في هذه القصص الواقعية عن تجارب لأمهات عن التحضير للولادة الأولى، تعرضن لمواقف، لم يكنّ على معرفة بتفاصيلها من قبل، وأغلبهن تعرضن للمفاجأة لأنهن لم يطلعن على هذه المعلومات، لأهم حدث في حياتهن حتى تلك اللحظة. منذ ذلك الحين، وهن يعتقدن لو أنهن كن أكثر وعياً بعواقب اختياراتهن التي بدت صغيرة وغير مهمة، لكانت ولادتهن أسهل، وربما حتى تجاربهن المبكرة في الرضاعة الطبيعية، مختلفة. إليك تجارب واقعية لأمهات عن التحضير للولادة الأولى.
تجربة الأم الأولى: أتمنى لو كنتُ أكثر استعداداً لإدارة الألم!

خلال فترة حملي، حضرتُ دورات تحضيرية للولادة في المستشفى المحلي الذي كنتُ أخطط للولادة فيه. أنا متأكدة من أنني قرأتُ كتباً وتحدثتُ مع أصدقائي وعائلتي عن الولادة والمواليد الجدد، لكنني الآن لا أتذكر تفاصيل تلك الموارد أو المحادثات.
كان ذلك عصر يوم أحد قبل أسبوعين من موعد ولادتي. بدأت أشعر ببعض الانقباضات - لم تكن صعبة بل كانت تأتي بانتظام، وأتذكر أنني قرأت أنه بمجرد انتظام الانقباضات ووجود فترة زمنية محددة بينها، يجب أن أتوجه إلى المستشفى. أكلت القليل من التفاح، لأنني تذكرت أيضاً أنني قرأت أنه لا ينبغي لي تناول الطعام أثناء المخاض. لذلك، غادرت أنا وزوجي إلى المستشفى. وكنت في حالة مخاض، كما أكد الفريق الطبي، لأنهم أدخلوني المستشفى.
في المساء، قرر طبيبي أنه من الأفضل فضّ كيس الماء لأن الانقباضات لم تهدأ. قال إن ذلك سيساعد على تسريع المخاض. بعد ذلك، ازدادت انقباضاتي، ولكن ليس كثيراً. قضيت في المستشفى حوالي ست ساعات، ومعظم الوقت كنت مستلقية على السرير. ففكرت أنه من المحرج الاعتقاد بأنني لم أكن أعرف أن الحركة وتغيير طريقة استلقائي يمكن أن يساعدا في تقدم المخاض، وربما يجعلاني أكثر راحة. في وقت ما من الليل، أعطتني الممرضات مسكناً للألم، مما خفف من حدّته وسمح لي بالراحة قليلاً.
كانت بقية الليل ضبابية، لكن عنق الرحم استمر بالتوسع، واشتدت انقباضاتي حتى قبل السابعة صباحاً بقليل، عندما كنتُ مستعدة للدفع. ما زلتُ أرتجف من التفكير في هذا، لكن طبيبي أخبرني أنه من الأفضل إجراء شق تناسلي أولاً لمنع أي تمزق. كان الشق كبيراً، ومع ذلك انتهى بي الأمر بالتمزق. لم أكن أعرف مدى الألم الذي سيسببه هذا الجزء من التعافي، أو أي آثار سلبية دائمة للشق ولكن، بحلول الوقت الذي وصل فيه الطاقم الطبي، كنتُ قد أنجبتُ ابنتي، التي كان وزنها أقل من سبعة أرطال. وعندما أتذكر ولادة ابنتي، هناك أمورٌ عديدة كنتُ أرغب في تغييرها، وهي تبدو واضحةً جداً الآن، لكنني أعلم أنه لا فائدة من لوم نفسي على ما لا أستطيع تغييره. مع ذلك، ربما يفيد هذا امرأة أخرى.
طرق لتسريع الولادة الطبيعية .. هل مررتِ بهذه النجربة؟
أمور كنت أتمنى معرفتها قبل الولادة

- أفكر كم سيكون أكثر راحةً وفائدةً لو بقيتُ في المنزل وهي بيئة مألوفة حتى تتقدم خطواتي أكثر. كنت سأتمكن من التحرك، مما كان سيساعد على تقدم المخاض بشكل أسرع، وكان من الممكن أن أتجنب التدخلات المبكرة وغير الضرورية.
- ما زلت أتساءل حتى اليوم، لو بقيتُ في المنزل لفترة أطول، هل كان مخاضي سيتوقف ليعود مجدداً بعد بضعة أيام أو أسبوع؟ هل أجبرني طبيبي على فضّ كيس الماء قبل أن يكون جسدي مستعداً؟
- أتمنى لو كنتُ أكثر استعداداً لإدارة الألم، بما في ذلك طرقٌ لتخفيفه من دون الحاجة إلى أدوية.
- ذكرتُ سابقاً أنني كنتُ أقضي معظم وقتي في السرير. ماذا لو تحركتُ أكثر؟ مشيت على الأرض؟ وقفتُ تحت الدش؟ ماذا لو كان لديّ دعمٌ إضافي (غير زوجي)؟ مُرافقة ولادة؟ لم أكن على درايةٍ بهذا الأمر حتى بعد ولادة ابنتي.
- كنتُ سأثقف نفسي أكثر خلال فترة الحمل، وأكوّن فريق دعم قبل الولادة. وكان من المفيد لو تمكنتُ من الاتصال أو إرسال رسالة نصية إلى أحد أعضاء الفريق لأطرح أسئلتي بعد خروجي من المستشفى أو حتى أثناء وجودي فيه. كان بإمكاني حتى البدء بحضور اجتماعات السلسلة خلال فترة حملي.
تجربة الأم الثانية: في مركز الولادة يمكنكِ أثناء المخاض التحرك بحرية

كانت قراءة قصص ولادة أمهات أخريات من أكثر الأشياء التي أحببتها خلال حملي. لقد استفدت وتعلمت من قصص الولادة تلك. حيث أدركتُ أيضاً أن الولادة تجربة فريدة لكل أم، بل إن كل ولادة تختلف عن الأخرى. لذلك فكرتُ بمشاركة قصة ولادتي، لعلّ الأمهات يستفدن منها على الأقل. ما زلت أتذكر كل تفصيلة من اليوم الذي ظهرت فيه نتيجة اختبار الحمل إيجابية. وأعتقد أن تلك هي اللحظة التي أصبحت فيها أماً. شيء ما في داخلي تغير فوراً بمجرد أن عرفتُ أنني حامل.
كنا مستعدين للإنجاب ونحاول، فتابعتُ كل شيء. أجريتُ اختبار الحمل المنزلي، وعرفتُ أنني حامل في أقل من عشرة أيام من الحمل. قبل عام قرأت كتاب Mama Natural (أوصي الجميع بقراءته، فهو أفضل كتاب عن الحمل الطبيعي). لذا كنت مستعدة، وأتناول بالفعل فيتامينات ما قبل الولادة، وكنت على دراية بمعظم الأشياء.
بفضل ما تعلمته من الكتاب وما فضّلته، راجعتُ قابلةً وكنت أخطط للولادة الطبيعية من دون أي مسكنات ألم في مركز ولادة. كما التحقتُ أنا وزوجي بدورة تدريبية في الولادة الطبيعية. مع ذلك، لم يكن معظم من حولي، داعمين جداً لذهابي إلى مركز الولادة.
لحسن الحظ، قضيتُ فترةً هادئةً وممتعةً طوال فترة حملي، باستثناء بعض المتاعب البسيطة الشائعة. خلال الشهر الأخير من حملي، كنتُ أستعد وأُجهّز نفسي وأفعل كل ما بوسع الأم فعله لاستقبال طفلنا.
كان ذلك في منتصف مارس ٢٠٢٠. كنتُ حاملاً في الأسبوع التاسع والثلاثين. بدأتُ أشعر بانقباضات براكستون هيكس.
بشكل خفيف، وهي التي تُنشّط الرحم استعداداً للولادة الفعلية. لا تُسبب أي تغييرات في عنق الرحم. لا تدوم هذه الانقباضات طويلاً كالولادة الفعلية. كما أن الشد والتقلصات تقل شدتها مع الراحة أو شرب السوائل أو مرور الوقت.
خلال ذلك الأسبوع، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن انتشار فيروس كوفيد-19 يُشكل مصدر قلق عالمي (جائحة). كانت الأمور مُقلقة بعض الشيء وغير مؤكدة. لكن ما كنا نعرفه هو أننا افترضنا أن كل شيء سيكون على حاله وخططنا لأمور كثيرة. بعد أيام قليلة، عندما كنت في المخاض، فرضت البلد الذي أعيش فيه إجراءات إغلاق، فانقلبت الأمور رأساً على عقب. تخيّلوا لحظة ولادتي. كانت بداية جائحة وفوضى!
بالعودة إلى قصة ولادتي، بدأت مخاضي ليلة الأحد كنت أحسب وقت المخاض وأتابعه. كان في مرحلة مبكرة. ولكن لأني أجريت فحص الأسبوع التاسع والثلاثين، اطمأننت أنه كان اتساع عنق الرحم لديّ سنتيمترين فقط.
ثم عدنا إلى المنزل. كانت الانقباضات قوية، لكنها لم تكن منتظمة. كنتُ أعاني من ألم المخاض طوال الليل والنهار. قررنا الذهاب إلى مركز الولادة صباحاً، حيث كانت الانقباضات قوية لكنها ما زالت غير منتظمة. عندما فحصتني، كان حجمها لا يزال ٢-٢.٥ سم. كان من المحزن معرفة أن انقباضاتي ليست كافية لتوسيع عنق الرحم.
نصحتني القابلة بالراحة وممارسة بعض الأنشطة بين الحين والآخر. وأوضحت أنني أواجه حالة مخاض مبكرة، أي انقباض غير منتظم ينتج عنه اتساع طفيف لعنق الرحم. يُعتبر "مخاضاً كاذباً"، ولكنه مخاض حقيقي، يزداد تواتر وشدة الانقباضات بمرور الوقت.
كنت أعرف ما هو المخاض المُبكر، لكنني لم أتوقع حدوثه. وهذا الدرس الأول، حيث بدأت انقباضات قوية حوالي الساعة العاشرة مساءً، وظللتُ طوال الليل أعاني من ألم المخاض من دون نوم. مع ذلك، كانت انقباضاتي غير منتظمة، لذا سئمت من توقيتها. كنتُ أعاني من ألم الولادة على السرير، أو على المقعد، أو على الأرض. أراد زوجي الاتصال بالقابلة، لكنني ظننتُ أنني ما زلتُ أعاني من ألم الولادة المبكرة.
كنت أرغب في المخاض في المنزل قدر الإمكان أو الانتظار حتى الصباح. كان ألم الانقباضات يزداد، لكنها مع ذلك لم تكن منتظمة. عانى زوجي من رؤيتي متألمة، وقال إننا سنتصل بالقابلة أو نذهب إلى مركز الولادة في الصباح مهما حدث.
ما كنت أكرهه هو قولهم "لا يزال الأمر في مرحلة مبكرة من المخاض" وإعادتي إلى المنزل، لذلك أبتلع كل الألم.
صباح الأربعاء، وبعد ليلةٍ سهرناها، اتصلنا بالقابلة. فقالت لي: تعالي إلى مركز الولادة حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً. وصلنا في الموعد المحدد وأُدخلنا المستشفى، حيث كان اتساع عنق الرحم لديّ ٥-٦ سم. كنا في غاية السعادة والحماس لرؤية ملاكنا الصغير. كنتُ أعاني من آلام الولادة، على الكرة، على السرير، ومشيتُ قليلاً. قالوا إنني أجيد التعامل مع الانقباضات. التي كانت تأتي في أقل من ثلاث دقائق وتستمر لأكثر من دقيقة. سأجري فحصاً آخر بعد ساعتين تقريباً، كنت أرتجف وأشعر بالغثيان. ظننت أنني في مرحلة انتقالية إلى المرحلة النهائية.
استمرّ مخاضي، وكانت القابلة تُدلك ظهري. مع أن الانقباضات كانت مؤلمة كما هو متوقع، إلا أنها كانت هادئة. كنت أستمتع بكل لحظة، ومتحمسة لرؤية طفلنا. مع ذلك، لم أحقق أي تقدم، في هذه المرحلة، اقترحت القابلة تفتيت ماء الولادة. قلتُ لها: "لننتظر ساعةً واحدةً"، فوافقت. بعد ساعةٍ تقريباً، فحصتُ الرحم مرةً أخرى، ولم يُحرز أي تقدم. مارستُ تمارين القرفصاء، وبذلتُ جهداً في وضعياتٍ مختلفةٍ في منطقة الالتصاق كما اقترحت، واستخدمتُ كرة الفول السوداني، ولكن من دون جدوى. انفجر كيس الماء لديّ، آملةً أن تتحسن الأمور أسرع. وقالت إنه إذا لم تتحسن حالتي حتى الساعة الخامسة أو السادسة مساءً، فمن الأفضل أن أفكر في نقلي إلى المستشفى، لأن المخاض استمرّ قرابة ثلاثة أيام، ويجب ألا نخاطر ونُعقّد الأمور.
قالت القابلة إن جسدي متعب ويبدو أنه غير قادر على الاسترخاء التام لتوسيع عنق الرحم بدون مسكنات ألم قبل الولادة. لم أوافقها الرأي. لم تُلحّ عليّ، بل أعطتني الوقت الذي أردته، وتركت لنا القرار. تمشّيتُ في الفناء الخلفي. مارستُ بعض التمارين الخفيفة لمساعدة عنق الرحم على الاتساع كما اقترحت القابلة. استلقيتُ على الوسادة وبدأتُ بالولادة مع الكرة، وجرّبت طريقة جلوس مختلفة. في هذه المرحلة، كانت الانقباضات شديدة، وكان الألم في عظم العانة. قالوا إن السبب ربما هو أن الجنين ليس في طريقة جلوس مثالية، وأنه يحاول التنقل.
وعندما قررنا أخيراً الانتقال إلى المستشفى، لم أكن سعيدة جداً لأن خطتي لم تنجح. والحمد لله، كان طبيب أمراض النساء والتوليد في الخدمة ذلك اليوم. وما إن وصلتُ المستشفى حتى أحاط بي أربعة أو خمسة أشخاص، الأسلاك والإبر وجهاز المراقبة. كان الأمر ثقيلاً عليّ للغاية! شعرتُ وكأنني في حالة طوارئ، لا ولادة طبيعية.
انتظرتُ حوالي نصف ساعة لأخذ التخدير فوق الجافية. أردتُ التبول، لكنني لم أستطع. كان الأمر مؤلماً للغاية. كان جسدي منهكاً؛ بالإضافة إلى ذلك، سرير المستشفى ليس مريحاً كما أن حركتي كانت مقيدة، ولم يُسمح لي حتى بشرب الماء. بينما كنت أنتظر التخدير فوق الجافية، صرختُ على الممرضات وسألتهنّ: لماذا يُبقونني هنا كل هذا الوقت؟ فشرحوا لي، لكنني كنتُ منزعجة ومتعبة من طول المخاض.
أخيراً، حصلتُ على تخدير فوق الجافية، وتمكنتُ من أخذ قيلولة. بعد حوالي ساعتين، اتسع عنق الرحم تماماً، وامتُحِيت تماماً، وارتحتُ واستعديتُ للولادة. وقد دفعتُ لمدة ٢٥ دقيقة فقط، ووُلد الطفل. كان ذلك يوم الخميس تقريباً، الساعة ١١:٥٠ مساءً. كانت لحظة مؤثرة للغاية عندما رأيتُ طفلنا الصغير وحملته. بكيت وضحكتُ في آنٍ واحد.
أمور كنت أتمنى معرفتها قبل الولادة

- لا أستطيع التحكم بكل شيء. فمهما استعديتُ، ومهما كان حملي سهلاً وهادئاً، ومهما فعلتُ، فمن المستحيل السيطرة على كل شيء. أحياناً تحدث أمورٌ لا أفهم سببها في تلك اللحظة. لا يجب أن أعاقب نفسي على ذلك.
- رغم أنني لم أكن سعيدة لأن ولادتي لم تسر كما تخيلتها تماماً، إلا أنني الآن أفهم لماذا حدث ذلك. لقد تعلمت الكثير منه. أنا ممتنة لذلك، وسأكرره بلا شك.
- في مراكز الولادة، تكون التدخلات الطبية أقل. القابلات مدربات ومتخصصات في دعم الحمل والولادة الطبيعية. كما أنهن يدركن أن الولادة تجربة شخصية للغاية، وأن على كل امرأة اتخاذ قراراتها الخاصة بنفسها وطفلها.
- في مركز الولادة، يمكنكِ أثناء المخاض التحرك بحرية، وتناول الطعام والشراب، والاسترخاء في حوض الاستحمام أثناء الولادة، والحصول على كل الراحة التي يمكنكِ الحصول عليها في منزلكِ. كما يمكن للقابلات الحضور إلى منزلكِ ومساعدتكِ في الولادة المنزلية إذا كنتِ تفضلين ذلك.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.