من منا لم يرتبط في ذهنه صورة نمطية للزوجة الثانية، فهي تلك المرأة التي وضعت في القالب الشرير، تلك المرأة التي تسعى دائما لإشعال الفتن، وهدم البيوت، وخطف الرجال من زوجاتهم، وهي المرأة التي لا تنظر إلا لمصلحتها دون أن تكترث لقلبٍ تكسره أو لبيتٍ تهدمه، فهذه الصورة دائما كنا نجدها في الأعمال الدرامية العديدة التي صورت الزوجة الثانية بهذا الشكل ووضعتها في قالب لا تستطيع الخروج منه.
كل ذلك جعل الزوجة الثانية بالنسبة لنا جميعاً هي عدوٌ لدود للزوجة الأولى التي دائماً هي مغلوبة على أمرها أو مظلومة، ولكن يبقى السؤال هل هذه النماذج هي كل الحقيقة، هل كل السيدات التي أخترن أن يكن زوجة ثانية أتفقنا جميعاً على صفات الشياطين؟ فالإجابة في الحقيقة لا هناك نماذج مغايرة تماماً عن تلك التي صدرت لنا.
وقدم لنا صناع الدراما على شاشات القنوات المتحدة صورة الزوجة الثانية الإنسانة، التي من الممكن في يوم من الأيام تكون هي أختك أو صديقتك أو قريبتك. ونجد أنفسنا بمنطقية شديدة نقف في صفها وننحاز لها دون أن نراها رمزاً للشر أو للصراع، فمن خلال شخصيات متنوعة كتبت بعناية شديدة وجدنا نماذج لتلك المرأة التي تحمل مشاعر وقيم بل أحياناً تكون هي الضحية، ولعل هذا الطرح يفتح نقاشاً أعمق حول نظرة المجتمع لتلك الشخصية.. فدعونا خلال السطور القادمة نعرض لكم بعض النماذج التي قدمتها دراما رمضان 2025.
ففي مسلسل "حكيم باشا" للنجم مصطفى شعبان، نجد تألق الفنانة يارا قاسم في تقديم شخصية لومة وهي الزوجة الثانية وجاءت شخصيتها مختلفة عن الصورة التقليدية التي تصور الزوجة الثانية على أنها عنصر شرير يسعى لتدمير حياة الزوجة الأولى، بل قدمت نموذجاً إنسانياً مليء بالمشاعر الطيبة، فكانت الشخصية ترتكز على حبها الصادق لحكيم باشا" مصطفى شعبان"، فلم يكن هدفها من زواجها منه إلا أن تكون بجانبه ولم تحمل أي ضغينة أو كراهية لزوجته الأولى، بل تطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة قائمة على المودة والتفاهم، وأصبحا هما الإثنين مستودع أسرار لبعضهم البعض.
لكنها تغيرت نوعاً ما عندما حدث مفاجأة لها وهي ظهور الزوجة الثالثة، والتي أنجبت لحكيم الولد الذي حُرم منه لسنوات طويلة، مما قلب حياة الجميع رأسًا على عقب، فتحول اهتمام حكيم إلى زوجته الثانية وابنه، هنا شعرت يارا قاسم بخطر فقدان حب حياتها، وبأن الرجل الذي أحبته بصدق قد يبتعد عنها لصالح الزوجة الثالثة وطفلهما، فبدأت في التخطيط للمكائد للتخلص من تلك الزوجة الثالث وكان دافعها هو الحب فقط وخوفها من فقدانه، ولكنها رغم ذلك كانت تعيش صراعاً داخلياً بين الخير الذي يسكن قلبها والغيرة التي أشعلت داخلها.
وهناك نموذج آخر للزوجة الثانية ظهر في مسلسل "فهد البطل" للنجم أحمد العوضي، قدمته الفنانة صفاء الطوخي وبعد دورًا استثنائيًا لشخصية الزوجة الثانية التي لم تدخل هذه العلاقة بإرادتها، بل أجبرتها الظروف القاسية على القبول بزواج لم تكن ترغب فيه، فقدمت الزوجة الثانية بإمرأة مكسورة فقدت اثنين من أبناءها وفقدت زوجها ولم يتبقى لها سوى طفل رضيع، وجاء شقيق زوجها، الذي قتل أخيه واستغل حبها لطفلها وهددها بفقدانه إذا لم توافق على الزواج منه، فهذا الشقيق الذي قدمه ببراعة النجم أحمد عبد العزيز، كان يحبها منذ الصغر ولم يستطع نسيانها ولكنها اختارت أخوه.
ورغم كل الظلم الذي تعرضت له، لم تكن شخصية الزوجة الثانية شريرة أو صدامية. بل على العكس اختارت المسالمة، وحاولت التأقلم مع وضعها الجديد، حتى مع وجود الزوجة الأولى التي لم تتقبلها على الإطلاق، وكانت هي الجانب الشرير التي حاولت التخلص منها بكل الطرق وكانت تحمل في قلبها كرهاً وحقداً كبيراً لها.
فهذا القرار رغم صعوبته الشديدة على أي امرأة لكنه يظهر الوجه الآخر للعلاقات الزوجية، حيث قد تضحي الزوجة الأولى براحتها وسعادتها من أجل تحقيق أحلام زوجها.
كذلك في مسلسل "أثينا" نجد الفنانة سلوى محمد على زوجة الفنان محمود قابيل والد ريهام حجاج والذي تزوج منها بعد وفاة والدتها، ورغم أن ريهام حجاج في المسلسل تجد في سلوي امرأة اخذت مكان والدتها إلا أنها لا تبادرها نفس الشعور على العكس تحاول أن تتقرب منها وتعوضها عن والدتها.
وحتى نعرف أن ليس كل الأنماط واحدة فقد قدم لنا مسلسل “وتقابل حبيب”, صورة الزوجة الثانية في أبشع صورها، من خلال تجسد النجمة نيكول سابا لهذا الدور، تلك الزوجة التي تتسم بالأنانية والشر، فتزوجت خالد سليم وهي تعلم أنه متزوج ولديه بنتين، ولم تكتفي بذلك بل ظلت تحارب حتى تعلم ياسمين عبد العزيز زوجته الأولى بهذا الزواج ونجحت في ذلك، وأنقلبت الأحداث رأساً على عقب.
عندما علمت الزوجة الأولى بزواج زوجها من أخرى، انهارت تمامًا وطلبت الطلاق، لتجد نفسها في حرب مع الزوجة الثانية، التي لم تترك فرصة إلا واستغلتها لكسرها وإذلالها، معتمدة في ذلك على قوة نفوذها وسيطرتها الكاملة على زوجها وعائلته من خلال إدارتها لشركتهم.
وهذا الطرح الدرامي في “ونقابل حبيب” للزوجة الثانية يؤكد لنا أنه ليس هناك حقيقة مطلقة في الشخصيات، ولا يمكن الحكم على الأشخاص بناءً على الصورة النمطية التي يقدمها المجتمع أو الدراما. فالزوجة الثانية ليست دائمًا شريرة وليست دائماً طيبة.
أما في مسلسلات النصف الثاني من دراما رمضان، نجد نماذج أخرى تكسر الصورة النمطية حول الزوجة الثانية أيضا ومنها مسلسل "لام شمسية"، حيث تقوم أمينة خليل بتربية ابن زوجها وتقف بجواره وتدعمه وتحميه وتحاول أن تعيد حقوقه، وليس مسلسل لام شمسية فقط وإنما أيضا مسلسل ظلم المصطبة حبث تفوم ريهام عبد الغفور بتربية بنات زوجها وسط بناتها منه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.