شهدت إمارة ليختنشتاين واحدة من أبرز المناسبات الملكية هذا الصيف، حيث أقيم حفل زفاف الأميرة ماري كارولين، ابنة ولي العهد الأمير ألويس وزوجته الأميرة صوفي، على المصرفي الفنزويلي ليوبولدو مادورو فولمر.

الحفل الذي جرى يوم السبت في كاتدرائية فلورين بمدينة فادوتس، جذب أنظار العائلات الملكية الأوروبية والنبلاء الإسبان، واعتُبر حدثًا ملكيًا استثنائيًا جمع بين العراقة الأوروبية والأناقة اللاتينية.

مراسم دينية في كاتدرائية فلورين

انطلقت الاحتفالات الدينية في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا داخل الكاتدرائية ذات الطراز القوطي الجديد التي تعود للقرن التاسع عشر، والمطلة على نهر الراين. تزين مدخل الكنيسة بسجاد أزرق داكن وزُيّنت جوانبه بصفوف من زهور الهيدرانجيا، ما أضفى لمسة جمالية على أجواء المناسبة.

قبل وصول العروس، توافد كبار الضيوف من الشخصيات الرسمية والعائلات الملكية، من بينهم الأمير نيكولاوس عم العروس، ورئيسة الوزراء بريجيت هاس، ورئيس البرلمان مانفريد كاوفمان.

حضور ملكي وأرستقراطي واسع

شارك في الحفل عدد من كبار الشخصيات الأوروبية، مثل فيكتوريا فون هوهنلوه دوقة مديناثيلي التي حضرت برفقة زوجها ماكسيم كورنييه، إلى جانب دوقات نوتو خايمي دي بوربون وزوجته شارلوت ليندساي بيرثون. كما حضرت الأميرة مارجريتا شقيقة دوق لوكسمبورغ الأكبر هنري، بصحبة ابن شقيقها الأمير سيباستيان.

ومن بين الضيوف أيضًا الأميرة نورا من ليختنشتاين وابنتها تيريزا سارتوريوس، والأميرة تاتيانا التي لطالما ارتبط اسمها سابقًا بشائعات عن ارتباط محتمل بولي عهد إسبانيا.

لحظة وصول العروس

وصلت الأميرة ماري كارولين على ذراع والدها الأمير ألويس في سيارة رولز رويس كلاسيكية بيضاء، لتكشف عند نزولها عن فستان مطرز بتفاصيل دقيقة وحجاب شفاف مزين بالدانتيل.

اختارت العروس أن تتزين بتاج "فرينج" الماسي على الطراز الكوكوشنيك، وهو قطعة نادرة من المجوهرات صاغها صائغ البلاط الإمبراطوري في فيينا عام 1890، سبق أن ارتدته قريبتها الأميرة ماريا أنونسياطا في زفافها عام 2021.

حضور عائلة العريس ولمسة إسبانية

من جانبه، صعد ليوبولدو مادورو فولمر درجات الكاتدرائية برفقة والدته وعرابته صوفيا. ظهرت نساء العائلة، بما في ذلك شقيقاته، بتصاميم أنيقة وأغطية رأس من دار "ميموكي" الإسبانية، وهو ما أضفى لمسة إيبيرية على المراسم.

أجواء احتفالية في شوارع فادوتس

خارج الكنيسة، تحولت شوارع العاصمة الصغيرة إلى مهرجان شعبي، حيث تجمّع السكان والسائحون لمتابعة تفاصيل الحفل. نُظمت ترتيبات أمنية واسعة تضمنت إغلاق بعض الطرق وإعادة توجيه الحركة المرورية. كما ارتدت مجموعة من النساء الأزياء الشعبية التقليدية المميزة بغطاء الرأس الأسود لاستقبال العروسين.

وبعد انتهاء المراسم الدينية التي ترأسها الأسقف بينو إلبس، انتقل المدعوون إلى قلعة فادوتس التاريخية التي تعود للقرن الثاني عشر وتضم 130 غرفة. هذه القلعة كانت منذ عام 1939 مقر إقامة العائلة الأميرية، وشهدت حفل الاستقبال الملكي الذي جمع مزيجًا من التقاليد الأوروبية واللمسات الفنزويلية.

من هي الأميرة ماري كارولين Mary Caroline؟

وُلدت الأميرة في مستشفى "غاربس" بسويسرا عام 1996، وهي الابنة الوحيدة بين أبناء ولي العهد الأمير ألويس.

تابعت دراستها الابتدائية في فادوتس، ثم التحقت بكلية "مالفرن" في إنجلترا، قبل أن تدرس تصميم الأزياء في "بارسونز سكول أوف ديزاين" في باريس ونيويورك، حيث تخرجت عام 2020. تقيم حاليًا في لندن وتعمل في مجال الصناعات النسيجية. ورغم مكانتها داخل العائلة الأميرية، فإن قانون الخلافة في ليختنشتاين يمنع النساء من اعتلاء العرش.

مسيرة العريس ليوبولدو مادورو فولمر

العريس وُلد في كراكاس عام 1990 وينتمي إلى واحدة من أغنى العائلات في فنزويلا. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة "سان إغناسيو دي لويولا" بالعاصمة الفنزويلية، ثم التحق بمدرسة "هارو" البريطانية. أكمل دراسته الجامعية في جامعة "سانت أندروز" ثم نال شهادة عليا من كلية "كوينز" في جامعة كامبريدج. بدأ مسيرته المهنية في بنك "بي إن بي باريبا" بين باريس ونيويورك قبل أن يستقر في لندن عام 2016 ويعمل في إدارة الاستثمارات.