محافظات / اليوم السابع

"الحارس الأخضر" لجبال سرابيط الخادم بسيناء شجرة صامدة تحرس المكان وتظله

سيناء ـ محمد حسين

الإثنين، 14 يوليو 2025 08:00 ص

تحت وهج الشمس الساطعة وصمت الوديان بمنطقة سرابيط الخادم بجنوب سيناء، تقف أشجار "السيال" شامخة، تحفظ توازن الحياة بين الصخور والرمال، وتتربع على عرش الطبيعة كأنها الحارس الأخضر الذي لا ينام.

ليست مجرد شجرة، بل ذاكرة خضراء لكل من مرّ من هنا، فهي رفيقة الرُحّل، ومصدر ظلٍ في صيف حارق، وغذاء للماشية، وبيت موسمي يُعلّق فيه البدوي بيت الشعر انتظارًا للشتاء.

تُعرف بين علماء النبات باسم "سنط السيال"، بينما يطلق عليها سكان الجبال ببساطة اسم "السيال". تنمو ببطء لكنها تعيش طويلًا، حتى أن بعض أشجارها تجاوزت الستين عامًا، حاملةً على فروعها ذاكرة من مروا، ومن استظلوا، ومن صنعوا من ظلها مضافة وملجأ.

للسيال شكل مميز؛ شجرة صغيرة ذات قمة مستوية وساق ناعمة، تتزين بأفرع خضراء لامعة تُغطى بطبقة محمرة تزول عند نزعها، وتُزهر في الربيع بأزهار صفراء ذات رائحة زكية.

ورغم قساوة المناخ، تقاوم السيال الجفاف وندرة الأمطار، وتثبت نفسها في كل منحدر وسفح وجوف وادٍ، وكأنها تنبت لتقول: "الحياة ممكنة هنا".

لم تقتصر أهمية السيال على الظل والجَمال، بل امتدت لفوائد طبية ومعيشية. يُستخرج من لحائها صمغ يُستخدم في علاج الجروح والتقرحات والحروق، ويُستخدم خشبها اليابس كوقود للطهي، كما تدخل أغصانها في بناء العرائش البيئية التي تحاكي الطراز البدوي القديم.

يقول كبار السن من قبائل جنوب سيناء إن كل شجرة تحمل اسمًا وموقعًا وقصة، وبعضها يُعرف بين الناس باسم المنطقة أو الشخص الذي غرسها.

الأطفال يربطون الحبال بين فروعها ليتأرجحوا،  ويتم تعليق بيت الشعر الملفوف  بفروعها صيفا حتى حلول الشتاء ليكون فى مأمن عن حرارة الشمس وجوع القوارض ، والرجال يستظلون بها في رحلاتهم، وأحيانًا تُقام تحتها جلسات السمر والطبخ البدوي، خاصة حين تُذبح الذبائح لتُطهى في وعاء النحاس فوق نار من حطب السيال نفسه.

في السنوات الأخيرة، أصبحت السيال جزءًا لا يتجزأ من تجربة البيئية في جبال سرابيط الخادم. فالسائح الذي يسير مع الدليل البدوي في الوديان، يجد متعة في الجلوس تحت ظلالها، وتناول الطعام المحلي، وسماع الحكايات التي تتناقلها الأجيال عن الصبر، والتقاليد، وطقوس الحياة في الصحراء.

بل إن كثيرين منهم باتوا يلتقطون الصور إلى جوارها، ويشاركون بها في قصص رحلاتهم، كرمز للطبيعة التي ما زالت حية في قلب سيناء.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا