قنا - صابر سعيد

رغم انتشار "فرن الغاز" كما يطلق عليه، إلا أن الصعيد وسيدات قنا ما زلن يتمسكن بخبز الفرن البلدي، خاصة في القرى والأماكن التي تتوافر فيها صناعة تلك الأفران، حيث يتميز الخبز البلدي برائحة وطعم خاصين، بالإضافة إلى لونه المميز الناتج عن بقاء العجين تحت أشعة الشمس حتى يختمر، قبل أن يوضع في الفرن.

وما زال هناك صناع للأفران البلدية، لكن عددهم تقلص مقارنة بالماضي، ورغم مظهرها البسيط فإن صناعتها تحتاج إلى مهارة وخبرة، حيث يقضي الصانع عدة أيام في صناعتها حتى تصبح جاهزة، ولا يقتصر استخدامها على الخبز فقط بل تلجأ إليها ربات البيوت أحيانًا كبديل للبوتاجاز لطهي الأكلات، خاصة السمك واللحوم، كما يوضع في فوهة الفرن الفول أو العدس داخل قدر صغير بعد الانتهاء من الخبز وهدوء النار.

قال رمضان سلام، صانع أفران، إن صناعة الفرن البلدي تحتاج إلى مهارة ودقة، وقد تراجع عدد من يمارسونها مع انتشار الأفران الآلية، وتبدأ عملية التصنيع بتجهيز الطين مسبقًا مع قوالب الطوب، ثم إنشاء قاعدة دائرية بارتفاع نصف متر أو أكثر، يليها وضع شبكة حديدية تشترى من أماكن مخصصة، ثم تغطيتها بطبقة أسمنتية لتتحمل درجات الحرارة، وتترك حتى تجف.

وأوضح سلام، أن المرحلة الثانية تحتاج إلى دقة أكبر، حيث يبنى جسم الفرن من الطين على شكل قبة دائرية لها فتحة واحدة لإدخال الخبز، مع فتحة صغيرة في الأعلى، وأخرى في الأسفل لوضع الحطب أو مخلفات المنزل أو روث الحيوانات الجاف كوقود، وتترك لمدة تصل إلى أسبوع في فصل الشتاء حتى تجف الفرن وتصبح جاهزة.

وأشارت فريال هيج، ربة منزل، إلى أن الخبز المصنوع في الفرن البلدي له مذاق مميز مقارنة بالأنواع الأخرى، وأن الكثيرين يفضلون أيضًا الخبز الشمسي الذي تشتهر بصناعته السيدات القنائيات، كما أن الفرن البلدي لا يقتصر على الخبز، بل تعد فيه الفطائر وبعض الأكلات الشهيرة مثل الأسماك، والفول حيث تجهز المرأة الطبق المطلوب وتضعه في فوهة الفرن بعد الانتهاء من الخبز، ويترك على نار هادئة حتى المساء ليكتسب نكهة خاصة.

فرن بلدي صغير بقنا

فرن طين بقنا

فرن طين للخبز الشمسي والمأكولات)

الخبز الشمسي

الخبيز في الفرن البلدي

فرن بلدي بقنا