فن / عكاظ

محمد جابر الأنصاري يرحل مورثاً مساءلة الهزيمة ونقد الناصرية

انتقل إلى رحمة الله، اليوم (الخميس) في المنامة، المفكر البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري، عن عمر ناهز 85 عاماً، ونعاه الديوان الملكي البحريني قائلاً: (بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى الديوان الملكي الدكتور محمد جابر الأنصاري مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية).

ويعدُ الأنصاري، المولود في البحرين عام 1939؛ أحد كبار المفكرين العرب، وكان مشروعهُ الفكري، نداً للمشاريع الأخرى، وقدمت عنه العديد من الأطروحات الجامعية، وألفت العديد من الدراسات، ونشرت العديد من الكتب التي تتناولُ فكرهُ وكتاباتهُ، وأقيمت العديد من الندوات الفكرية التي تناقش أطروحاتهُ، على المستوى المحلي والعربي، وقال عنهُ الدكتور غازي القصيبي إنهُ: «صدمات كهربائية للعقل العربي»، موصفاً فكرهُ بـ«الكرة الملتهبة بالأفكار».

ولم يقف الراحل عند تخصصه في السياسية، بل كتب في الأدب، والنقد الأدبي، والاجتماع، والثقافة، وكان مفكراً موسوعياً، تمثلتُ أبرز مؤلفاته، في «تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية»، وكتاب «لمحات من الخليج العربي»، و«مساءلة الهزيمة»، «الفكر العربي وصراع الأضداد»، «الناصرية بمنظور نقدي»، «التأزم السياسي عند العرب وسوسيولوجيا الإسلام»، «العرب والسياسة: أين الخلل؟»، «تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها»، «رؤية قرآنية للمتغيرات الدولية»، «انتحار المثقفين العرب»، و«لقاء التاريخ بالعصر»،

ونال العديد من الأوسمة والتكريمات والجوائز، منها، «جائزة الدولة التقديرية»، في العام (1989)، و«الميدالية الذهبية الكبرى» للثقافة العربية من «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»، عام (1987).

أمضى عمراً من حياته في«جامعة الخليج العربي»، وعين عضواً في مجلس الدولة عام (1969)، ورئيساً للأعلام، واعتذر عن تقلد العديد من المناصب التي عرضتها عليه الدولة، مؤثراً مواصلة مشروعه الفكري، متأملاً ودارساً، في ظل أجواء أكاديمية.

وفي العام (1989)، صدر عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -وكان حينها ولياً للعهد- مرسوماً بتعيين الأنصاري مستشاراً ثقافياً وعلمياً في ديوان ولي العهد -آنذاك- ليبقى الأنصاري حتى ميعاد رحيله، المستشار الثقافي والعلمي لجلالة الملك.

وامتد عطاء الفقيد لأكثر من ستة عقود، وكانت بداياته شأن بقية أبناء جيله، إذ تلقى التعليم الأولي على يد (المطوع)، في الكتاتيب، وحفظ القرآن الكريم، ما أسس لغته الفصيحة، وانتقل إلى المدرسة التحضيرية، وكانت آنذاك «بيت الشيخ دعيج»، ولم يمكث في هذه المرحلة سوى عامٍ واحد، نظراً لتمكنه من العربية، لينتقل في فترة عمرية متأخرة للدراسة في «مدرسة الهداية الخليفية»، في العام (1950)، وكان يبلغُ من العمر آنذاك (10) أعوام، إذ تأخر والدهُ في تسجيله، لكنهُ أثبت جدارتهُ وتفوقه، و أمضى أربعة أعوام، من الدراسة الابتدائية، لينتقل بعدها للدراسة الثانوية، ودرس في «مدرسة المنامة الثانوية». ولتفوقه تم ابتعاثه من حكومة البحرين إلى «الجامعة الأمريكية»، في بيروت، ونال منها شهادة البكالوريوس في الأدب (اللغة العربية وآدابها) عام (1963)، وشهادة الماجستير في الأدب (حقل الأدب الأندلسي) عام (1966)، إضافة لشهادة الدكتوراة في (الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر)، عام (1979).

وكتب في صحف محلية وخليجية وعربية، منها «القافلة» و«الميزان»، و«الأضواء»، و«أخبار الخليج»، و«الأيام»، و«الحرية»، و«الأسبوع العربي»، ومجلة «الحوادث»، و«العربي»، و«الدوحة»، و«الصياد»، و«الأنوار»، و«الأبحاث»، و«دراسات»، و«رسالة الخليج»، و«المجلة العربية للعلوم الإنسانية»، ومجلة «»، و«البيان»والحياة.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا