شيب رأسه وتجاعيد وجهه التي تدل على تقدم العمر، لم تمنعه من ممارسة اللعبة التي يعشقها منذ الصغر، فمنذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، بدأ تعلم اللعبة على يد والده، أحد كبار اللاعبين أيضًا وهي لعبة تراثية وجدت منقوشة على جدران المعابد، مما يدل على قدمها، ففي محافظات الصعيد لا تخلو مناسبة تتضمن احتفالات ومظاهر فرح إلا وتجد فيها تلك اللعبة حاضرة.
برفق وحرص وبحركة أبطأ من الماضي، ينزل العم محمد مبارك إلى حلقة التحطيب، ممسكًا بعصاه التي تربطه بها علاقة وطيدة، لكونه يحتفظ بها منذ سنوات وقد خصصها خصيصًا للعبة التحطيب، ويبدأ بالدوران وأداء حركات التحطيب ثم المبارزة، سواءً مع شاب يصغره بعشرات السنين، أو مع أحد كبار السن مثله.
قال العم محمد مبارك، صاحب الـ75 عامًا، إنه تعلم لعبة التحطيب على يد والده، وكان حينها في الحادية عشرة من عمره، حيث كان يذهب معه إلى الموالد والاحتفالات مثل حفلات الزفاف التي كانت تقام فيها حلقات التحطيب قديمًا، وحتى وقت قريب، ولا يزال هناك بعض الأشخاص يحرصون على وجود حلقات للتحطيب والرقص بالطبل والمزمار واستعراض الخيول في حفلات الزفاف، لا سيما في القرى ومنذ ذلك الحين، بدأت انطلاقته في هذه اللعبة.
وأوضح العم مبارك، أن للتحطيب أصولًا لا يمكن تجاوزها فهي لعبة تهذب النفس وتجملها، ولا تجعل صاحبها مغرورًا، كما أنها وسيلة يدافع بها الشخص عن نفسه، وليست لاستعراض القوة على من هو أضعف منه وداخل الحلقة، يحترم الكبير والصغير، والعكس كذلك، ونادرًا ما نجد أشخاصًا مؤذيين يشاركون في هذه اللعبة.
وأشار مبارك، إلى أن من أصعب المواقف التي تعرض لها أثناء ممارسة التحطيب كانت عندما مر بأحد الاحتفالات التي لم يكن مدعوا لها، لكنه أحب أن يشارك في الحلقة فبدأ بالتجهيز ونزل إلى ساحة التحطيب، وواجه شخصًا آخر وخلال اللعب أصيب خصمه عن غير قصد بضربة من عصاه، لكن المفاجأة كانت في رد فعل أصحاب الحفل، حيث هدأوه وطلبوا له مشروبًا باردًا وأكرموه بدلًا من تعنيفه.

_العم محمد مبارك لاعب تحطيب بقنا

من أقدم لاعبي التحطيب في قنا



العم محمد مبارك
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.