قضت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة بإعادة حقوق الاستغلال المالي والفني لـ91 مقطوعة موسيقية من تأليف الموسيقار عمر خيرت، منهية بذلك سنوات من النزاع القانوني مع إحدى كبرى شركات الإنتاج الفني في مصر.
ويشمل الحكم أعمالاً خالدة ارتبط بها وجدان الجمهور العربي لعقود، أبرزها "قضية عم أحمد"، و"ليلة القبض على فاطمة"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"البخيل وأنا"، و"صابر يا عم صابر"، و"الإرهابي"، و"100 سنة سينما".
بداية النزاع: عقد لم يُجدد وخلاف على الحقوق
تعود تفاصيل القضية إلى اتفاق سابق بين الموسيقار عمر خيرت والشركة المذكورة، يقضي بمنح الأخيرة حق استغلال 91 مقطوعة موسيقية لمدة عشر سنوات، مع إمكانية التجديد حال موافقة الطرفين.
شاهدي أيضاً: عمر خيرت يشعل موسم الرياض في ليلة استثنائية
إلا أن خيرت، وقبل نهاية مدة العقد، أبلغ الشركة بعدم رغبته في تمديد الاتفاق. ورغم ذلك، فوجئ بعد فترة بمطالبة الشركة له بالاعتراف بتنازله عن حقوق الأعمال نهائيًا، استنادًا إلى المبلغ الذي تقاضاه عند توقيع العقد.
خطوة قانونية حاسمة تنهي سنوات من الجدل
رفض الموسيقار التسليم بتلك المطالب، وقرر اللجوء إلى القضاء لاستعادة حقوقه كاملة. وبعد مسار قانوني استمر لفترة طويلة، أصدرت المحكمة حكماً نهائياً يقضي بعودة المقطوعات إلى مالكها الأصلي، معترفاً بعدم صحة ادعاءات الشركة المنتجة.
ردود فعل: دفاع عن التراث الفني وحماية لحقوق المبدعين
أعربت إدارة أعمال الموسيقار عمر خيرت عن سعادتها بالحكم، واعتبرته انتصاراً معنوياً لجميع الفنانين والمبدعين في مصر.
وأكدت أن القرار يُعزز مبدأ احترام حقوق الملكية الفكرية، ويعكس موقفاً قضائياً داعماً للفن الأصيل.
شركة "أوثنتيك أرتيست": التزام بالحفاظ على تراث عمر خيرت
أصدر رئيس مجلس إدارة شركة "أوثنتيك أرتيست"، المسؤولة عن إدارة أعمال عمر خيرت، بياناً عبّر فيه عن اعتزازه بالحكم القضائي، مشدداً على التزام الشركة بحماية إرث الموسيقار الكبير. كما وصف القرار بأنه تأكيد على أن الفن الحقيقي لا يُمكن مصادرته، وأن حقوق الفنانين تظل مصونة تحت مظلة القانون.
حكم يُجسد دور الدولة في حماية رموزها الثقافية
من جهته، أوضح المستشار القانوني للشركة أن الحكم يمثّل تتويجاً لجهود قانونية متواصلة هدفها حماية حقوق فنية أصيلة.
ولفت إلى أن ما تحقق هو بمثابة تأكيد رسمي على أن الحفاظ على التراث الموسيقي ليس رفاهية، بل ضرورة تمسّ الهوية الوطنية، وتعكس التزام الدولة تجاه رموزها الثقافية.
من هو عمر خيرت؟
عمر خيرت هو أحد أبرز الموسيقيين والمؤلفين الموسيقيين في العالم العربي، وُلد في القاهرة عام 1948 وسط عائلة فنية عريقة، حيث كان عمه أبو بكر خيرت أحد مؤسسي المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" في مصر. تلقّى عمر خيرت تعليمه الموسيقي الأكاديمي في هذا المعهد العريق، وتخصص في العزف على آلة البيانو، كما درس التأليف الموسيقي وعلوم الهارموني، مما أسهم في تكوين قاعدة فنية صلبة لأسلوبه الفريد.
من هو عمر خيرت؟
بدأ حياته المهنية عازفاً للبيانو في فرقة موسيقى كلاسيكية، قبل أن ينطلق في مشواره كمؤلف موسيقي وضع بصمته الخاصة في الأعمال الدرامية والسينمائية والتلفزيونية. قدّم خلال مسيرته عشرات المؤلفات التي ارتبطت وجدانياً بذاكرة الجمهور، وأعاد تعريف مفهوم الموسيقى التصويرية في الدراما المصرية. وتميّزت أعماله بدمج عناصر الموسيقى الغربية بالكلاسيكيات الشرقية، ما جعله من رواد الموسيقى المعاصرة في العالم العربي.
تعاون خيرت مع كبار المخرجين والمؤلفين، وارتبط اسمه بعدد من أنجح الأعمال الفنية، منها موسيقى "ضمير أبلة حكمت"، و"اللقاء الثاني"، و"إعدام ميت"، و"العار"، و"هي فوضى"، وغيرها من الأعمال التي أصبحت مقطوعاتها علامات مميزة في الذاكرة السمعية للمصريين والعرب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
