محافظات / اليوم السابع

حكاية "صابر" على مدار نصف قرن فى تصليح الدراجات الهوائية بقنا

رغم تقدمه في العمر، لكن لا يزال العم صابر يمارس مهنته التي أتقنها منذ الصغر، فعلى مدار أكثر من نصف قرن يعمل في تصليح الدراجات الهوائية، وقد اكتسب خلال تلك الفترة خبرة واسعة أهلته ليكون من أشهر "العجلاتية" في محافظة قنا، وجهه البشوش الذي يشبه لونه حبات القمح وضحكته التي لا تفارق محياه، جعلا من دكانه مكانًا مريحًا يجذب الزبائن الذين يتسامرون معه.

ولن تحتاج إلى كثير من السؤال لتعرف مكانه، فالعشرات على علم به، رغم بعد موقعه عن قلب المدينة فهو هناك في جنوب محافظة قنا، يفتح دكانه الصغير منذ الصباح الباكر ليستقبل الزبائن وبجانبه بوتاجاز صغير يعد عليه الشاي، وتبدأ جلسات السمر مع أصدقائه من كبار السن، فلا تخلو الجلسة من ذكريات الماضي وحديثه الشيق، فيجمع العم صابر بين ماض عريق رسم ملامحه بيده وحاضر يعيشه بحب، يرسمه لأبنائه بأمانة وصدق.

وقال العم صابر محمد، إنه بدأ تعلم مهنة تصليح الدراجات الهوائية في سن صغيرة، لم يكن وقتها يتجاوز الخامسة من عمره، حيث تعلمها على يد والده وظل يمارسها منذ ذلك الحين دون أن يعمل في أي مجال آخر، وثمن الدراجة في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز عشرة جنيهات، وعن توريث المهنة أوضح أنه قام بتعليمها لأبنائه لكنهم لم يستمروا فيها، حيث لم يعد أحد منهم يعمل بها في الوقت الحالي.

وأشار العم صابر، إلى أنه سافر بعدها إلى السودان وتحديدًا إلى مدينة أم درمان، حيث عمل هناك في نفس المجال لمدة تجاوزت 30 عامًا، اكتسب خلالها خبرة واسعة جعلته من أشهر مصلحي الدراجات في محافظة قنا، التي عمل بها لأكثر من 50 عامًا، وجمعته علاقته قوية بزبائنه حيث يجلسون معه ويتسامرون ويحتسون الشاي داخل المحل، مشيرًا إلى أن علاقته بهم لا تقتصر على العمل فقط  بل تمتد إلى المودة والألفة.

ولفت صابر، إلى أن هذه المهنة تحتاج إلى صبر طويل إذ يقضي ساعات اليوم كاملة داخل محله، من شروق الشمس حتى غروبها، ويتوافد عليه عشرات الزبائن يوميًا سواء من القدامى أو الجدد، مؤكدا أن حسن المعاملة هو مفتاح النجاح في أي عمل، موضحًا أن أسعاره لا تزال منخفضة مقارنة بغيره ورغم ذلك استطاع أن يعلم أبناءه ويزوجهم من دخل هذه المهنة.

واختتم حديثه قائلاً: إن عدد العاملين في هذا المجال بات قليلا جدا الآن في محافظة قنا، وإنه يُعد من أقدم من امتهنوا هذه الحرفة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا