شهدت العاصمة اللبنانية بيروت مساء السبت الماضي حفلًا غنائيًا للفنان المصري تامر حسني على مسرح "الفوروم دو بيروت"، إلا أن الأمسية التي كان يُنتظر أن تكون احتفالًا موسيقيًا كبيرًا تحولت إلى محور جدل واسع، بعدما شابها تأخير طويل وفوضى تنظيمية وأحداث أثارت استياء الجمهور والصحافة.

تأخير لافت يربك الأجواء

بدأت القصة عندما تأخر صعود تامر حسني إلى المسرح لمدة تجاوزت ثلاث ساعات ونصف عن الموعد المعلن. فقد كان من المفترض أن يبدأ الحفل في وقت أبكر بكثير، إلا أن الجمهور ظل في حالة انتظار حتى الساعة 11:30 ليلًا، وهو ما انعكس على مزاج الحاضرين، خاصة أن نسبة كبيرة منهم جاءت من خارج بيروت خصيصًا لحضور الأمسية.

التقارير الإعلامية المحلية ربطت هذا التأخير بأنباء عن خلافات داخلية بين الفنان وفريقه الموسيقي، وصلت إلى حد تهديد بعض أعضاء الفرقة بالانسحاب، إلا أن تلك المعلومات لم يتم تأكيدها رسميًا. الأهم أن الحفل انطلق من دون أن يقدم تامر أي اعتذار مباشر للحضور عن التأخير، وهو ما اعتبره كثيرون إخلالًا بأبسط معايير الاحترام للجمهور.

قيود صارمة على الإعلام

أحد أبرز محاور الجدل كان طريقة تعامل منظمي الحفل مع وسائل الإعلام. فقد فُرضت قيود شديدة على التغطية الصحفية، ومنع معظم المراسلين من إجراء مقابلات مع تامر حسني، باستثناء تلفزيون لبنان الذي حصل على مقابلة حصرية مشروطة بعدم إعادة نشرها.

الصحافة اللبنانية رأت أن قناة "الجديد"، بوصفها الراعي الإعلامي للحفل، لعبت دورًا محوريًا في فرض هذه الشروط، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الإعلامية. ووصف صحفيون هذه الإجراءات بأنها إقصاء متعمد وتقييد غير مبرر لعملهم، خاصة وأنهم كانوا يغطون الحدث منذ لحظة وصول الفنان إلى لبنان.

مشاهد فوضوية تعمّ المكان

لم تقتصر الانتقادات على الجانب الإعلامي والتنظيمي، بل امتدت إلى ما جرى بين الحضور. فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت مشادات كلامية وتدافعًا بين بعض الجماهير، وصولًا إلى مشاهد إطلاق نار أثناء مغادرة الجمهور لمحيط المسرح.

هذه المشاهد وضعت شركتي الإنتاج المنظمتين "GMH" و"TMG" في موقف حرج، خاصة مع اقترابهما من تنظيم حفلات أخرى لفنانين عرب بارزين مثل أصالة، وهيفا وهبي، ومحمد رمضان. وتساءل متابعون عما إذا كانت هذه الفوضى قد تتكرر في الفعاليات المقبلة.

مفاجآت فنية وسط التوتر

رغم الأجواء المشحونة، حاول تامر حسني تقديم لحظات فنية مميزة لجمهوره. فقد فاجأ الحاضرين بأداء أغنية "كيفك أنت" للسيدة فيروز، تكريمًا لمسيرة الموسيقار الراحل زياد الرحباني، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي ردد كلمات الأغنية وتجاوب مع هذه اللفتة.

كما قدم تامر أغنية "Come Back To Me" بإيقاعات شعبية جديدة، وأعاد غناء عدد من أعماله القديمة مثل "حرقة دم" و"تليفوني رن"، في محاولة لإشعال حماس الحاضرين وإضفاء أجواء استعراضية على الحفل.

لقطات إنسانية تفاعل معها الجمهور

إحدى اللحظات التي لاقت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل كانت عندما توقف تامر عن الغناء ليحتضن طفلة رضيعة من بين الجمهور ويغني لها أغنيته الشهيرة "يا بنت الإيه"، في مشهد أثار تفاعل الحاضرين وتصفيقهم.

شاهدوا احتضان تامر حسني طفلة رضيعة في حفل بيروت:

رد غير مباشر من تامر حسني

بعد ساعات من انتهاء الحفل، نشر تامر حسني عبر حسابه على "إنستغرام" مجموعة صور من الأمسية، واصفًا إياها بأنها "من أجمل وأروع حفلات حياتي"، ومشيدًا بـ"التنظيم الرائع" و"كرم الضيافة"، من دون التطرق إلى تفاصيل الانتقادات أو الاعتذار عن التأخير. وقد اعتبر البعض هذه الرسالة ردًا غير مباشر على ما أُثير، بينما رآها آخرون تجاهلًا للأحداث التي شغلت الرأي العام الفني في لبنان.