محافظات / اليوم السابع

يخرج منه حفظة القرآن منذ عام 1890.. حكاية مسجد "ساقية القاضى" بقنا

تحكي الجدران ما لا يمكن وصفه، ليقف المسجد شامخًا رغم مرور عشرات السنين على بنائه في قرية ساقية القاضي بمحافظة قنا، حاملًا بين طياته عبق الماضي وسيرة الراحلين الذين ساهموا في تشييده، وأخرجوا جيلًا تعلم بين أركانه علوم القرآن وحفظ آياته، وكان هذا المسجد بمثابة مركز اجتماعي لأهل القرية، يربط حاضرهم بماضيهم، ويعكس صورة الريف المصري الأصيل بما يحمله من بنايات بسيطة وحكايات لا تنتهي مرسومة على وجوه كبار السن.

تاريخ مسجد "ساقية القاضي" بقنا

وفي عمق هذه القرية الصغيرة، اعتاد الأهالى ارتياد المسجد للصلاة وحفظ القرآن الكريم، ليحفظ معهم هوية المكان ويحتضن بين أركانه مزيجا من الروحانية والحنين إلى الماضي كلما شاهدوه أو ترددوا عليه، وبدأت الحكاية عام 1890 بمصلى صغير لا تتجاوز مساحته بضع أمتار داخل موقع المسجد الحالي، ثم جرى توسعته على هيئته القائمة بعد "فك الزمام" عام 1904، وفي عام 1990 أنشئ المسجد الجديد بالقرية ليكمل مسيرة هذا الصرح الروحي والاجتماعي.

كيفية إضاءة المنزل قبل دخول الكهرباء

وقال علي الراوي، من أهالي القرية، إن مسجد قرية ساقية القاضي شيد منذ عشرات السنين، وكانت البداية عام 1890 بمصلى صغير داخل ركن من المسجد الحالي، ثم جرى البناء بشكل أوسع منذ عام 1910، وبالتحديد بعد ما عرف بـ"فك الزمام" عام 1904، لافتا أن المسجد راعى عامل الإضاءة قبل دخول الكهرباء إلى القرية، من خلال فتحة علوية في السقف تسمح بدخول الضوء، أما المياه فكان هناك بئر بالخارج للشرب يقصده أهالي القرية جميعًا، إضافة إلى خزان مياه للمصلين، كما شيدت قبة علوية للمؤذن ليصل صوته إلى كل الأهالى.

ولفت فخري يحيى، مدرس من الأهالي، أن المسجد لم يكن فقط مكانًا للصلوات، بل كان بمثابة مدرسة جامعة لعلوم القرآن الكريم منذ عام 1890، حيث وجد داخله مكان مخصص لكتاب القرية، وخرج منه عدد من الحافظين والحافظات، ممن تتلمذوا على يد الشيخ عبد الوهاب محمد يوسف، الذى عرف بصوته الندي، وكان أيضًا مؤذنًا للمسجد ومسحراتيًا فى شهر .

وأوضح أحمد عبد النبي، الباحث في التاريخ، أن المسجد يجاور منزل الشيخ علي يوسف عبد الله، وجزء منه كان في الأصل جزءًا من منزل، كما يضم المسجد أماكن مخصصة لوضع الشموع للإنارة، إضافة إلى بئر سبيل في الخارج، وأشار إلى أن القبلة القديمة وجهت بدقة لجهة صحيحة، رغم صعوبة تحديد الاتجاهات في ذلك الوقت، لكن من قام بتحديدها أتقن الأمر، كما أن المسجد كان يضم قديمًا قبة خاصة للأذان، تُعيد للأذهان قبة زمزم بالمسجد الحرام، التي كان يعتليها كبير مؤذني ليرفع الأذان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا