محافظات / اليوم السابع

الزعفران.. ذهب عطرى من التراث يزين رؤوس الهجن الفائزة بسباقات .. صور

  • 1/8
  • 2/8
  • 3/8
  • 4/8
  • 5/8
  • 6/8
  • 7/8
  • 8/8

رسالة أبوظبي ـ محمد حسين

الخميس، 15 مايو 2025 03:02 م

فى كل موسم من مواسم سباقات الهجن، وبين صيحات ملاك وعشاق الإبل وهى تتنافس فى ميادين الركظ، وهتافاتهم بكلمة "الناموس" أى الفوز المشرف بالمركز الأول، يظل مشهد "الزعفران" أحد أبرز وأجمل طقوس التتويج التى تتوّج بها الهجن الفائزة.

الزعفران ذلك السائل العطرى الفاخر، ذو اللون الذهبى والرائحة الزكية يدهن به رأس المطية الفائزة فور وصولها لخط وهوليس مجرد تكريم، بل قصة جذور من التراث والأصالة، وشهادة عرفان للإبل، ووسام شرف لصاحب من تحقق له مطيته المشاركة فى السباق الفوز.

وفى فعاليات ختامى سباق الوثبة لسباقات الهجن فى أبوظبى، أحد أضخم مهرجانات الهجن فى ، روى رجل ارتبط اسمه بـ"الزعفران" لعقود، سمير أبو حمدان، مسؤول الزعفران فى ميادين السباق بدولة الإمارات لـ"" حكاية الزعفران فى ميادين سباقات الهجن.

أوضح أنه يعود دوره فى هذه المهمة إلى عام 1984، عندما عهد إليه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – بمسؤولية الإشراف على هذه المادة النفيسة، ومعه دعم مباشر من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبى وولى عهده الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.

يقول سمير، مستذكرًا البدايات: "الزعفران أمر به الشيخ زايد، وأكد على استخدامه فى تكريم الفائزين الأوائل فى السباقات، لأنه رمز للفخر والنبل والبركة، والشيخ محمد بن راشد والشيخ حمدان بن محمد، ليبقى الزعفران حاضرًا فى جميع ميادين الدولة".

ويكشف سمير تفاصيل لا يعرفها كثيرون عن هذه المادة الذهبية التى قد يراها البعض مجرد زينة، لكنها فى الحقيقة جزء لا يتجزأ من ثقافة الهجن ومجدها، ويضيف: "الزعفران الذى يُستخدم فى السباقات ليس مجرد عطر أو طيب، بل هو خلطة سرية مكونة من أربعين نوعًا من الأعشاب الطبيعية والعطور النادرة، تُحضّر بعناية فائقة وتُخزّن لفترة ستة أشهر حتى تكتمل نضوجها وتصل إلى قوامها المثالي."

ويُنتج من هذه الخلطة ما يقارب 4 آلاف كيلوغرام لكل دفعة، تُوزّع بعناية على مختلف ميادين سباقات الهجن داخل دولة الإمارات، وتمتد إلى دول الخليج والدول العربية التى تنظم سباقات الهجن، ما يجعل من الإمارات المركز الرئيسى لخلطة الزعفران فى هذا المجال.

ويتابع أبو حمدان: "عندما تصل المطية إلى خط النهاية، وقد قطعت 6 أو 8 كيلومترات من الجرى المتواصل، تكون فى حالة من الإجهاد، ويكون مالكها – كما نقول باللهجة الإماراتية – 'مستانس'، أى فى قمة الفرح بالفوز. هنا يبدأ الزعفران، حيث تُدهن المطية بهذه المادة على الرأس والرقبة، فى مشهد رمزى يمثّل البركة والتقدير للمطية وصاحبها."

ولا يقتصر دور الزعفران على الجانب الرمزى، بل له فوائد طبية وعلاجية أيضًا، فهو يساعد على فك عضلات المطية بعد الجهد الشاق، ويمنحها النشاط والراحة والحيوية، بل أن البعض يقول إنها "ترقص" بعد دهنها، وكأنها لم تخض سباقًا قبل دقائق.

ويشير أبو حمدان إلى أن استخدام الزعفران فى ميادين السباق ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتراث إماراتى أصيل، إذ كانت سيدات البيوت فى الماضى يقمن بتحضير خلطاته بأيديهن، ويحتفين بالمطايا الفائزة فى السباقات الشعبية، عبر رش الزعفران على رؤوسها، فى تعبير عن الفخر والاعتزاز.

ويضيف بحنين: "كانت النساء الأجمل فى القرية يخرجن لرش الزعفران على رأس البعير الفائز، ليعرف الجميع أن هذه الناقة قد نالت الفوز المشرف، وكانت تسير شامخة، يعرفها الناس من رائحتها الزكية قبل لونها."

ومع تطور السباقات وتحولها إلى مهرجانات كبرى، ظل الزعفران حاضرًا، بل تطورت طرق تحضيره وتوزيعه، وأصبح جزءًا من هوية السباق الإماراتى، حتى أن أصحاب المطايا يفتخرون بأن نياقهم قد دُهنت بهذا الدهان الفاخر، ويعدونه وسامًا لا يقل شأنًا عن الكؤوس والسيوف والشارات.

ويختتم أبو حمدان حديثه بكلمات تعبّر عن ارتباطه العميق بهذه المادة التراثية: "الزعفران ليس مجرد طيب، هو طقس، وهوية، وشهادة فوز، وذاكرة شعب. كل قطرة منه تحمل رائحة الأرض والفرح والتاريخ".

فى ميادين الهجن الإماراتية، يتعانق المجد مع العطر، وتتجلى الأصالة فى كل حركة، ويظل الزعفران علامة مضيئة فى سجل الموروث الثقافى، ورسالة فخر لكل من يعشق تراث الصحراء وهجنها الأصيلة.

الدهان-للزعفران-صغير
الدهان للزعفران صغير

 

جانب-من-دهان-الهجن
جانب من دهان الهجن

 

خلال-التجهيز-بالزعفران
خلال التجهيز بالزعفران

 

خلال-الدهان-للهجن
خلال الدهان للهجن

 

خلال-دهان-الزعفران
خلال دهان الزعفران

 

دهان-احدي-الهجن-بعد-فوزها
دهان احدي الهجن بعد فوزها

 

سمير-ابوحمدان
سمير ابوحمدان

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا