حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفني بوفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني صباح أمس عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة فنية تركت بصمة لا يمكن نسيانها.
لم يكن زياد الرحباني مجرد ملحن وموسيقي ومسرحي عاشق للفن، لكنه ناقد ساخر وسياسي أضحك الجمهور في لحظات، وعُرف بجرأته في طرح أفكاره والاهتمام بالقضايا والتعبير عن المشاعر والمعتقدات.
عانى زياد الرحباني في السنوات الأخيرة من تدهور صحته، وهو ما أثر على نشاطه الفني. فما هي أبرز المحطات التي مر بها؟
طفولة زياد الرحباني
وُلد زياد في 1 يناير 1956 في منزل يشبه مسرحًا موسيقيًا، فهو ابن السيدة فيروز والملحن عاصي الرحباني، وسط عائلة شكّلت وجدان الموسيقى اللبنانية الحديثة.
وفي لقاء نادر له، تحدث عن طفولته موضحاً أنه لم يكن متصلًا بالعالم الخارجي بسبب وضع العائلة الفني، قائلاً: "بس يكون فيه مشروع ممنوع حد يتحرك من البيت، هناك أشياء مسموحة وأشياء غير مسموحة، هم كانوا كأهل كتير حريصين، والدي كان الأكثر حرصاً".
بدأ انشغال زياد الرحباني بالموسيقى منذ صغره، وهو ما أثر على دراسته. يروي الفنان الراحل ما حدث خلال تلك الفترة: "كنت جيداً في الدراسة، ولكن تدهور الوضع منذ بداية تفكيري في الموسيقى. صار الواحد يتدهور، كنت آخذ معي النوتة الموسيقية وأضعها أسفل كراساتي، وأوقات أنسى حالي وأبدأ أكتب."
في عام 1973 قدم زياد الرحباني أول لحن لوالدته، حين كان والده عاصي الرحباني لا يزال في المستشفى. لكنها صدرت بعد وفاة والده لتكون بمثابة تكريم له، خاصة جملة "لأول مرة ما بنكون سوا".
قرر زياد الرحباني الاستقلال عن أسرته في عمر صغير، لكنه لم يكن يملك المال، لذا قرر العمل مبكراً، قائلاً: "ما كان معي مصاري واشتغلت عازف بيانو مع فنانين. اكتشفت أنه ما فيك تكون مستقر بقرار إذا مش مستقل اقتصادياً".
زياد الرحباني والمسرح
اكتشف زياد الرحباني شغفه بالمسرح في عام 1973 أيضاً، بعد أن ظهر في مسرحية المحطة ولعب دور الشرطي، ثم مسرحية ميس الريم.
قدم أولى كتاباته المسرحية من خلال مسرحية سهرية، التي توالت بعدها الكتابات مثل "فيلم أميركي طويل"، "شي فاشل"، و"بالنسبة لبكرا شو" وغيرها.
علاقة زياد الرحباني بوالدته فيروز
جمعت علاقة خاصة بين فيروز وزياد الرحباني، لم تكن فقط علاقة الأم بابنها، لكنها امتدت إلى تعاون فني مميز بدأ بأغنية "سألوني الناس"، وتكرر في أغنية "كيفك أنت".
شاهدي أيضاً: ريما وزياد الرحباني يحذران أبناء عمومتهما بسبب فيروز
روى زياد الرحباني من قبل ما حدث حين استمعت فيروز لأول مرة إلى تلك الأغنية، موضحاً أنها صمتت ثم سألته: "شو بنعمل فيها؟ بنغنيها بهيدا الكلام؟"، مشيراً إلى أن الأمر استغرق منه أربع سنوات لإقناعها بها.
لم تخلُ علاقة فيروز وزياد الرحباني من التوترات وفترات من القطعية، لكن الأخير كشف مؤخراً أن العلاقة عادت طبيعية كما كانت من قبل، وأن الأمر كان مجرد سوء تفاهم تم حله.
الحب في حياة زياد الرحباني
تزوج زياد الرحباني مرة واحدة من السيدة دلال كرم وانفصل عنها لاحقاً. جمعت قصة حب بينه وبين الفنانة كارمن لبس لمدة 15 عاماً، لكنهما انفصلا لاحقاً.
لم تكن موسيقى زياد الرحباني منفصلة عن الواقع؛ فكثير من أغانيه يمكن أن تكون تأريخاً لفترات زمنية، من بينها الحرب الأهلية اللبنانية، خاصة ما تناوله في مسرحية "نزل السرور" وفيلم "أميركي طويل" من انتقاد للأوضاع بطريقة ساخرة.
في عام 2000، بدأ زياد الرحباني كتابة العديد من المقالات الساخرة في زاوية بعنوان "بالنسبة لبكرا شو"، التي مزج فيها الأدب بالواقع المرير.
وفي يوليو 2025، رحل زياد عن عمر يناهز 69 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً من الفن والجرأة والصدق، لا يشبه إلا ذاته.
شاهدي أيضاً: ريما رحباني تحسم الجدل حول خلافها مع شقيقها زياد
شاهدي أيضاً: أهم الأزمات في حياة عبقري الموسيقى زياد الرحباني
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.