فن / اليوم السابع

على الكشوطى يكتب: رفعت عينى للسما.. حدوتة مصرية

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

 فى قلب قرية البرشا، إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، كان فريق فتيات بانوراما بارشا على موعد مع تحقيق الأحلام، بعيون ثاقبة التقط المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير، أول الخيط، علما أن وراء فتيات بانوراما بارشا حدوتة مصرية لا تشبه غيرها من الحواديت، حدوتة قادرة على لفت أنظار العالم لما بها من مصرية شديدة في الفيلم تسجيلي "رفعت عيني للسما".

ffdb32d14c.jpg

رفعت عيني للسما

وسط القرية البسيطة التي يجرى سكانها وراء لقمة العيش، كان فريق فتيات صعيد بانوراما بارشا يجرين وراء ربما في كثير من الأحيان ظنوا أنه بعيد المنال، لكن لا شيء بعيد المنال طالما وراءه صدق وإيمان كامل.

تتبع الثنائي ندى رياض وأيمن الأمير في شريط سينمائي تسجيلي، لحكاية فتيات البارشا وفرقتهن البسيطة وأحلامهم التي لن تعبر جدران منزلهن إلا في حدود قريتهن التي كانت ترى فنهم وحلمهم تجرء على العادات والتقاليد، لكن حقيقة الأمر هو أن ما تقدمه الفرقة هو بوابة الخروج ربما للقرية بأكملها، فالحالة التي قدمها العمل، أوصلته للعالمية ليعرض في مهرجان كان، ويحصل على جائزة العين الذهبية، وهو ما وضع قرية البارشا على الخريطة، ليعرف كل أهالي القرية أن من بينهم من يحلم وإيمانه بالحلم قاده لتحقيقه، ليتحول ما كانوا يشعرون بأنه تجرأ إلى شعور بالفخر.

202405091038203820.jpg

فيلم رفعت عيني للسما

جزء من نجاح فيلم "رفعت عيني للسما" هو قدرة مخرجيه على إحداث ألفة بين فتيات البارشا والكاميرا، الأمر الذي جعلها ترصدهم دون خجل، نراهم على طبيعتهم دون أداء تمثيلي، رغم أنهن مواهب شابة ويجوز المزج بين الرصد والأداء التمثيلي، لكن اختيار ندي ورياض في أن يظل العمل تسجيلي يوثق الحالة منح العمل مصداقية شديدة، ليتوج بجائزة جديدة وهي أفضل فيلم وثائقي عربي، مناصفة مع الفيلم السوري "ذاكرتي مليئة بالأشباح" للمخرج أنس الزواهري.

المفرح في الأمر ليس فقط أن العمل رفع اسم مصر في محفل مهم مثل مهرجان كان و Biarritz Film Festival و États généraux du film documentaire في فرنسا، DokuFest في كوسوفو، AfrikaFilmFestival في المانيا، DER NEUE HEIMATFILMinaus في النمسا، ولكن أيضا أن الفيلم مثّل فارقا كبيرا في حياة ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، فكل منهن شقت طريقها في مجال موهبتها.

a92ff34487.jpg

فيلم رفعت عيني للسما

خدمت الموسيقى التصويرية لـ أحمد الصاوي، العمل حيث قدم موسيقى معبرة عن العمل من روح المكان وبساطته، فيما استطاع مديرو التصوير دينا الزنيني وأحمد إسماعيل وأيمن الأمير، في تقديم صورة حقيقية لا تسعى للجمال بقدر ما تسعى لتقديم صورة حقيقية، بينما قدم مصطفي شعبان وسامح نبيل وأسامة جبيل وشدوي علي، شريط صوت متميز.

ربما المشهد الأخير من فيلم رفعت عيني للسما هو الأكثر رسوخا في ذهني، ذلك المشهد البديع الذي سحب ندى ورياض الجمهور لأعلى ليرى المكان الذي ولد فيه وحبى وخطى خطواته الأولى ربما تعثر حلم فتيات البارشا، لكنهن سرعان ما تغلبن على الصعوبات ولملمن فرقتهن بل ونقلن الحلم لجيل جديد أكثر تطورا، جيل يبدأ من النقطة التي انتهى إليها الجيل الأقدم، في مشهد بديع لحدوتة مصرية تجعلك تصدق أنه لسه الأماني ممكنة كما قال محمد منير وأنه رغم بساطة المكان وتعقيدات الزمان وتحديات المستقبل، إلا أن الأمنيات والأحلام قادرة على التحقيق حتى ولو كانت في ظل ظروف معيشية صعبة تنهك كاهل الموهوب أحيانا وتصقله في أحيان أخرى.

a4de61d9e2.jpg

فيلم رفعت عيني للسما

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا