أثارت الفنانة والمغنية الشهيرة سيلينا غوميز ضجة عالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشرت مقطع فيديو عاطفياً عبر حسابها على إنستغرام، عبّرت فيه باكية، عن حزنها واستيائها من الإجراءات الصارمة التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يخص ملف الهجرة.

الفيديو الذي حذفته سيلينا غوميز لاحقاً، تضمن مشاهد لها وهي تبكي وتتحدث بحرقة عن عمليات الترحيل الجماعية وتأثيرها على الأطفال والعائلات المهاجرة.

بكاء سيلينا غوميز على الهواء بسبب ترامب

في الفيديو، ظهرت سيلينا وهي تبكي وتقول: "كل شعبي يتعرض للهجوم، الأطفال... لا أفهم، أنا آسفة جداً، أتمنى أن أفعل شيئاً، لكنني لا أستطيع، سأحاول كل ما بوسعي، أعدكم بذلك".

أرفقت سيلينا غوميز الفيديو برمز تعبيري للعلم المكسيكي وكلمة "آسفة"، في إشارة واضحة لتعاطفها مع المهاجرين المكسيكيين الذين تأثروا بهذه السياسات.

لكن الفيديو، الذي لقي تفاعلاً كبيراً، قوبل بموجة من الانتقادات من قِبل مؤيدي الرئيس الأمريكي، حيث وصفه البعض بأنه محاولة لجذب الانتباه، بينما أشاد آخرون بشجاعتها في التعبير عن رأيها ودعمها للضحايا.

شاهدوا بكاء سيلينا غوميز بسبب الهجرة القسرية في أمريكا:

جاء بكاء سيلينا غوميز في الفيديو المتداول على نطاق عالمي، بعد يوم واحد فقط من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي عن تنفيذ عملية كبرى للهجرة، شملت اعتقال 956 شخصاً في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة، بما في ذلك كاليفورنيا، تكساس، جورجيا، وكولورادو، هذه العملية، التي تعتبر الأكبر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أثارت جدلاً واسعاً حول قضايا الهجرة وحقوق الإنسان.

ووفقاً لبيان صادر عن إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، شاركت عدة وكالات حكومية في تنفيذ هذه الحملة التي كثّفت جهودها للقبض على الأفراد الذين تعتبرهم السلطات يشكلون تهديداً على الأمن القومي والسلامة العامة.

ردود الفعل على بكاء سيلينا غوميز

سيلينا غوميز، المعروفة بمواقفها الصريحة، واجهت انتقادات حادة بعد نشر الفيديو، حيث وصفها البعض بأنها تستغل الموقف لتحقيق مكاسب دعائية، بينما دافع آخرون عنها باعتبارها صوتاً يدافع عن حقوق المظلومين، كتب أحد المعجبين على تويتر: "سيلينا غوميز تُظهر ما يعنيه أن تكون إنساناً حقيقياً، شكراً لتعاطفك".

على الجانب الآخر، قال منتقدوها إن هذه التصريحات لا تغير شيئاً على أرض الواقع، ودعوا المشاهير إلى التركيز على دعم المبادرات الفعلية بدلاً من نشر مقاطع عاطفية على وسائل التواصل الاجتماعي.

حذف الفيديو ورد سيلينا غوميز

بعد التفاعل الكبير والجدل الذي أثاره الفيديو، قامت غوميز بحذفه من حسابها، لكنها نشرت رسالة مقتضبة لاحقاً تقول فيها: "يبدو أن التعاطف مع الناس لم يعد مقبولاً".

من ناحيته، أطلق مرشح مجلس الشيوخ الأميركي، سام باركر دعوة لترحيل سيلينا غوميز نفسها من أمريكا، وقال إنها اختارت "المهاجرين غير الشرعيين على حساب أمريكا، وربما يجب ترحيلها هي الأخرى"، لترد المغنية الشهيرة بروح من الفكاهة والضحك قائلة عبر خاصية الاستوري: "شكراً سيد باركر على الضحك والتهديد".

اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تعبر فيها غوميز عن معارضتها لسياسات دونالد ترامب، في مناسبات سابقة، دافعت عن حقوق المهاجرين، وقدمت في عام 2019 فيلماً وثائقياً بعنوان "العيش بدون وثائق"، حيث سلطت الضوء على معاناة العائلات المهاجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة.

سيلينا غوميز، التي تنحدر من أصول مكسيكية، أعربت مراراً عن فخرها بجذورها العرقية، وكانت دائماً مناصرة لقضايا المهاجرين وحقوق الإنسان، في أحد تصريحاتها السابقة خلال العرض الأول لفيلمها الأخير "إميليا بيريز"، قالت: "أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه شعبي، وسأظل دائماً إلى جانبهم".

ومع استمرار الإدارة الأمريكية في تنفيذ سياسات هجرة صارمة، تظل قضية الهجرة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة. بينما يرى البعض أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان الأمن القومي، يعتبرها آخرون انتهاكاً لحقوق الإنسان وتشويهاً لصورة البلاد كملاذ للمهاجرين.