الطفل / سيدتى

دراسات تؤكد: تأثير على النمو العقلي والجسدي للرضع

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

منذ اللحظة الأولى التي يفتح فيها الرضيع عينيه على العالم يبدأ تطوره؛ حيث تتداخل العوامل البيئية مع التغيرات الداخلية لدماغ الرضيع وحواسه، مما يشكّل إطارًا لعلاقته بالعالم المحيط به، وعلميًا تبدأ الصلة بين النمو العقلي والجسدي للرضيع والبيئة التي ينشأ فيها للتفاعل العاطفي والاجتماعي وحتى نوعية التغذية وقدر العناية اليومية بالرضيع.
وتقرير اليوم يشير إلى آخر الدراسات التي أعدت حول تأثير على تطور الطفل الرضيع، وكيفية تقديم رعاية مدروسة تعزز نموه الصحي والجسدي والعقلي، والتي يتحدث عنها الدكتور حاتم الببلاوي أستاذ طب النفس ومحاضر التنمية البشرية بالتفصيل في صورة أفكار متعددة.

تأثير البيئة في المرحلة المبكرة من حياة الرضيع

تأثيرالبيئة عميق على الرضيع منذ مولده

تؤكد الدراسات الحديثة على أن البيئة التي ينشأ فيها الرضيع لها تأثير عميق وطويل المدى على نمو الرضع العصبي والسلوكي.
في الأسابيع والأشهر الأولى من حياته، يمر الرضيع بتطور سريع في جميع الجوانب الجسدية والنفسية، ويبدأ في بناء الأساسيات التي سيعتمد عليها في الحياة المستقبلية.
على سبيل المثال، تؤكد الأبحاث إلى أن الدماغ البشري يتطور بسرعة أكبر في السنوات الثلاث الأولى من العمر مقارنة بأي وقت آخر في الحياة.

أهمية متابعة علامات نمو الطفل في المراحل العمرية..تعرفي إليها وتعاملي معها

التأثيرات المبكرة على الدماغ

دماغ الطفل ينمو بسرعة في سنواته الأولى

بحسب دراسة نشرتها مؤسسة The National Institutes of Health" (NIH)، أن دماغ الطفل تنمو بسرعة خلال الأشهر الأولى من الحياة.
هذه الفترة من النمو العصبي تعتبر حاسمة لتطوير العديد من الوظائف العقلية الأساسية مثل: التعرف على الأصوات والوجوه، وكذلك تكوين المهارات اللغوية الأولية.
وتُظهر هذه الأبحاث أن تجارب الطفل المبكرة، مثل التفاعل مع أمه أو الطبيب المتابع، تساعد على بناء الروابط. العصبية التي تدعم تطور الدماغ.
من المعروف أن أدمغة الأطفال في هذه المرحلة تكون قابلة للتكيف بشكل هائل، أي أن البيئة التي يتعرض لها الرضيع يمكن أن تؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ.
على سبيل المثال، الأطفال الذين يعيشون في بيئات مليئة بالتحفيز والمحفزات مثل الألوان الزاهية والأصوات والأنشطة التفاعلية، تكون لديهم الدماغ أكثر مرونة وقدرة على التعلم والتكيف.

التأثيرات العاطفية والاجتماعية

تأثير الروابط العاطفية بين الأم والطفل على نموه

تعد الروابط العاطفية بين الطفل وأمه أو من المقربين حوله، من العوامل الأساسية التي تؤثر في تطور الطفل العقلي والجسدي.
وفقًا لدراسة نشرها معهد "Harvard University Center on the Developing Child" ، أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون لرعاية مُحبة وآمنة تتعزز لديهم مشاعر الثقة والاستقرار العاطفي.
على النقيض، الأطفال الذين ينشئون في بيئات غير مستقرة، أو يواجهون سوء المعاملة أو الإهمال العاطفي قد يواجهون صعوبة في تطوير مهارات اجتماعية وصحة عقلية جيدة.
كما أن تأثير التفاعل العاطفي يمكن أن يكون بعيد المدى، ويؤثر على قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين عندما يكبر.
يتعلم الرضيع في الأشهر الأولى كيفية تنظيم مشاعره واستجابته للمواقف العاطفية من خلال مراقبة ردود الفعل العاطفية للأم أو الطبيب.
وعندما تكون هذه الردود مرنة وداعمة، فإن الطفل يصبح أكثر قدرة على التكيف مع المشاعر والمواقف المختلفة.

تأثير التفاعل الاجتماعي

ابتسامة الطفل بسبب التفاعل بينه وبين أمه

في الأشهر الأولى، يبدأ الطفل في التفاعل مع المحيطين به من خلال تفاعلات بسيطة مثل ابتسامات الطفل، التحديق، والإصغاء للأصوات.
هذا النوع من التفاعل الاجتماعي- كما تشير الدراسات- لا يساعد فقط في تطوير المهارات العاطفية، ولكن أيضًا في تعزيز الاتصال العصبي في الدماغ.
حيث تتسبب هذه الأنشطة التفاعلية في زيادة النشاط العصبي الذي يعزز تطور المهارات الحركية الدقيقة والتواصل اللفظي.
وأظهرت دراسة في مجلة "Developmental Science" أن الأطفال الذين يتمتعون بتفاعل اجتماعي مستمر مع والدتهم أو من حولهم يتطورون بشكل أسرع في المجالات اللغوية والاجتماعية مقارنةً بالأطفال الذين يفتقرون إلى هذا النوع من التفاعل.

التغذية وأثرها على النمو العقلي والجسدي

الرضاعة الطبيعية وأثرها على الدماغ

التغذية هي عامل أساسي في دعم نمو الطفل في أشهره الأولى؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن نوع الغذاء الذي يتلقاه الرضيع يمكن أن يكون له تأثير عميق على نمو الدماغ، وخاصة خلال الأشهر الأولى.
تُعتبر الرضاعة الطبيعية من أكثر العوامل تأثيرًا في نمو الطفل العقلي والجسدي، إذ يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع لتطوير دماغه وأعضائه الحيوية.
كما أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية يظهرون قدرة أعلى على التحصيل الأكاديمي والقدرات المعرفية مقارنةً بالأطفال الذين يتلقون الحليب الصناعي.
كما يُعتقد أن الرضاعة الطبيعية تزود الرضيع بالأحماض الدهنية الأساسية مثل DHA التي تُعتبر ضرورية لنمو الدماغ وصحة العين.
كذلك، تحتوي الرضاعة الطبيعية على أجسام مضادة تساعد في تقوية جهاز المناعة للطفل، مما يساهم في نموه بشكل عام.

التغذية السيئة وتأثيرها على النمو العقلي

على الجانب الآخر، تشير الدراسات إلى أن التغذية السيئة أو نقص التغذية في المراحل المبكرة من الحياة قد يكون له تأثير سلبي على النمو العقلي والبدني.
و الأطفال الذين يعانون من نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد والزنك قد يواجهون تأخرًا في التطور العقلي والقدرات المعرفية.
فمثلًا، نقص الحديد في الأشهر الأولى قد يؤدي إلى تأخر في المهارات الحركية واللغوية، وتُظهر دراسات أخرى في مجلة "The Lancet" أن نقص التغذية يمكن أن يضعف النمو العصبي على المدى البعيد، مما يؤثر على قدرة الطفل على التعلم والتكيف مع المحيط الاجتماعي.

طرق وأساليب تعزيز النمو العقلي والجسدي في البيئة المحيطة:

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تعزيز النمو العقلي والجسدي للطفل الرضيع، وتحقيق أقصى استفادة من البيئة التي ينشأ فيها.
من خلال توفير بيئة محفزة وآمنة، يمكن للوالدين أو المحيطين بالطفل أن يساهموا في تحسين مهارات الطفل المعرفية والاجتماعية.

الألعاب والأنشطة التفاعلية

التفاعل مع الألعاب والأنشطة المناسبة لعمر الرضيع يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحفيز نموه العقلي، على سبيل المثال، الألعاب التي تحتوي على ألوان زاهية، أصوات متنوعة، وأشكال مختلفة يمكن أن تساعد في تنمية حواس الرضيع، مما يعزز قدرته على التعرف على العالم من حوله.
الألعاب التي تطلب من الرضيع استخدام يديه أو عينيه يمكن أن تساعد في تطوير مهارات بين اليد والعين.

أنشطة لتعزيز المهارات الحركية لطفلك تعرفي عليها ومارسيها

القراءة والتحدث مع الطفل

من أهم الأنشطة التي يمكن أن تعزز تطور الطفل العقلي في الأشهر الأولى هو التحدث أو قراءة الكتب للأطفال، ذلك وفقًا لدراسة نشرتها "American Psychological Association"، تبين أن الأطفال الذين يتعرضون للغة المبكرة يتطور لديهم الفهم اللغوي بشكل أسرع.
يعتبر التحدث مع الرضيع جزءًا أساسيًا من تعزيز تطور مهارات اللغة، يمكن للأمهات وأولياء الأمور استخدام أسلوب "الحديث الموجه" عند التحدث مع أطفالهم، مثل وصف الأشياء التي يرونها، مما يساعد في بناء مخزون لغوي مبكر لدى الطفل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا