وعند عرض فيلم الممر، اندفع كثيرون للبحث عن العمليات الحقيقية التي استلهمها العمل، تماماً كما حدث سابقاً مع أفلام مثل "الطريق إلى إيلات"، رغبة في التعرف على الأبطال الحقيقيين الذين خاضوا تلك المعارك على أرض الواقع، وساهم الفيلم فى تسليط الضوء على أسماء أبطال مجهولين شاركوا فى عمليات نوعية بالغة الصعوبة، كانت بمثابة الممهد الأساسى لانتصارات أكتوبر المجيدة، بعد أن كبّدوا العدو خسائر كبيرة خلال حرب الاستنزاف.

حقق فيلم الممر نجاحاً جماهيرياً كبيراً منذ عرضه، خاصة مع أداء الفنان أحمد عز الذى جسد شخصية المقدم نور، أحد أبطال الجيش المصرى فى تلك الفترة، حيث قدّم نموذجاً للجندى الذى لم يعرف الهزيمة رغم قسوتها، وشارك فى بطولة الفيلم نخبة من النجوم الذين نجحوا فى تجسيد روح البطولة والوطنية، ليقدّم العمل ملحمة درامية حقيقية تمزج بين المعارك الميدانية والمشاعر الإنسانية العميقة.

أثار الفيلم حالة من الفخر الوطنى بين المصريين، الذين تابعوه بشغف فى المنازل والمقاهى والساحات العامة، متأثرين بمشاهد البطولة والتضحية، امتزجت أثناء المشاهدة الدموع بالابتسامات والهتاف بالتصفيق، فى لحظة استحضرت فيها الذاكرة الجمعية روح الصمود والانتصار، لتؤكد أن "الممر" لم يكن مجرد فيلم حربي، بل رسالة وعي ووفاء لجيل صنع النصر من قلب الهزيمة.