أنت لا تتفاجئين إذا رسب طفلك في الاختبارات، لأنك إذا كنت متابعة لتحصيل ابنك الدراسي، فأنت تعرفين مستوى ذكاء طفلك، وقدرته على الدراسة، وبما أنه يتدرب بجد لهذه الاختبارات، فسيكون هذا الرسوب خيبة أمل كبيرة له، سيشعر وكأن كل جهده ذهب سدى.
المهم أنه من الصعب عليك مشاهدته يمرّ بمثل هذه الفترة العصيبة، وفي الوقت نفسه، لم يكن الفشل في اختبارات القراءة والرياضيات أمراً جديداً عليك لكنك ستحزنين ربما لعدم قدرتك على تخفيف خيبة أمله، لكن يمكنك اتباع هذه الخطوات التي يرشدك إليها الأطباء والمتخصصون، واختيار عبارات معينة لكي تكوني قريبة من طفلك.
ما هي العبارات التي يجب تجنب قولها للطفل الراسب؟

ماذا تقولين عندما يحصل على درجة سيئة؟ أو عندما يُخطئ في النكتة التي يحاول قولها، فيضحك الجميع عليه بدلاً من أن يضحكوا معه؟ لا بد أن الأمر يختلف من موقف لآخر، لذا أنت لست متأكدة من أن اتباع نمطية معينة في محاولة التوصل إلى الرد الصحيح فكرة جيدة. مع ذلك، هناك بعض الأمور التي ربما لا ينبغي لنا قولها:
"إنها ليست نهاية العالم"
هذا كلام صحيح. إنها ليست نهاية العالم. وعلى الأرجح، سيكون ألم ذلك الفشل قصير الأمد، ولكن في تلك اللحظة التي تنهمر فيها دموع الطفل، وعندما يكون العار عميقاً جداً، وعندما لا يستطيع الطفل ببساطة رؤية الطريق إلى الأمام، فإن استخفاف أحد الوالدين بما حدث له ليس بلسماً مهدئاً، هناك وقت مناسب لتقديم هذا النوع من المنظور، ولكن في الوقت نفسه، قد يحتاج الطفل أكثر من هذا المنظور إلى والدة تشعر به حقاً، شاركيه حزنه من دون محاولة إخباره بمدى ضآلة الألم الذي يشعر به حقاً.
"أنت أفضل من ذلك"
معظمنا لديه توقعات عالية من أطفالنا، وهذا أمر جيد، أعتقد أننا نسيء لأطفالنا عندما لا نحفزهم على تحقيق أهداف أعلى، ولكن عندما يكون الطفل في خضم فشل، فقد لا يكون هذا هو الوقت المناسب لتذكيره بتلك التوقعات، فبينما قد يكون صحيحاً أنه بإمكانه التفوق -أن يدرس بجد، أو يراقب الكرة عن كثب، أو ينتبه أكثر- فقد يكون صحيحاً أيضاً أننا بالغنا في تقدير سقف طموح طفلك الحقيقي. حينها، تأتي لحظة تتوقف فيها كل تلك التوقعات التي نضعها لأطفالنا عن كونها تحدياً مثيراً ومحفزاً لهم، وتصبح عبئاً ثقيلاً عليهم.
"لا يتعين عليك القيام بإعادة التجربة إذا رغبت أبداً"
هذه العبارة هي الطريق الأسهل، لنا كآباء ولأبنائنا. عندما نرى أطفالنا يجربون شيئاً ما، سواءً رياضةً أو آلةً موسيقيةً أو ربما مادةً دراسيةً أصعب، ويفشلون، هناك شيءٌ بداخلنا يريد الهرب، ونحن لا نريد الهرب من أجل أطفالنا فحسب، بل نريد الهرب من أجل أنفسنا. لذا، عندما يأتي الفشل، يكون أسهل شيء في العالم هو تقديم مخرج سريع. وفي هذه الحالة قد تقولين لطفلك: "يمكنك ترك الفريق. يمكنك التوقف عن ممارسة العزف على الأورغ، يمكنك ترك الصف"، لكن هذا أيضاً خطأ، لأن الهرب السهل يُعلّم الهرب السهل، بالطبع، لهذا حدود، لكننا نسمح لأطفالنا بسرعةٍ كبيرةٍ بتطوير عقلية التخلي بدلاً من عقلية المثابرة.
"يؤسفني أنك فشلت"
تجنبي لوم الطفل الذي لم ينجح، وقول عبارات مثل "لماذا فشلت؟" أو "كان عليك أن تبذل جهداً أكبر" ستُضعف ثقتهم بأنفسهم، الامتحانات تجربة مُرهقة للغاية، ومن السهل الشعور بالإحباط بعد الرسوب، إن لوم الطفل بشكل مفرط يمكن أن يكون له آثار سلبية على نموه وتطوره، قد يشعر الطفل بالذنب، وفقدان الثقة بالنفس، والخوف من ارتكاب الأخطاء، والعدوانية أو الانسحاب. كما قد يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والتحصيل الدراسي مستقبلاً.
تصرفات تدمر شخصيّة طفلكِ في المستقبل
وعبارات تجنبي قولها!
"يبدو أنك لم تدرس جيداً"
لنتوقف عن قول ما يُنكر جهود الفاشلين، فقول "لم تبذل جهداً كافياً"، أو "كان عليك بذل المزيد من الجهد" يُضعف حماسهم ودوافعهم، فالنجاح لا يقتصر على اجتياز الامتحانات فحسب، بل هو ثمرة جهد متواصل وتعلم من الإخفاقات.
العتاب المستمر للطفل عند الفشل قد يخلق لديه خوفاً من تجربة أي شيء جديد أو اتخاذ القرارات لدى الطفل، خوفاً من الوقوع في الخطأ وتلقي اللوم، كما أن كثرة العتاب قد تؤدي إلى شعور الطفل بالرفض أو عدم التقدير من قبل والديه، مما يخلق فجوة عاطفية بينهما، وربما يؤدي إلى سلوك دفاعي أو عدواني.
عليك فعل هذا في المرة القادمة"
هذه نصيحة متعالية، لا تقدميها لمن لم ينجح، حتى لو أردتَ تقديم اقتراحات مثل "لو كنتُ مكانك، لفعلتُ الأمر بهذه الطريقة"، تجنّبي استخدام نبرة تبدو متعالية، فرض وجهة نظرك قد يُشعرهم بأن "لا أحد يفهمني"، مما قد يُعمّق حزنهم.
وهذه النصيحة تخيف الطفل، وتمنع القدرة على اتخاذ القرار السليم، كما تميل شخصيته للتذبذب والتردد دائماً، الخوف يعرض الطفل للفشل في التحصيل الدراسي، نتيجة خوفه من السؤال عما يشغله أو ما لا يستوعبه من المعلمين، خشية التعرض للنقد.
كيف تجعلين طفلك يتقبل الخسارة وتغيرين من موقفه؟
ما هي العبارات التي يمكن قولها للطفل الراسب؟

عندما يفشل ابنك في امتحان القبول، من المهم التعبير عن "تعاطفك مع مشاعره" و"الثناء على جهوده"، لوم الآخرين على فشله أو تقديم نصائح متعالية له سيؤذي مشاعره، لذا من الأفضل تجنب ذلك، وهذا ما تقولينه من العبارات الآتية:
اختاري التعبيرات المناسبة بناءً على علاقتك به:
- أشعر بخيبة أمل قليلاً من النتائج، لكنني أعلم أنك بذلت جهداً كبيراً، ستُحسن صنعاً في المرة القادمة! إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، فأخبرني!
- سمعتُ بنتائج امتحاناتك، الأمر صعبٌ الآن، لكن جهودك لن تضيع سدىً، سأدعمك دائماً؛ لنعمل معاً للخطوة التالية!
- هذه النتيجة مخيبة للآمال، لكن جهدك لن يضيع سدى، استعد للفرصة القادمة!
- أنا آسفة على النتيجة، لكنني أرى كم بذلتَ من جهد، الفشل ما هو إلا خطوة نحو النجاح، لنعمل معاً في المرة القادمة!
- ربما لم يكن الامتحان جيداً، لكنني فخورة بجهودك، سأدعمك دائماً؛ لنحاول مجدداً في المرة القادمة.
- رغم أنني مُحبطة من النتيجة، لكنني فخورة بجهدك، سأكون دائماً بجانبك، فلا تيأس في الامتحان القادم!
- من المؤسف النتائج، لكنني أعتقد أن جهودك رائعة، لنواصل تشجيع بعضنا البعض!
- سمعتُ بنتائج الامتحان، أعلم أن هذا صعب عليك، لكن بدعمك، سنكون بخير، لنتجاوز هذا معاً.
- النتائج مخيبة للآمال، لكن فلنتطلع إلى الأمام ونبذل قصارى جهدنا في الفرصة القادمة.
- أنا مُحبط من نتائجك، لكنني أُقدّر جهدك، سأكون دائماً بجانبك؛ لنُفكّر معاً في الخطوات التالية.
- سمعتُ بنتائج امتحانك، أعلم أنك اجتهدتَ، لذا أشعر بخيبة أمل أيضاً، لكنني أؤمن بقدرتك على النجاح، هيا نعمل معاً!
- "لم تنجح في الامتحان، وأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة، ولكنني فخورة بجهودك".
أخطاء عند تربية الطفل تجعله شخصية مترددة
أشياء يمكن القيام بها لتخففي عن ابنك الراسب

أن تشاهدي طفلك يفشل في رياضة، أو درس، أو لقاء اجتماعي، أو أي شيء آخر؛ كأمهات لا يمكننا إيقاف هذه اللحظات؛ ولا ينبغي لنا أن نحول الفشل إلى تجربة مروعة، لكنه معلم رائع. لذا، إذا كنت ستسامحين طفلك الذي فشل في بعض الأمور، فمن الأفضل أن تعلمي كيف تتعاملين مع طفلك بشكل مناسب عندما يفشل، وتصرفي كالآتي:
أعطيه اهتمامك الكامل
قومي بتهيئة بيئة داعمة لابنك للتعبير عن مشاعره. وحددي مكاناً هادئاً ومريحاً حيث يمكنكما التحدث من دون أي تشتيت، ثم شجعيه على مشاركة مشاعره، اطرحي عليه أسئلة مثل: "هل يمكنك إخباري بما تفكر فيه الآن؟".
استخدمي تقنيات الاستماع الفعّال لتظهري له أنك مُنهمكة تماماً في الحديث، تواصلي معه بصرياً، وأومئي برأسك، واطرحي أسئلةً توضيحية، لكن تجنبي أيضاً مقاطعته أو تقديم نصائح غير مرغوب فيها لدى الأطفال، فقط امنحي طفلك مساحةً ليشارك أفكاره ومشاعره أولاً.
ساعديه على وضع الأمور في نصابها الصحيح
بعد أن ينتهي من مشاركة أفكاره، شجعيه على تبني نظرة أكثر إيجابية، ذكّريه بنجاحاته السابقة، وأشيري أيضاً إلى التقدم الذي أحرزه قبل الاختبار وبعده، تحدثي عن أن الاختبار ليس إلا لمحة سريعة عن أدائه، ولا يُعرّفه كشخص، وأن الفشل لا يُظهر قدرته على النجاح في مجالات أخرى.
ذكّريه أيضاً أن كل شخص يفشل في مرحلة ما من حياته، وأحياناً يفشل كثيراً، شاركيه قصة فشل وكيف تغلبت عليها، أردت أن أجعله يرى أن الفشل ليس نهاية العالم، وأنه من الممكن تجاوزه وتحقيق النجاح .
خططا معاً للاختبار القادم
بعد ذلك، حوّلي تركيزك إلى المستقبل وفكّري في سبل تحسين أدائه في المرة القادمة، راجعي بعض المواد التي غطّاها الاختبار ولاحظي مواطن الصعوبة التي واجهها، على سبيل المثال، اسأليه: "ما أصعب جزء في مسائل الرياضيات؟"، سيساعدك هذا في تحديد تحدياته في مسائل الرياضيات متعددة الخطوات.
ثم ضعي خطةً لمواجهة هذه التحديات في المنزل والمدرسة، تحدثي عن أهمية الدفاع عن النفس، شجعيه على التواصل مع معلمه لمزيد من الدعم، وتحدثي أيضاً عن طلب المساعدة من موظفي المدرسة الآخرين، مثل المساعدين المهنيين.
قد يكون الأطفال قاسين على أنفسهم عند الفشل، ابنك ليس استثناءً، في النهاية علمي ابنك التخلص من ضغوط الاختبارات، فهذا يؤدي إلى تبنّي موقف أكثر صحة تجاه الفشل، واجعليه أكثر استعداداً للمخاطرة وتجربة أشياء جديدة.
تجربتي مع ابني الراسب وكيف انتهى الجدل إلى اعتراف بالأخطاء!
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.