خيم الحزن العميق على بيروت والعالم العربي صباح السبت 26 يوليو/ تموز 2025، مع رحيل الموسيقار والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لخمسين عاماً، وضع خلالها بصمته الخاصة على الموسيقى والمسرح اللبناني. لكن وقع الفاجعة كان مضاعفاً على والدته، الفنانة فيروز، التي لم تخسر فقط ابنها الوحيد، بل أيضاً شريكها الفني الأقرب والأكثر تأثيراً في مسيرتها خلال العقود الأربعة الماضية.
فيروز تستقبل خبر وفاة ابنها زياد الرحباني
ووفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية محلية، فقد دخلت فيروز في حالة انهيار فور تلقيها خبر وفاة ابنها، وهرع فريق طبي إلى منزلها في الرابية شرق بيروت لمتابعة حالتها الصحية، وسط أجواء من الصدمة والأسى سادت أوساط العائلة ومحبيها.
زياد الرحباني... ليس مجرد ابن
لم يكن زياد بالنسبة لفيروز مجرد ابن نشأ في كنف عائلة موسيقية، بل كان رفيق دربها الفني منذ بداياته، وبدأت علاقتهما المهنية في ظروف استثنائية، حين كان في الخامسة عشرة من عمره فقط، ولحن أغنية "سألوني الناس" عام 1973 أثناء مرض والده عاصي الرحباني، في وقت كانت فيه العائلة تستعد لعرض مسرحية "المحطة". ومنذ ذلك الحين، دخل زياد إلى المشهد الفني اللبناني من بوابة والدته، ليكون صوته المختلف، وذراعها الجديدة في عالم متغير.
على مدار السنوات، أهدى زياد والدته أعمالاً شكلت تحولاً نوعياً في مسيرتها الفنية، أبرزها "كيفك إنت"، "قهوة"، "عودك رنان"، "ولا كيف"، و"بكتب اسمك يا حبيبي"، وقدّم من خلالها رؤية موسيقية تتسم بالعمق، والاحتكاك بالواقع، بعيداً عن الرمزية الحالمة التي طبعت مرحلة الأخوين رحباني.
علاقة معقدة... لكنها لا تُشبه أحداً
رغم الحب الكبير، لم تكن علاقة فيروز بزياد خالية من التوترات. خلال العقود الماضية، طفت إلى السطح أكثر من مرة خلافات عائلية، واختار زياد في كثير من الأحيان الابتعاد، ومع ذلك، لم تنقطع العلاقة الفنية بينهما، بل كان كل منهما مرآة للآخر. فيروز كانت تؤمن أن زياد هو من منح صوتها أبعاداً جديدة، وهو بدوره كان يعتبرها "الخط الأحمر الوحيد" الذي لا يمكن تجاوزه.
عندما انقطعت عنه، عاد إليها بـ"كيفك إنت"، وعندما ابتعد قليلاً، كان أول العائدين إلى خشبة المسرح معها. كانت علاقتهما مثل نغمة غير مكتملة... لكنها صادقة.
إرث زياد... وصدمة الغياب
برحيله، تخسر فيروز، الأم والفنانة، سنداً لم يكن فقط ابنها الوحيد، بل رفيق التحوّلات، وصوت الجيل الذي جاء بعد الأخوين رحباني. كان زياد حالة استثنائية في الفن العربي: موسيقي، كاتب، شاعر، ممثل، مخرج، ساخر سياسي، ومنظّر ثقافي، امتلك قدرة فريدة على قراءة الواقع بحدة، وتحويله إلى موسيقى وكلمات ومشاهد على المسرح.
أعماله المسرحية، مثل "سهرية"، "بالنسبة لبكرا شو"، و"فيلم أمريكي طويل"، لم تكن مجرد عروض فنية، بل كانت وثائق ثقافية وسياسية ترصد أوجاع المجتمع اللبناني والعربي بأسلوب ساخر، متمرد، وعميق، وهو ما جعل رحيله بمثابة صدمة كبيرة لجمهوره في لبنان بشكل خاص وجمهوره في الوطن العربي بشكل عام، حيث نعاه عدد كبير من محبيه ونجوم الوسط الفني العربي، الذين اختاروا أن ينعوه بكلمات من كلماته وصور من مراحل مختلفة في حياته.
شاهدي أيضاً: أهم الأزمات في حياة عبقري الموسيقى زياد الرحباني
شاهدي أيضاً: ريما وزياد الرحباني يحذران أبناء عمومتهما بسبب فيروز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.