الكتابة عن الدراما التلفزيونية الخليجية خلال الدورة الرمضانية تحتم علينا التوقف مطولا أمام تجربة استثنائية أطلقتها منصة "نتفليكس" العالمية، وتمثلت في الجزء الثاني من المسلسل الكويتي الخليجي – الصفقة 2 – والذي يمثل خطوة إضافية في رصيد الدراما الخليجية ونقله تستحق التوقف والبحث والتأمل.

وتاتى هذه التجربة ترسيخا للنجاح العالمي المنقطع النظير الذي حققه الجزء الاول من مسلسل (الصفقة) أطلقت منصة نتفليكس العالمية 13 فبراير الماضي  الجزء الثاني من هذا العمل الدرامي التلفزيوني الذى أنتجته – نتفليكس – بالتعاون مع المنتج المخرج الكويتي عبد الله بوشهري، وهو ما يمثل بجزئه الأول أول تعاون إنتاجي – أورجنال – بين شبكة نتفليكس والدراما الكويتية والخليجية على حد سواء، وقد حصدت تلك التجربة أصداء دولية واسعة كان وراءها المنتج الكويتي عبد الله بوشهري.

التعامل مع نتفليكس بحد ذاته يمثل تجربة استثنائية فكيف إذا كان هذا العمل منتجا أصلا من قِبَل تلك الشركة، حيث استغرق التحضير للتجربة في جزئها الأول قرابة العامين، وهكذا الأمر مع الجزء الثاني الذي يذهب إلى آفاق وقضايا وموضوعات تشتغل على (ثيمة) محورية وأساسية وهي دور المرأة وحضورها كعنصر أساس وفاعل في القطاع الاقتصادي والبورصة الكويتية على وجه الخصوص.

وقد استغرقت الفترة بين نهاية الجزء الأول وعرض الجزء الثاني قرابة العامين من الزمان بين التصوير والعمليات الفنية، وبعد طول انتظار عاد مسلسل "الصفقة" الشهير على نتفليكس بموسم ثانٍ مليء بالأحداث المشوّقة، وفي هذا الفصل الجديد، اكتشفنا أبعادًا أعمق في حياة فريدة (روان مهدي) ومنيرة (منى حسين)، حيث تواجهان تحديات تحقيق التوازن بين طموحاتهما المهنية وحياتهما الشخصية وضغوط المجتمع خلال حقبة الثمانينيات في الكويت وهي ما تُسمى في الكويت حقبة التنوير والانفتاح.

في الموسم الجديد، أخذنا المسلسل إلى ما وراء عالم البورصة، حيث تتصاعد الأحداث مع سعي فريدة ومنيرة لإثبات نفسيهما وترسيخ مكانتهما كسيدتين بارزتين في عالم المال والأعمال، ورغم طموحاتهما الكبيرة، فإن التحديات التي تواجهانها لا تقتصر فقط على المنافسة في هذا المجال، بل تمتد لتكشف عن عمق الروابط التي تجمع بينهما، والتي تمنحهما القوة لمواجهة الصعاب.

مسلسل – الصفقة 2 - من إخراج  جاسم المهنا، بالتعاون مع المخرج والمنتج عبد الله بوشهري، ومن فكرة نادية أحمد، يقدم هذا الموسم سيناريو مشترك من تأليف آدم سوبل، آن سوبل، ونادية أحمد؛ ويعود فيه نجوم الموسم الأول للتألق، وفي مقدمتهم روان مهدي ومنى حسين وريان دشتي وحسين المهدي وعبد الله بهمن، وينضم إليهم في هذا الموسم الجديد مجموعة من الوجوه المبدعة مثل: حمد أشكناني وسليمان البسام وأسمهان توفيق.

يُعرض الموسم الثاني حصريًا على نتفليكس لجميع انحاء العالم ليأخذنا في رحلة درامية مميزة تجسد طموح المرأة الكويتية خلال فترة مليئة بالتغيرات المتسارعة، ويحكي قصة مثابرة وإصرار لتحقيق الأحلام مهما كانت التحديات، في تجربة تؤكد المكانة التى راحت تحتلها الدراما الكويتية والخليجية متمثلة بعدد من الصناع البارزين في مجال صناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني وفي مقدمتهم المنتج والمخرج الكويتي عبدالله بوشهري – بيوند دريمز – التى تحضر حاليا لعدد من المشاريع الإنتاجية الجديدة التى ستجد طريقها إلى المشاهد في أنحاء العالم.

في – الصفقة 2 – نتابع مباراة رفيعة المستوى بين ثنائي العمل (روان المهدي) و(منى حسين) ضمن حوار تكاملي ثري بالمضامين والقيم الإبداعية من فنانات خليجيات شابات حققن حضورا لافتا على مستوى الرقعة التى تغطيها شبكة – نتفليكس – العالمية (أكثر من 300 مليون مشارك).

وفي – الصفقة 1 – 2 – بصمة إنتاجية رفيعة المستوى ترسخ المكانة التى يمثلها المنتج القدير عبد الله بوشهري الذى كان وراء العديد من التجارب الدرامية الخليجية الناجحة، منها (الديرفة – محمد على رود – جزأين – إفراج مشروط – الناموس – العجاج – وغيرها من التجارب الدرامية التى شكلت مسارات متجددة في صناعة الإنتاج الدرامي الخليجي.

إن أهمية تجربة – الصفقة 2 – تكمن في المقدرة على التحليل العميق لقضايا المجتمع والتفاصيل الدقيقة فى رصد متغيرات المجتمع في تلك الفترة الثرية بالمتغيرات والإرهاصات والنبض مقرونة بوقفة تحمل كل مفردات التقدير لدور المرأة في تلك الفترة المهمة من تاريخ الكويت ودول مجلس التعاون الخليج العربية.

ويبقي أن نقول.. الدراما التلفزيونية الخليجية تتنفس مساحة من الأوكسجين النقي من خلال تجارب تحلق بها إلى آفاق بعيدة وثرية وعميقة.