في الأيام الأخيرة، اهتز الوسط الفني ومحبو الفنان المصري القدير حسن يوسف، الذي توفي عن عمر ناهز الـ90 عاماً، يوم الثلاثاء، ما خلف موجة من الحزن والتأثر العميق، ليتم الكشف عن وصيته.
حسن يوسف، الذي أثرى المكتبة الفنية العربية بأكثر من 200 عمل، غادر تاركاً وراءه إرثاً فنياً لا ينسى. ورغم رحيله، لم تخل حياته الأخيرة من معانٍ راسخة وإلهامات حملتها وصيته الأخيرة التي ارتبطت بالشيخ محمد متولي الشعراوي.
وصية حسن يوسف
لم يكن الفنان يعاني من أزمة صحية مفاجئة، لكن وفاته جاءت بعد عام عصيب شهده برحيل ابنه الأصغر عبد الله، الذي توفي غرقاً في الساحل الشمالي بمصر. وبرحيل الفنان الكبير، لحق بابنه الراحل تاركاً أثراً إنسانياً عميقاً لدى جمهوره.
ارتبط حسن يوسف خلال حياته بعلاقة خاصة مع الشيخ الشعراوي، حيث جمعتهما العديد من المواقف واللحظات المؤثرة، خاصةً أثناء إنتاج مسلسل "إمام الدعاة" الذي جسد حياة الشعراوي. وفي لقاء تلفزيوني سابق، كشف حسن يوسف عن رغبته في أن تُكتب على قبره نفس الآيات القرآنية التي كُتبت على قبر الشعراوي، وهي الآيات من 101 إلى 103 من سورة الأنبياء:
"إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)".
تعكس هذه الوصية رغبة حسن يوسف في ترك بصمة روحية تتجاوز إرثه الفني، وتعكس ارتباطه العميق بمرشده الروحي الشعراوي، الذي أثر في تفكيره وحياته.
علاقة روحية وإنسانية مع الشيخ الشعراوي
خلال مراحل حياته، تأثر حسن يوسف بنصائح وإرشادات الشيخ الشعراوي، الذي قدم له توجيهات تركت أثراً واضحاً في مسيرته. كشف يوسف عن موقف طريف جمعه بالشعراوي، حينما استشاره في استثمار أرض زراعية، فكان رد الشعراوي: "هتخسر لو أنت لست فلاحاً".
وبالفعل، خسر المشروع مما دفعه للعودة للفن بنصيحة من الشعراوي نفسه. فقد أشار عليه أن يواصل العمل في الفن، ويعلم الجيل الشاب القيم الأخلاقية وأهمية الكلمة الطيبة من خلال أعماله.
مسلسل "أم كلثوم" وظهور فكرة تجسيد الشعراوي
كان حسن يوسف يرغب في تجسيد حياة الشيخ الشعراوي في مسلسل تلفزيوني قبل وفاته، لكن الشعراوي بنبرة طريفة طلب منه الانتظار إلى أن يتوفى، قائلاً: "انتظر حتى أموت ثم افعل ما شئت وقتها".
وبعد وفاة الشعراوي، شاهد حسن يوسف النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "أم كلثوم" على التلفزيون، ما دفعه لتجسيد الشعراوي في عمل درامي، مؤكداً أن حياة الشعراوي يجب أن تكون معلماً للأجيال، وحقق المسلسل نجاحاً لافتاً وقت عرضه.
طموح تجسيد البابا شنودة.. مشروع لم يتحقق
لم تقتصر طموحات حسن يوسف على تجسيد حياة الشعراوي فحسب، بل فكر في تقديم سيرة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وهو شخصية روحية مصرية بارزة كان يكن له الاحترام. أوضح يوسف أن هناك منافسة في الشعر المرتجل بين الشعراوي والبابا شنودة، وأنه كان يتمنى تقديم شخصية البابا بعمل درامي ليعبر عن هذه الشخصية، التي تحمل أيضاً رسائل إنسانية عميقة وتواصل ديني مؤثر.
مسيرة حسن يوسف الفنية
بدأ حسن يوسف رحلته الفنية منذ عقود طويلة، وكان من بين أبرز الممثلين الذين شاركوا في أعمال مؤثرة في السينما والتلفزيون المصري.
قدم يوسف أدواراً أثرت في الجمهور، ومن أشهر أعماله فيلم "في بيتنا رجل"، وهو عمل درامي حظي بشعبية واسعة، وعزز من مكانته في السينما المصرية، ثم شارك الولد الشقي في العديد من الأعمال المختلفة، ومع مرور السنوات ووصوله لمرحلة النضج الكبرى، تميز يوسف بتقديم أدوار ذات طابع اجتماعي وديني، حيث أعرب مراراً عن رغبته في تقديم محتوى هادف يترك أثراً في نفوس المشاهدين.
شاهدي أيضاً: وفاة الفنان حسن يوسف عن عمر ناهز 90 عاماً
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.