حالة من الصدمة عاشها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن إنهاء الفنانة التونسية عبير الجبالي حياتها بطلق ناري مساء الجمعة 23 مايو في منطقة البياض شمال مدينة الكاف، وانقسمت الآراء حول إنهاء حياتها أو وقوع جريمة جنائية.

فنانة تونسية تنهي حياتها بطلق ناري

وفي التفاصيل، أعلنت السلطات التونسية وفاة عبير الجبالي بطلق ناري، وهو ما تسبب في حالة من الصدمة في الأوساط الفنية وحالة من الحزن والترقب للكشف عن ملابسات وتفاصيل التحقيقات الرسمية.

ونفى يسري الهوامي، المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في الكاف، ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي حول كون وفاة عبير الجبالي ناتجة عن جريمة قتل، مؤكداً أنها هي من أنهت حياتها باستخدام السلاح الناري.

وأوضح أن السلطات عثرت عليها مصابة بطلق ناري مباشر داخل منزل أحد أقاربها، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية رجحت بشدة فرضية الانتحار، خاصة مع تركها رسالة بخط يدها تحدثت فيها عن الدوافع النفسية التي جعلتها تقدم على هذه الخطوة.

وفي الوقت ذاته، قررت النيابة العامة فتح تحقيق جنائي عاجل للكشف عن جميع ملابسات وفاة الفنانة عبير الجبالي، والتحقيق في فرضية أن تكون الجريمة واقعة قتل، والتأكد من أن الرسالة المكتوبة بخط يدها تحسم فرضية الانتحار.

من هي الممثلة التونسية عبير الجبالي؟

على الرغم من ندرة المعلومات الرسمية حول حياتها الشخصية، أكدت مصادر محلية أن الراحلة كانت خريجة المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف، إحدى أهم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في تكوين الكفاءات بمجال الفنون الدرامية في تونس.

كانت عبير الجبالي تقيم في منطقة البياض شمال مدينة الكاف، وعاشت حياة متواضعة، وتعد أحد الوجوه المميزة في الساحة الفنية التونسية حيث شاركت في عدد من الأعمال المسرحية والدرامية التي لاقت متابعة واسعة، وتمكنت من كسب تقدير الجمهور والنقاد على حد سواء. كما عملت كأستاذة في المسرح، حيث ساهمت في تكوين أجيال جديدة من الطلبة، وكانت تنظر إلى الفن كرسالة اجتماعية وإنسانية.

لكن خلف الكواليس، عانت الفنانة الراحلة من ظروف قاسية. فخلال العامين الماضيين، فقدت والدها ثم شقيقها في فترات متقاربة، لتتحمل وحدها عبء إعالة عائلتها في ظل أوضاع مادية ونفسية صعبة.

وفي رسالة عبر حسابها الشخصي على إنستغرام خلال شهر فبراير الماضي، تحدثت عبير الجبالي عن معاناتها النفسية، حيث نشرت صورة كتبت عليها: "لست بخير ولكني أقاوم"، وتابعت: "ليس اعتراضًا ولكنني تعبت يا الله... فهَوِّن عليَّ قضاءك يا أرحم الراحمين".

وواصلت عبير الجبالي الحديث عما تمر به من معاناة نفسية: "يا الله تعلم ما بداخلي... فكل ما بي يؤلمني... وإني لست بخير، فخفف عني وارحمني وامنحني القوة لأستمر.. اللهم هَوِّن... ثم هَوِّن... ثم هَوِّن عليَّ ما لم أستطع تحمله. اللهم ارح نفسي فأنت أعلم بحالها، وغني عن سؤالها".

ووجهت مناجاة إلى الله: "اللهم خفف علي من البكاء وجعاً.. يا رب كن لي حبيباً وقريباً ومجيباً.. فإني تعبت من كل شيء وهناك ما يخنقني ويضيق صدري ودمع يقف على طرف عيني... حتى دقات قلبي تؤلمني جداً... اللهم إني أحسنت بك الظن فاجبرني ولا تتركني.... وتقبل مني يا رب العالمين، فلا سند لي إلا أنت. امنحني قوة الاستمرار يا الله، فقد ضاق كل شيء، حتى دقات قلبي تؤلمني، هوِّنها علي يا الله".