منحت جامعة ليستر البريطانية، واحدة من أعرق الجامعات في المملكة المتحدة، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة ورئيسة مجلس أمنائها، لقب "أستاذ فخري"، وهو أول لقب فخري من نوعه تمنحه الجامعة.

ويعد هذا التكريم أحد أرفع درجات التقدير الأكاديمي، وجاء تكريمًا لمسيرتها الحافلة في تمكين المرأة، وتشجيع القراءة بين الأطفال، ودعم الثقافة على المستويين الإقليمي والعالمي.

شخصية استثنائية ذات بصمة ثقافية وأكاديمية

الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ابنة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعرف بريادتها في عدة مجالات إنسانية وثقافية. هي مؤسسة ورئيسة مجموعة كلمات للنشر، التي كرست جهودها لتعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال واليافعين في الوطن العربي، وخاصة ذوي الاحتياجات البصرية من خلال مبادرات مثل مشروع كتابي الأول وكلمة بلا حدود.

وتشغل الشيخة بدور منصب رئيسة "الجامعة الأميركية في الشارقة"، وتمكنت من إرساء نموذج أكاديمي فريد قائم على التميز والابتكار والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي في المنطقة.

أول عربية تترأس الاتحاد الدولي للناشرين

في إنجاز غير مسبوق، أصبحت الشيخة بدور أول امرأة عربية والمرأة الثانية عالميًا التي تتولى رئاسة "الاتحاد الدولي للناشرين" في عام 2021. وخلال فترة رئاستها، عملت على تعزيز التنوع والشمولية في قطاع النشر، ودفعت بقوة نحو دعم دور النشر المستقلة والصغيرة في الدول النامية، إلى جانب تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الناشرون في أوقات الأزمات والكوارث.

دعم مستدام للمرأة والتعليم

امتد تأثير الشيخة بدور إلى مجال تمكين المرأة في مجالات ريادة الأعمال والثقافة والبحث العلمي، حيث دعمت عبر مبادراتها العديد من البرامج التي تُعنى بتطوير مهارات المرأة ورفع تمثيلها في المناصب القيادية، سواء في الإمارات أو على مستوى العالم العربي.

وقد أشادت جامعة ليستر بهذه الجهود، معتبرة أن مسيرتها تمثل نموذجًا يُحتذى به في الربط بين القيادة الإنسانية، والرؤية الثقافية، والتأثير المجتمعي.

مؤسسات ومبادرات ترسخ رؤيتها

إلى جانب "مجموعة كلمات"، أسست الشيخة بدور "منشورات"، وهي أول دار نشر إماراتية مختصة بنشر كتب الأطفال باللغة العربية. كما أطلقت "مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال"، التي تهدف إلى توفير الكتب الميسّرة للأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية، وهي المؤسسة التي امتد عملها إلى عشرات الدول، من بينها لبنان وسوريا والأردن وغانا وأفغانستان.

حراك عالمي من الشارقة إلى العالم

انطلقت رؤية الشيخة بدور من الشارقة، الإمارة التي لطالما ارتبط اسمها بالثقافة والفكر، ولكنها نجحت في توسيع نطاق التأثير ليشمل الساحة العالمية، حيث مثّلت الإمارات والعرب في محافل دولية كبرى، من بينها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومعارض الكتاب في لندن ونيويورك وبولونيا.

وقد كان لتكريمها في جامعة ليستر صدى كبيرًا بين الأوساط الأكاديمية والثقافية، حيث أشار العديد من المتابعين إلى أن هذا اللقب الفخري هو انعكاس مستحق لحجم تأثيرها الحقيقي في القطاعات الإبداعية والتعليمية، وأنه يمثل تقديرًا عالميًا لدور امرأة عربية استطاعت أن تخلق فرقًا جوهريًا يتجاوز الحدود الجغرافية.

التكريم الذي حصلت عليه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي ليس مجرد اعتراف بمسيرة مميزة، بل هو تأكيد عالمي على قوة التأثير الثقافي العربي حينما يُدار برؤية واضحة وشغف حقيقي. إنها قصة نجاح امرأة مثّلت الشارقة، والإمارات، والعرب، وجعلت من الثقافة جسرًا للحوار والتغيير.