الشارقة: شيماء منصور

ضمن فعاليات الدورة ال34 من أيام الشارقة المسرحية، أقيمت ندوة بعنوان" النقد ذاكرة المسرح العربي"، وشارك فيها لفيف من المسرحيين العرب والمصريين، منهم الدكتور سعيد السيابي من سلطنة، والدكتور  بو بكر سكيني من الجزائر، وأدارها الفنان وليد الزعابي من الإمارات.

واستهل الدكتور بو بكر سكيني من الجزائر حديثه حول ورقته البحثية والتي حملت عنوان"النقد المسرحي أداة لتوثيق الذاكرة المسرحية" حيث قال: إنّ المسرح باعتباره فناً عابراً فهو يرتبطُ بطبيعته الآنية وتفاعله المباشر مع الجمهور ويستمد معناه من لحظَة الأداء الحي وفق قاعدة "هنا والآن"، حيث تُشكّل هذه الخاصية تحدياً أمام المؤرخين الذين يعملون بالقبض على هذه اللّحظة الهاربة من خلال منهجيات علمية تأسست في القرن التاسع عشر، قبل أن تُعيد الحركات التاريخية في القرن العشرين النظر في تلك المناهج الوضعية، وذلك بإبراز ارتباط المسرح بالذاكرة، سواء الفردية أو الجماعية، كعنصر أساسي في حفظ هذا الفن وتوثيقه.

وتابع: شهدت التَأرِيخِيَة المسرحية تطوُراً ملموساً خلال العقود الأخيرة، حيث توسعت مصادرها لتشمل عناصرمتنوعة من وثائق ومن وحدات العرض المسرحي في تعدّدها (الإخراج، الأداء، تصميم فضاء العرض، الملابس والماكياج، الإضاءة والموسيقى، إيقاع العرض، التفاعل مع الجمهور والسياق الاجتماعي والسياسي...إلخ.). هذا التوسّع أتاح إنتاج تحليلات معمقة في الممارسة المسرحية متجاوزة التوصيف والنقد التقليدي إلى مقاربات تحليلية أعمق، مع الاعتراف بأن تصنيف هذه المصادر وتنظيمها يظلّضرورياً، رغم تأثيره في بناء وإعادة بناء الذاكرة الجماعية.

أما النقد المسرحي فيُعَدّ مجالاً أدبياً مُتأثراً بالإبداع المسرحي وتلقي الجمهور له، حيث يتمحور حول تقييم العرض المسرحي الحي بعناصره الأساسية: الزمان، المكان، الإنسان، والكلمة، ومن هنا؛ يكتسب النقد المسرحي أهمية خاصة للمؤرخ المسرحي باعتباره وسيطاً يربط بين الإبداع المسرحي والتفاعل الجماهيري، ما يجعل منه موضوعاً محورياً في كتابة تاريخ المسرح.
انطلاقا مما سبق؛ تثار جملة من الإشكالات عن الكيفية التي يكتب بها تاريخ المسرح والنقد المسرحي بوصفهما ظاهرتين عابرتين مرتبطتين بلحظة الأداء الحي والتفاعل الآني مع الجمهور؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين العلمية والإبداعية في تناول الظاهرة المسرحية؟

يذكر أن أيام الشارقة المسرحية تظاهرة مسرحية ثقافية تقام سنوياً برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشارك فيها  فرق مسرحية من إمارات الدولة وتشرف عليها  لجنة عليا تتفرع عنها لجان متخصصة منها لجنة تحكيم المسابقة المسرحية تضم في عضويتها كفاءات مسرحية عربية ومحلية وتستضيف الأيام مسرحيين مفكرين ومؤلفين إضافة لكبار الممثلين (رواد، نجوم) من مختلف البلدان العربية والأجنبية لمواكبة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والندوات الفكرية المصاحبة واللقاءات والحوارات المفتوحة. وذلك لتوفير بيئة تفاعلية تحقق الفائدة للمسرحيين الإماراتيين.