شهدت السينما السورية والعربية لحظة فخر جديدة بعد إعلان فوز فيلم "وشم الريح" بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان قازان الدولي للأفلام بروسيا لعام 2025، وهو إنجاز يضاف إلى رصيد الأعمال العربية التي تحجز مكانتها على الساحة العالمية.
محمود نصر يحتفل بجائزة جديدة
النجم السوري محمود نصر شارك فرحته مباشرة مع جمهوره عبر خاصية القصص القصيرة على حسابه الرسمي في "إنستغرام"، حيث نشر صورة الجائزة مرفقة بعبارة: "وشم الريح يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان قازان الدولي في روسيا". هذا التفاعل السريع يعكس سعادة نصر بالإنجاز، وحرصه على مشاركة جمهوره تفاصيل رحلته الفنية، التي باتت تتخطى الحدود المحلية نحو العالمية.
شاهدي أيضاً: محمود نصر يكشف سبب عدم زواجه حتى الآن
ريان ورحلة البحث عن الذات
في الفيلم، يجسّد نصر شخصية ريان، الشاب السوري الذي يغادر وطنه مهاجراً إلى فرنسا، مدفوعاً بأمل بناء حياة جديدة. غير أن رحلة الهجرة لا تخلو من التعقيدات، إذ يقرر تأسيس فرقة مسرحية تكون متنفساً له ولمن حوله من المغتربين. خلال تلك الرحلة يتقاطع مصيره مع المصوّرة المغربية الفرنسية صوفيا (تؤدي دورها الفنانة وداد إلما) التي تعيش بدورها صراعاً داخلياً في رحلة البحث عن والدتها المفقودة.
القصة لا تقتصر على علاقة عابرة، بل تحمل أبعاداً فلسفية وإنسانية عميقة. فكل من ريان وصوفيا يجد نفسه أمام أسئلة الهوية والانتماء والمنفى، في سردية تلامس تجارب المهاجرين العرب في أوروبا، حيث يواجهون تحديات الاندماج والاختلاف الثقافي، دون أن يفقدوا جذورهم الأولى.
دلالات فلسفية وعنوان لافت
يحمل عنوان الفيلم "وشم الريح" رمزية خاصة؛ إذ يشير إلى الآثار العميقة التي تتركها التجارب الإنسانية في أرواح البشر، تماماً كما تترك الرياح بصمتها على الحجر لتصبح كأنها وشم خالد. هذا المعنى يتماشى مع مضمون الفيلم الذي يرصد التحولات الكبرى في حياة أبطاله، وكيف يمكن للتجربة القاسية أن تتحول إلى علامة لا تُمحى في الذاكرة الفردية والجماعية.
إخراج وإنتاج مشترك
الفيلم من توقيع المخرجة المغربية ليلى التريكي، التي استطاعت من خلال رؤيتها السينمائية أن تمزج بين الواقعية والبعد الشعري للصورة. العمل إنتاج مشترك مغربي–فرنسي، صُوِّر بين مدينتي طنجة وبوردو، وشارك فيه نخبة من الفنانين، أبرزهم نادية النيازي والجيلالي فرحاتي، إلى جانب وداد إلما ومحمود نصر.
هذا التعاون العابر للحدود يعكس طبيعة الفيلم الذي يتناول قضايا الهجرة والتنوع الثقافي، مسلطاً الضوء على قصص حقيقية مستوحاة من الواقع، في محاولة لإيصال صوت المهمّشين والمغتربين إلى الشاشة الكبيرة.
جولات وجوائز سابقة
لم يكن فوز "وشم الريح" في قازان هو الأول في مسيرته، إذ سبق أن عُرض لأول مرة في سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين السينمائي عام 2024، حيث لفت الأنظار بموضوعه وأسلوبه البصري المميز. كما نال جائزة نور الدين الصايل في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية بالمغرب، ليؤكد حضوره على الساحة السينمائية العربية والدولية.
مهرجان قازان الدولي 2025
مهرجان قازان الدولي الذي أُقيم هذا العام في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية حمل شعار: "من خلال حوار الثقافات إلى ثقافة الحوار". ويُعد المهرجان منصة سينمائية فريدة تحتفي بالأفلام القادمة من مختلف أنحاء العالم، مع تركيز خاص على الأعمال التي تتناول قضايا التعايش والهوية والثقافات المتعددة.
البرنامج ضم هذا العام مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية والرسوم المتحركة، إلى جانب قسم مميز بعنوان "أيام السينما المغربية"، ما منح الأفلام المغربية والعربية فرصة أكبر للانتشار والتعريف بثراء تجاربها. فوز "وشم الريح" بجائزة لجنة التحكيم في هذا السياق يعزز حضور السينما العربية كجزء أساسي من الحوار الثقافي العالمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.