بورسعيد - محمد عزام

الإثنين، 29 يوليو 2024 05:00 ص

"مصر الجميلة"، مظاهر عديدة في كل المحافظات المصرية ومنها بورسعيد، التي تُعد البوابة الشمالية الشرقية وبها العديد من المعالم السياحية والمتنزهات، وفي مقدمتها حديقة المسلة التي تعتبر واجهة المدينة كونها تقع أمام الديوان العام لمحافظة بورسعيد.

تقع حديقة المسلة التي تم تطويرها في 2017 لتكون ضمن مبادرة "حدائق بلا أسوار"، في شارع 23 يوليو بنطاق حي الشرق، وأمامها الديوان العام للمحافظة، وخلفها محكمة بورسعيد الإبتدائية، ومن الجهة اليسرى مدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية ونادي المعارف.

وتضم حديقة المسلة، أشهر ميادين محافظة بورسعيد هو ميدان الشهداء، والذي تم تصميم الميدان بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر، وقام الزعيم الراحل بافتتاحها في عيد بورسعيد القومي في 23 ديسمبر 1958.

وفي حديقة المسلة العديد من التماثيل التي تعبر كل منها عن مرحلة زمنية معينة، ومن أهم تماثيل الميدان تمثال الفريق عبد المنعم رياض الجنرال الذهبي ورمز شهداء العصر الحديث والذي أطلق على يوم استشهاده في 9 مارس عام 1969 يوم الشهيد.

كما تضم الحديقة متحف النصر للفن المصري الحديث الموجود أسفل مسلة الشهداء  في 25 ديسمبر عام 1995، وأُنشئ تقديرا لكفاح وصمود بورسعيد وأبنائها ولتوثيق بطولاتهم.

وفي حديقة المسلة وأمام النصب التذكاري للشهداء الواقع أسفل المسلة، وقف مشاهير العالم يضعون أكاليل الزهور ويؤدون التحية لأرواح الشهداء على وقع الموسيقى العسكرية، فهنا وقف الزعيم الروسي نيكيتا خرشوف برفقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبجوارهما جميلة بوحريد رمز المقاومة الجزائرية والأسطورة محمد على كلاى والرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس الجزائرى أحمد بن بيلا ورائد الفضاء الروسي يورى جاجارين .

كما وقف فيه الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل العبور يدشن احتفالات مصر والعالم بإعادة افتتاح القناة فى يونيه 1975، برفقة ولى العهد الإيراني محمد رضا بهلوي.

ويتجمع الحمام في ساحة الميدان، ويقوم "محمد يوسف" - مشرف الميدان، بتقديم الطعام يومياً للحمام على مدار ساعات ورديته التي تبدأ منذ الثامنة صباحاً وتستمر حتى الرابعة عصراً.

وعن قصة تواجد الحمام في الميدان والتي ترجع لأحد أهالي حي العرب يدعي  إبراهيم الجباس، والذي كان بعد انتهائه من صلاة فجر كل يوم بالمسجد العباسي الذي يبعد أمتار قليلة عن الميدان ، يرمي الأكل للحمام ويقوم بتجميعه، فكان يسكن البيوت الخشبية المحيطة بالميدان.

تزايدت الأعداد بميدان الشهداء، يوماً تلو الآخر، فقرر حينها اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد، أن يتم تخصيص طعام وأمن للحمام يومياً للحفاظ عليه من بطش بعض الشباب، وليكون مكان سياحي ومزار لأهالي المدينة والزوار من المحافظات الأخري .

يتم رمي الأكل للحمام بعد الفجر مباشرةً، وخلال ذلك التوقيت تتجمع كميات كبيرة من الحمام داخل الميدان ويحرص بعض الأهالي علي التواجد، ليطير بعد وجبته الصباحية ويتجمع علي فترات متفرقة من اليوم حتي يصل إلى ذروة عدده في الرابعة عصراً ويتم رمي له الوجبة الثانية، ووسط هذا المشهد الرائع، يستمتع الأهالي مع صغارهم.