الاحتفالي، مع السماح بالتصوير اليدوي غير الفلاشي فقط.

ويستكمل هذا الإطار بسياسات  تركز على "السلوك"، أي نشاط يحدث ضوضاء أو تجمعًا غير مصرح به داخل القاعات، إنشادًا كان أو قراءةً علنية أو بثًا مباشرًا، يطلب وقفه فورًا أو نقله إلى مناطق الاستراحة أو المساحات المفتوحة خارج صالات العرض، احترامًا لحق الآخرين في المشاهدة ولشروط حفظ القطع الأثرية.