يعد أحد فرسان الزمن الذهبى للسينما المصرية، إذ كان يمتلك وجهًا يجمع بين الوقار والأناقة والهيبة، هو الفنان الراحل سراج منير الذى تحل غدا السبت، ذكرى وفاته، فقد استطاع منير أن يحفر اسمه بين عمالقة الفن فى تلك الفترة، وعرف بشخصية نجم مميز، ولد ليكون مختلفا، فقد تنوعت أدواره بين الرومانسى، والشرير، والأرستقراطى، وكذلك الكوميدى، ليقدم نموذجا للفنان المثقف صاحب الحضور الطاغي، فلم يكن سراج منير مجرد ممثل، بل كان رمزا لجيل صنع ملامح السينما في بداياتها وظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، كأيقونة للفن الجميل الراقي.
نشأته وعلاقته بالفنوُلِد سراج منير في أسرة مثقفة، حيث كان والده يعمل في وزارة المعارف وكان محبا للقراءة بشكل كبير، فربما كانت هذه العادة قد ورثها سراج من والده، حيث اكتسب ثقافة جعلته يشارك في أي نقاش ويخرج منه منتصرًا، ومن المفارقات أن "سراج منير" هو اسم مركب، حيث كان والده يدعى "عبد الوهاب"، وهو شقيق المخرج فطين عبد الوهاب، والفنان حسن عبد الوهاب، كان سراج هو الأكبر سنًا، وكان أول من التحق بالفن في عائلته.
بداية حلمه بالفنلم يخطر في بال سراج أبدًا أن يصبح ممثلًا، بل كان حلمه بعيدًا عن التمثيل، حيث بدأت علاقته بالفن بالصدفة عندما دعاه أحد أصدقائه في المدرسة الابتدائية للذهاب إلى منزله، ليجد نفسه مشاركا في تقديم مسرحية، وقد أُعجب بفكرة التشخيص، وقرر أن يخوض التجربة، لكن سرعان ما قوبل برفض قاطع من والده، مما دفعه للتخلي عن حلمه مؤقتا إرضاء له.
رحلة في ألمانيا وانقاذه من الأسربعد إنهاء دراسته الثانوية، سافر سراج إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكن حلمه بالفن كان لا يزال يطارده، عندما سنحت له الفرصة للقاء مخرج ألماني، لم يتردد في العمل في السينما الألمانية، وقبل أن تبدأ الحرب العالمية الثانية بأسابيع قليلة، تلقى سراج برقية من فرقة مسرحية مصرية تستدعيه للعمل معها، فعاد إلى مصر، واكتشف أن هذه البرقية كانت قد أنقذته من الأسر، حيث كان من الصعب على أي مواطن مصري الخروج من ألمانيا بعد بداية الحرب إلا بعد ست سنوات.
زواجه وتفاصيل وفاتهتزوج سراج منير من الفنانة ميمي شكيب، وتعد هذه الزيجة من أقوى الارتباطات الفنية في الوسط الفني آنذاك، وقبل وفاته بأيام قليلة، قرأ سراج عن وفاة أحد أصدقائه الذي كان يعاني من مرض في القلب مثله وضحك، وعندما سألته زوجته عن سبب ضحكه، قال لها إن صديقه ذهب في نزهة مع أصدقائه ثم عاد إلى منزله، وطلب كوب ماء بارد قبل أن يدخل إلى غرفته لينام، لكنه لم يستيقظ. وتابع قائلاً: "ماأحلاه ميتة"، وبعدها بفترة قصيرة، حدث معه ما حدث مع صديقه بالضبط، حيث مات بعد عودته من نزهة وطلبه لكوب ماء بارد ثم دخل لينام، لكنه لم يستيقظ، رحم الله الفنان القدير سراج منير الذي ترك لنا إرثًا فنيًا عظيمًا، وظل اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.