كشفت الفنانة التونسية لطيفة، في أول حديث لها بعد وفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، عن مشروع فني مشترك يجمعها به، كان جاهزًا منذ فترة طويلة، لكنه لم يُطرح حتى الآن لأسباب نفسية وظروف سياسية متشابكة.

وأكدت أن الألبوم تم تسجيله بالكامل، وتحتفظ بحقوق التنازل الخاصة به، إلا أن الأوضاع لم تكن ملائمة لطرحه في موعده المقرر سابقًا.

حلم بدأ في الرابعة عشرة

لطيفة وصفت هذا العمل بأنه "حلم حياتها"، حيث كانت تتمنى منذ مراهقتها الغناء من ألحان زياد الرحباني. وقالت إن زياد بذل جهدًا كبيرًا في الألبوم، وقدّم تنازلات كثيرة لتسهيل خروجه للنور، لكن الأقدار كانت أقوى من الخطط.

وأشارت إلى أن المشروع مؤجل مؤقتًا، مؤكدة أنها ستطرحه لاحقًا تخليدًا لتعاونهما الفني الذي تعتبره "الأغلى" في مسيرتها.

وأعربت لطيفة في مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا، عن حزنها العميق لرحيل زياد الرحباني، مؤكدة أنها ستفتقد موهبته وعبقريته التي لا تتكرر، مشيرة إلى أنه كان فنانًا عاشقًا لمصر وشوارعها وتفاصيلها.

وأضافت باكية أن وقع خبر وفاته كان مؤلمًا بشكل يفوق الاحتمال، خاصة أنه جاء بعد مرور شهر واحد فقط على وفاة شقيقها، غير قادرة على تصديق أن شخصًا بهذا الحجم الفني والإنساني قد غاب.

شاهدوا تصريحات لطيفة حول وفاة زياد الرحباني وألبومهما المنتظر:

وداع حزين وسط الجموع

جاءت تصريحات لطيفة بعد يومين من وفاة زياد الرحباني، الذي رحل عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع مرض تليف الكبد.

وشاركت لطيفة في مراسم العزاء التي أُقيمت في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة – بكفيا، وسط حضور فني واسع ضم أسماء لبنانية وعربية بارزة، من بينهم عاصي الحلاني وميريام فارس.

وخلال مراسم العزاء، تداول متابعون مقاطع مصورة تظهر بكاء لطيفة لحظة وصولها، إذ بدت متأثرة بشدة، غير قادرة على حبس دموعها، خاصة أن علاقتها بالراحل لم تكن فنية فقط، بل اتسمت بالصداقة والاحترام المتبادل.

رسالة وداع مؤثرة

لطيفة نعت الرحباني برسالة مؤثرة نشرتها عبر حسابها على منصة "إكس"، كتبت فيها كلمات عكست حزنها العميق: "حبيت الفن والإبداع من خلال أعمالك. خسارتنا كثير كبيييييرة. كم كان عندي أمل أن كل شيء يكون تمام، لكن قدر الله وما شاء فعل. حزن كبير يا أغلى من عرفت في حياتي. وداعاً زياد الرحباني".

وإلى جانب مشروعها المؤجل مع الرحباني، تعمل لطيفة في الوقت نفسه على ألبوم جديد يحمل عنوان "قلبي ارتاح"، وقد أطلقت أولى أغنياته على المنصات الرقمية، حيث لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهورها. وأكدت أن الأغاني المتبقية ستُطرح تباعاً خلال الأيام المقبلة.

وأوضحت أن توقيت إصدار الألبوم لم يُقلقها رغم ازدحام الساحة الفنية بإصدارات الصيف، مشيرة إلى أن المنافسة لا تُخيفها، بل تشكّل حافزًا دائمًا لتقديم الأفضل. وقالت إن لكل فنان جمهوره الخاص، وإنها تغني بهدف إسعاد الناس.

زياد الرحباني.. وداع فني لا يُنسى

برحيل زياد الرحباني، فقدت الساحة الموسيقية العربية أحد أبرز مبدعيها، المعروفين بأسلوبهم الفريد وقدرتهم على الدمج بين الموسيقى الراقية والنقد الاجتماعي الذكي. ويُتوقع أن يكون الألبوم المؤجل مع لطيفة واحداً من أبرز الأعمال المنتظرة، لما يجمعه من ثقل فني وشحنة عاطفية ارتبطت بغياب أحد أعمدة الموسيقى في العالم العربي.

وكانت وسائل إعلام لبنانية قد كشفت أن زياد الرحباني توفي بعد معاناة مع تليف الكبد، وهو مرض يتفاقم بمرور الوقت ويتسبب في قصور وظائف الكبد. وقد أدت حالته الصحية المتدهورة إلى تدهور عام في حالته النفسية، حيث أفادت تقارير بأنه رفض الاستمرار في العلاج في أيامه الأخيرة، مفضلاً الانعزال عن الأضواء والضجيج.