الطفل / سيدتى

تجربتي مع أطفالي وأمي في العطلة.. غيَّرت وأضافت الكثير!

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

تحكي سعاد، وهي أم لثلاثة أطفال، ما يرددونه عند بدء العطلة: "ماما، هل سنذهب إلى بيت جدتي هذه العطلة؟ كم يوماً أعده على أصابعي حتى نذهب لرؤية جدتي؟ متى سنذهب؟ وكم يوماً سنبيت عندها؟" سؤال من وراء سؤال يكرره أطفالي كل بطريقته بالبيت، وهو ما يحدث في كثير من البيوت مع كل موسم للإجازات، وهذا ليس بغريب؛ فهناك الكثير من العائلات، لا تعني العطلة لديهم مجرد سفر إلى مدينة ساحلية أو جبلية، بل يفضلون التجمع مع العائلة الممتدة: الجدات، الأعمام، الخالات، وأبناء العمومة ولو لأيام أو أسابيع.
يدعم كلامي أنني قرأت إحصاءات اجتماعية حديثة تؤكد أن 64% من الأمهات في العائلات الممتدة لاحظن أن وجود الجدات والأجداد بوصفهم جزءاً في حياة أحفادهم ولهم دور في الرعاية، يساهم في تقليل التوتر وتحسين توازنهم العاطفي، بالإضافة إلى تخفيف العبء النفسي عن الأمهات والآباء.
والآن إليكم تجربتي وكيف أضافت رحلتي مع أطفالي وأمي الكثير والمفيد، ومعها أعطتني رؤية جديدة للتربية من خلال دفء الجدات والعمات والخالات، وتفاصيل أخرى جميلة. وقامت الدكتورة فاطمة الشناوي استشارية الطب النفسي ومحاضرة التنمية البشرية بتقييم التجربة، وأضافت تفاصيل تربوية مهمة سردتها في عدة أفكار.

كيف يصنع الأجداد الأمان العاطفي للطفل؟

تواصل الأجيال بين الجد والابن والحفيد

وتتابع سعاد: هل فكرنا يوماً ما تعنيه تجمعات الأهل بمكان واحد للأطفال؟ وما أثر قضاء أسبوعين أو أكثر بين أحضان الجدة، أو تحت سقف بيت الجد في شخصية أطفالنا وهويتهم الاجتماعية؟ وجدته وقتاً جميلاً ينعمون فيه بدفء الجدات والأجداد والعمات وتبادل الذكريات.
كنت أشاهد طفلي عندما يجلس في حضن جدته، أو يمشي بجوار جده ممسكاً بيده؛ فهو لا يحصل فقط على لحظة حب، بل يبني علاقة أمان تختلف عن علاقته بنا نحن والديه، علاقة به لا تقوم على التوجيه أو التهذيب، بل على القبول غير المشروط، وكأنه يقول له: أحبك يا حفيدي في كل حالاتك.

مهارات مهمة يجب أن تعلميها لطفلتك لكي تكون ذات شخصية قوية هل تودين معرفتها؟

ذكريات بيت الطين وضوء الفانوس

أجداد يشاهدون دفتر الصور مع أحفادهم

إنني قرأت دراسات حديثة تشير إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بوجود دائم أو دوري خارج الأسرة الصغيرة، كالجدة أو الجد، أو العمة أو الخالة، تكون لديهم قدرة أعلى في التعامل مع المواقف الاجتماعية الصعبة.
وأكثر ما تكون هذه العلاقة قرباً ووضوحاً خلال العطلات، حيث يتفاعل الأطفال أياماً طويلة مع الكبار من دون ضغوط الحياة اليومية؛ من ذهاب للمدرسة والانشغال لساعات بالواجبات.
أقولها صراحة وبكل فرحة: لقد تغير أبنائي الثلاثة بعد الأسبوعين اللذين قضيناه في بيت العائلة الكبيرة، كان الصغير من قبل: يعود من المدرسة سريع الغضب، متوتراً، وبعد العطلة لاحظت أنه أكثر هدوءاً، وأكثر ميلاً للعناق والكلام، الجدة أعادت له توازنه العاطفي، دون أن تقصد.

طرق إيجابية لتدعيم علاقة الأحفاد بالأجداد.. اعرفيها وعلميها لطفلك

عودة التوازن العاطفي لطفلي

جلسة مرح وفرح على العشاء

في إحدى الليالي الصيفية، كانت الجدة تحكي لأحفادها الثلاثة عن أيام طفولتها، عن بيت الطين الذي وُلدت فيه، وعن جدها الذي كان يروي لهم القصص تحت ضوء الفانوس، ولم تكن حكايته للتسلية قبل النوم فقط، بل كانت درساً في تذكر واحترام الجذور ومعنى الفخر والانتماء.
كان أطفالي يستمعون بشكل متكرر لقصص العائلة، وأمثالها، فتعرفوا إلى بساطة معيشتهم وكيف كانت عاداتهم، ما زاد من نموهم المعرفي واللغوي، مقارنة بأقرانهم من العمر نفسه الذين ينمون في بيئة أحادية الثقافة، أكررها رحلتي مع أطفالي وأمي وأبي أضافت الكثير.
لم يكن من السهل على طفلي وهو في الخامسة أن يتشارك اللعب مع ابن عمه الأكبر منه بثلاث سنوات، أو أن ينتظر ابني الأكبر دوره في الحديث في حين تتكلم عمته، أو أن يتفهم لماذا يختلف أسلوب الجد عن أسلوب أبيه في التوجيه وهكذا، وفي كل مرة يواجهون فيها هذه المواقف، يتعلمون شيئاً جديداً عن الصبر، والاحترام، والتعاطف، والمرونة.

الرأي التربوي

تشارك أحفادها اللعب

هنا تؤكد الدكتورة فاطمة الشناوي استشارية طب النفس:

  • العطلات مع العائلة الممتدة أشبه بالتدريب الحي للطفل على مهارات الحياة؛ حيث إن التفاعل مع أكثر من جيل، وأكثر من شخصية، يوفر بيئة غنية بالاختلاف والتنوع، ما يعزز القدرة على التكيف والتفاهم خطير.
  • وجود كبار السن ضمن بيئة الطفل يمنحه تنوعاً في أشكال الحب والدعم، كما يخفف الضغوط عن الوالدين، في كثير من المجتمعات العربية، وخلال العطلات خاصة، تتحول العلاقة بين الأجيال إلى شراكة ناعمة في التربية، لا تُلغِي دور الأهل، بل تدعمه بهدوء، وحكمة.
  • وعلى الرغم من كل الإيجابيات؛ لا بُدَّ من إدراك أن وجود الأطفال فترة طويلة ضمن بيئة العائلة الممتدة ليس دائماً سهلاً، هناك اختلافات في العادات، في مواعيد النوم، في طريقة تقديم الطعام، وحتى في أساليب التوجيه، لكن يمكن تخفيف هذه التحديات من خلال التحضير المسبق، أو الحوار بين الأجيال، كما أن وجود مساحات شخصية (غرف مستقلة، وقت للهدوء، واحترام الخصوصية) يساهم في تقليل التوتر، كما تفعل بعض العائلات التي تنظم السفر .

دعوة لتغيير مفهوم الإجازة

ما المانع من إعادة النظر في تعريفنا للإجازة، بأنها ليست فقط فرصة للراحة من العمل أو المدرسة، بل أيضاً لحظة إنسانية وذهبية لإعادة ربط الأطفال بجذورهم؛ بضحكات جداتهم، وقصص أعمامهم، وعادات العائلة.
العطلات مع العائلة غالباً تترك أثراً لا يُنسى في تكوين الطفل؛ تمده بالأمان، والانتماء، والتعاطف، كلها تُبنى في تلك الليالي التي ينام فيها الصغار على صوت الجد وهو يروي حكاية قديمة، أو حين تستقبلهم العمة بعمل وجبتهم المفضلة.
والأجمل أن الطفل قد لا يُدرك اليوم ما تعنيه هذه اللحظات، لكنه حين يكبر، سيتذكرها كلما شعر بالحنين، وسيعرف أن جزءاً من هويته تكون هناك، بين أيدي من أحبوه قبل أن يعرف كيف ينطق بكلمة "حب".
* ملاحظة من"سيدتي": قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا