في تحرك لافت أثار الكثير من الجدل والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفل البيت الأبيض بيوم "ستار وورز"، الموافق للرابع من مايو، من خلال منشور على منصة "X" (تويتر سابقاً)، تضمّن صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هيئة مستوحاة من شخصيات سلسلة أفلام "ستار وورز".

اللافت أن ترامب بدا بعضلات مبالغ فيها، مرتدياً رداء محاربي "الجيدي" الشهير، وممسكاً بسيف ضوئي أحمر، بينما تحيط به رموز وطنية كالعلمين الأمريكيين ونسرين ضخمين.

جدل صورة ترامب في ستار وورز

واتهم التيار المعارض بمحاولة إغراق "المجرة" بقوى الشر، مشبّهًا خصوم الإدارة بأمراء السيث، وهم الخصوم الأشرار في سلسلة أفلام "ستار وورز".

ولم يكتفِ النص بالاستعارات السينمائية، بل دمجها بأوصاف حقيقية لجهات إجرامية مثل تجار المخدرات وأعضاء العصابات العنيفة وعلى رأسهم جماعة MS-13 سيئة السمعة، ليخرج بمشهد تهكمي يخلط بين الرمزية السينمائية والاتهامات السياسية.

كما أثار اختيار اللون الأحمر للسيف الضوئي انتقادات واسعة، حيث يُرتبط هذا اللون في عالم "ستار وورز" بالجانب المظلم وأعداء "الجيدي".

البعض رأى أن هذا الاختيار يُناقض الرسالة التي تُحاول تصوير ترامب كبطل. في المقابل، دافع مؤيدو ترامب عن الاختيار، مشيرين إلى أن اللون الأحمر يُمثل الحزب الجمهوري وأحد ألوان العلم الأمريكي.

صورة ترامب البابا

قبل أيام من صورة "ستار وورز"، انتشرت صورة أخرى لترامب، مولدة بالذكاء الاصطناعي، تُصوره كبابا يرتدي زياً بابوياً، وذلك بعد فترة قصيرة من وفاة البابا فرنسيس.

الصورة أثارت ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض ساخرة، بينما رأى آخرون أنها مسيئة، خاصة في ظل وفاة البابا فرانسيس مؤخراً، ترامب، في تعليق ساخر، أشار إلى رغبته في أن يكون البابا، مقترحاً الكاردينال تيموثي دولان كخليفة محتمل.

الذكاء الاصطناعي وتحديات الصور المزيفة

انتشار الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، مثل صور ترامب كبابا أو كمعتقل، أثار مخاوف حول قدرة هذه التكنولوجيا على خلق صور واقعية تُضلل الجمهور.

شركة "Midjourney"، المسؤولة عن توليد بعض هذه الصور، أوقفت النسخ التجريبية المجانية بعد تزايد الطلب وإساءة الاستخدام.

استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي في السياقات السياسية يُثير تساؤلات حول حدود السخرية والاحترام، خاصة عندما تدور حول شخصيات دينية أو رموز ثقافية، بينما يرى البعض أنها أدوات تعبير فني، يُحذر آخرون من خطرها في نشر معلومات مضللة أو تقويض الثقة في الوسائط البصرية.

البيت الأبيض يرفض الرد

وتجدر الإشارة إلى أن يوم "ستار وورز" الذي يُحتفل به بشكل غير رسمي في الرابع من مايو كل عام، يستمد شعبيته من التلاعب اللفظي بجملة "May the Force be with you" "لعل القوة تكن معك" الشهيرة في السلسلة، والتي تم تحويرها إلى "May the Fourth be with you" (لعل الرابع من مايو يكن معك" لتناسب تاريخ اليوم.

غير أن هذا الاحتفال الذي طالما كان مناسبة للاحتفاء بالثقافة الشعبية ومحبي الخيال العلمي، بات هذه السنة مسرحاً لصراع سياسي مكثف، فتح باباً جديداً للسجال حول حدود استخدام الرموز الفنية في المشهد السياسي الأمريكي.

وقد رفض البيت الأبيض حتى اللحظة التعليق الرسمي على الجدل الذي أثاره هذا المنشور، في حين لا تزال ردود الفعل تتوالى، بين من يراها لفتة مرحة تحمل لمسة إبداعية، وبين من يصفها بـ"الإحراج القومي" الذي يُسيء لمقام الرئاسة.