استقبلت مدينة حائل الفنانة الكويتية هيا الشعيبي بحفاوة لافتة، عقب سنوات من الخلافات التي طالت علاقتها بالجمهور السعودي والإعلام الخليجي.

هيا الشعيبي تزور السعودية

الزيارة الأخيرة أثارت مشاعر هيا الشعيبي، حيث ظهرت في مقاطع مصورة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتأثر بدموع الفرح، وسط أجواء مليئة بالود والترحيب.

خلال زيارتها، تم تنظيم لقاءات صغيرة في مقاهٍ ومراكز ثقافية، حضرها عدد من محبي الفن الكويتي، حيث احتضنت الشعيبي طفلة سعودية على كتفها، ما دفعها إلى البكاء، معبرة عن امتلاء قلبها بالفرح والتقدير.

وقد قدم لها بعض الأهالي هدايا فاخرة تتضمن أطقم ذهبية وباقات من الزهور الأنيقة، في لفتة اعتبرتها الفنانة تجسيداً لكرم الضيافة السعودي واستقبال الجمهور الحار.

شاهدوا هيا الشعيبي تزور حائل وتحصل على هدايا ذهبية:

رد فعل الجمهور

تباينت ردود فعل الجمهور على زيارة الفنانة الكويتية هيا الشعيبي إلى مدينة حائل، بين مشجعين استقبلوها بحفاوة واضحة وانتقادات لاذعة من متابعين آخرين، ما يعكس استمرار جدل علاقتها بالمملكة رغم محاولاتها لتجاوز الماضي.

أعرب بعض المغردين عن إعجابهم الشديد بالزيارة، معتبرين أن هيا الشعيبي "تستحق كل خير"، وأشادوا بتأثرها أثناء اللقاء مع محبيها، واصفين لحظات البكاء بالـ"جميلة والمؤثرة"، كما أبدى آخرون إعجابهم بالهدايا التي قدمها الأهالي، خصوصاً أطقم الذهب والزهور الملونة، معتبرين أن هذه اللفتات تجسد كرم الضيافة السعودي.

في المقابل، لم تخلو التعليقات من السخرية والانتقاد، حيث شكك بعض المتابعين في حقيقة الهدايا الذهبية، ورأوا أن البريق غير طبيعي، بينما عبّر آخرون عن رفضهم لاستقبالها بالذهب، معتبرين أن ذلك يجب أن يخصص للفقراء أو للجهات المستحقة مثل المعلمين والطلاب المتفوقين.

كما تذكّر بعض المغردين بالمواقف السابقة للشعيبي مع المملكة، ومنها الانتقاد الذي وجهته للخطوط السعودية قبل أشهر، وأزمة تصريحاتها السابقة، ما أعاد فتح نقاش حول مدى استحقاقها لهذا النوع من التكريم.

خلفية التوترات السابقة

لم تكن زيارة حائل أول محاولة للشعيبي لإعادة بناء جسور العلاقة مع المملكة، إذ شهدت السنوات الماضية توترات متعددة بين الفنانة الكويتية والجمهور السعودي.

تعود جذور الأزمة الأخيرة إلى انتشار فيديو ظهرت فيه الشعيبي تنتقد تعليمات الخطوط السعودية التي تمنع صعود الركاب بالملابس غير الملائمة، تحديداً السراويل القصيرة، وهو ما واجهه شقيقها عند سفره داخل المملكة.

في الفيديو، أعربت الشعيبي عن استغرابها من عدم وجود تعليمات واضحة في صالات الجوازات أو عند مكاتب تسجيل الركاب، معتبرة أن منع صعود المسافرين كان مفاجئاً. وتساءلت عن كيفية التصرف إذا لم يكن بحوزة الشخص بديل مناسب للبنطال، ما أثار موجة انتقادات واسعة واعتُبر استفزازاً جديداً في إطار علاقة مضطربة منذ سنوات.

أزمات سابقة وتأثيرها على مسيرتها

لم تكن هذه الأزمة هي الأولى، إذ تعود الخلافات إلى سنوات ماضية حين نشرت الشعيبي صورة مرفقة بتعليقات اعتبرها الجمهور السعودي مسيئة، ما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وهاشتاجات غاضبة طالبت بمنع ظهورها في الأعمال الفنية السعودية.

في محاولة لامتصاص غضب الجمهور، أطلقت الشعيبي مسابقة بعنوان "الشعب السعودي يحب هيونة"، لكنها لم تحقق التأثير المطلوب، وظهرت ردود فعل مضادة أشد حدة. استجابت لاحقاً بتقديم اعتذار رسمي عبر فيديو أكدت فيه حسن نيتها وتقديرها للمملكة وشعبها، إلا أن الاعتذار لم يُغلق ملف الخلافات بالكامل.

تأثير الخلافات على مسيرتها المهنية

تسببت الأزمة في انعكاسات مباشرة على مسيرتها الفنية، إذ تم منع الشعيبي من المشاركة في أي أعمال فنية سعودية، واستبعادها من مشاريع مسرحية ودرامية كانت مرشحة لها، بالإضافة إلى استبعادها من حضور فعاليات هيئة الترفيه. كما شهدت الفترة نفسها توترات فنية داخل الوسط الكويتي، لاسيما مع الفنانة إلهام الفضالة، وصلت إلى حد اللجوء إلى المحاكم وسط اتهامات متبادلة بالتشهير والتجاوز اللفظي.

محاولات المصالحة وإعادة الثقة

في خطوات لاحقة، لجأت هيا الشعيبي للتواصل المباشر مع المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، داعية إلى تجاوز الخلافات ومنحها فرصة ثانية للظهور أمام الجمهور السعودي.

وأشارت إلى تغريدة سابقة لآل الشيخ دعا فيها إلى الحذر من الحسابات التي تسعى لتأجيج الفتنة بين الشعوب الخليجية، مؤكدة أنها لم تكن ضحية موقفها الإعلامي إلا نتيجة هجوم إلكتروني منظم، وأنها تكن كل الاحترام للمملكة وشعبها.

ورغم الاستبعاد الرسمي من الأعمال السعودية، حرصت الشعيبي على استمرار مد جسور الود مع الجمهور، حيث ظهرت في مناسبات عدة تتحدث بإيجابية عن مدن المملكة مثل جدة وأبها، وأشادت بالنهضة السياحية وحفاوة الترحيب. كما شاركت مقاطع مرحة تظهر حبها للمجتمع السعودي، في محاولة واضحة لإعادة بناء الثقة واستعادة مكانتها لدى الجمهور بعد سنوات من التوترات السابقة.