الغربية مصطفى عادل

في مشهد يجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية، تألقت الطالبة هانيا هشام غيده، بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة،  جامعة المنصورة، لتخطف الأنظار بمشروع تخرجها الذي حمل لمسات فنية دقيقة ورؤية معاصرة لفن النحت.

جسدت هانيا في مشروعها والذي أطلقت عليه اسم "مرسى" مزيجًا فريدًا من التعبير الإنساني والتقنية الفنية، والذي يدور حول بحث الإنسان عن الأمان والاستقرار، وهو الحاجة الفطرية التي تمثل محركًا أساسيًا في تطوره النفسي والجسدي

وقالت هانيا غيده لـ اليوم السابع أنها تعشق الرسم منذ نعومة أظافرها، وتعلقت بالفن، وظلت تحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة حتى تحقق حلمها، لتبدأ رحلة جديدة من التعبير الفني، تُوّجت بمشروع تخرج متميز في فن النحت، حمل بين طياته رؤيتها الخاصة وأسلوبها المتفرد في تجسيد التفاصيل والمشاعر.
واضافت أن مشروع التخرج يدور حول فكرة أن الإنسان منذ بداية وجوده على الأرض، دخل في رحلة بحث مستمرة عن الأمان والاستقرار، وهذه الحاجة الفطرية تمثل محركًا أساسيًا في تطوره النفسي والجسدي، من خلال ارتباطه بالثبات والتوازن، وتجسد هذا الشعور في العديد من الرموز، وكان أبرزها رمزية مرسى السفينة، التي تمثل نقطة الثبات والملاذ الآمن، في المقابل، فإن موج البحر بما يحمله من اضطراب وتقلبات يمثل شعور الإنسان بالتخبط والضياع في مسار حياته، حيث تتداخل المشاعر وتنعكس في صورة تعبيرية عن الفوضى وعدم الاستقرار.

واضافت من خلال دراستها للتشكيل المباشر للمعادن، فإن هذه الدراسة تهدف إلى الكشف عن التقنيات التي تُستخدم لتحويل المعادن إلى أشكال ناعمة ومنحنيات تعكس مشاعر الإنسان المتناقضة من أمان واضطراب، و التعبير عن الاستقرار من خلال رمزية مرسى السفينة، وعن التخبط باستخدام حركة موج البحر، وكيف يمكن لهذا التشكيل أن يسهم في تطوير أشكال فنية جديدة قادرة على محاكاة المشاعر البشرية وأحاسيسها المعقدة باستخدام المواد الصلبة والمرنة في آن واحد.

واشارت أن تشكيل المعدن، تمثل أداة قوية للتعبير عن هذا التفاعل بين الاستقرار والاضطراب، حيث يتسم المعدن بمرونته العالية وقوته وصلابته في الوقت ذاته، مما يجعله مادة مثالية لتمثيل هذه الثنائيات، وهو ما يمكن من خلق أشكالًا سلسة وديناميكية تعكس التدفق الطبيعي للأشكال المستوحاة من البحر أو من حركة السفينة في الميناء، مما يجعل التشكيل المباشر للمعدن أداة رائعة للتعبير عن مفاهيم نفسية وفلسفية معقدة.

وأشارت ان هذه الدراسة تهدف إلى الكشف عن التقنيات التي تُستخدم لتحويل المعادن إلى أشكال ناعمة ومنحنيات تعكس مشاعر الإنسان المتناقضة من أمان واضطراب، مشيرة أن التشكيل المباشر للمعادن هو عملية تستخدم لتحويل المعادن من حالته الصلبة إلى شكل أو تصميم معين باستخدام القوة، سواء كان ذلك عبر التشكيل على الساخن أو البارد، وإنتاج أشكال دقيقة وفعالة تلائم متطلبات الاستخدام النهائي.

واضافت هانيا غيده، أنها اعتمدت على المعادن المعاد تشكيلها وتطويعها بحرية لتكوين أشكال عضوية تعكس الرشاقة والتدفق، بما يعكس الانسيابية في التكوين الإيقاعي في تراكم العناصر وتداخلها بانسيابية، مما يمنح العمل إحساسًا بالحياة والاستمرارية، من خلال الانتقال السلس بين الكتل المعدنية والانحناءات التي تخلق إحساسًا بالتوازن رغم الحركة المتدفقة.

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان

مشروع تخرج يجسد رحلة الإنسان في البحث عن الأمان