شهدت السينما اليابانية خلال الأيام الماضية حدثاً استثنائياً مع طرح فيلم "قاتل الشياطين: قلعة اللانهاية" (Demon Slayer: Kimetsu no Yaiba). فلم يكد يمر أيام قليلة على بدء عرضه حتى تصدّر شباك التذاكر محققاً إيرادات قياسية، لتؤكد هذه السلسلة من جديد مكانتها كواحدة من أنجح العلامات التجارية في عالم الأنمي والسينما على حد سواء.

تفاصيل "قاتل الشياطين: قلعة اللانهاية"

منذ إصداره رسمياً يوم 18 يوليو/تموز الجاري، حصد الفيلم أكثر من 12.87 مليار ين (ما يقارب 87 مليون دولار أمريكي) عبر بيع 9.1 مليون تذكرة فقط في السوق المحلي. بهذا الرقم، احتل المرتبة التاسعة والعشرين في قائمة الأفلام الأعلى ربحاً في تاريخ اليابان، وهو إنجاز لافت لفيلم أنمي لم يمضِ على عرضه سوى عشرة أيام، وخلال الأيام الحالية عاد مرة أخرى ليتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي.

أرقام قياسية غير مسبوقة

النجاح لم يتوقف عند الإيرادات الإجمالية، بل شمل سرعة تحقيقها؛ إذ دخل الفيلم التاريخ كأسرع عمل يصل إلى 10 مليارات ين خلال ثمانية أيام فقط. وبذلك حطم الرقم الذي سجله فيلم "قاتل الشياطين: قطار موغن" عام 2020، والذي استغرق عشرة أيام للوصول إلى الرقم نفسه.
كما سجّل الفيلم أعلى إيرادات افتتاحية في تاريخ السينما اليابانية، حيث جمع 5.9 مليار ين في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، متفوقاً على معظم الإنتاجات المحلية والعالمية التي عُرضت سابقاً في اليابان. كذلك حصد أعلى إيراد يومي في تاريخ دور العرض، وهو ما جعل النقاد يصفونه بأنه ظاهرة جماهيرية تتجاوز مجرد فيلم أنمي.

عرض عالمي واهتمام متزايد

لم يقتصر النجاح على السوق الياباني، إذ بدأ الفيلم يُعرض في عدة أسواق عالمية أبرزها الهند اعتباراً من 12 سبتمبر/أيلول 2025، وسط توقعات بأن يكرر نفس الأداء المذهل. وجرى توزيعه بوساطة Crunchyroll وSony Pictures Entertainment بعدة لغات، تشمل النسخة اليابانية مع الترجمة الإنجليزية، وأخرى مدبلجة بالهندية، إضافة إلى إصدارات بتقنيات IMAX وصيغ السينما المتقدمة.
الانتشار العالمي يأتي في ظل توسع قاعدة معجبي سلسلة "قاتل الشياطين" بفضل توفر المواسم السابقة عبر منصات كبرى مثل Netflix وDisney Plus، بينما تعرض الحلقات الجديدة على Crunchyroll بالتزامن مع اليابان. هذا التوسع الرقمي ساعد على تكوين جمهور عالمي يتابع العمل بشغف، ما رفع سقف التوقعات لنجاح النسخة السينمائية الأخيرة.

قصة ملحمية ومواجهة محتدمة

تواصل أحداث الفيلم الجديد استكمال رحلة "تانجيرو كامادو" وفيلق قاتلي الشياطين في مواجهة الشر المطلق الذي يمثله "موزان كيبوتسوجي"، المسؤول عن تحويل البشر إلى شياطين. ويحمل فيلم "قلعة اللانهاية" جرعة مضاعفة من التشويق، حيث يتعين على الأبطال خوض معارك دامية داخل القلعة التي تمثل معقل قوى الظلام.
ويُركز الفيلم على معاناة "تانجيرو" وهو يسعى لإنقاذ شقيقته "نيزوكو" التي تحولت إلى شيطانة، إلى جانب مشاركة شخصيات محبوبة مثل "زينيتسو" و"إينوسكي" في خط المواجهة. كما يظهر أعمدة "الهاشيرا"، الذين يمثلون نخبة المحاربين، ليواجهوا التحدي الأعظم في السلسلة حتى الآن.

بين النجاح الفني والتجاري

يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى استوديو Ufotable الذي تولى الإنتاج بجودة بصرية مذهلة، امتزجت فيها تقنيات التحريك المتطورة مع تصميمات معارك خلّابة أبقت الجمهور مشدوداً طيلة وقت العرض. النقاد أشاروا إلى أن الفيلم لم يقتصر على مشاهد الأكشن، بل قدّم لحظات عاطفية مؤثرة عززت ارتباط المشاهدين بالشخصيات.
ويرى متابعون أن قوة العمل تكمن في حفاظه على التوازن بين وفائه للقصة الأصلية المستندة إلى المانغا، وبين إضافة لمسات سينمائية جديدة جعلت التجربة أشبه بملحمة بصرية ضخمة. هذا التوازن ساهم في جذب جمهور الأنمي التقليدي وكذلك فئة جديدة من رواد السينما الباحثين عن تجربة غير اعتيادية.