الطفل / سيدتى

مشكلة تتكرر: طفلي يُعاني من القلق ويخاف المشاركة بالصف.. وخطوات للعلاج 

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

المشهد بسيط، لكنه يتكرر يومياً في حياة الكثير من الأطفال داخل الفصول الدراسية المزدحمة؛ حيث نرى طفلاً يجلس في مقعده الخلفي، يخفق قلبه بسرعة كلما طلبت المعلّمة مشاركة الطلاب في النقاش، وكأن الكلمات تتجمّد على شفتيه أو يتمنى أن يختفي. والغريب أن موقفه ليس عجزاً عن الإجابة، بل خوف من المشاركة ومن نظرات الآخرين، وأن يسخر منه زملاؤه!
الواقعة -طفلي يخاف المشاركة بالصف- ليست خيالية بل من واقع يعيشه عدد كبير من الصغار في مدارسنا؛ حيث تشير دراسات تربوية حديثة إلى أنّ ما يقارب 20% من الأطفال في العالم يعانون من أعراض القلق، وغالباً ما يظهر ذلك في شكل صعوبة الاندماج الاجتماعي أو الخوف من مواجهة الآخرين.
هنا يتدخل الدكتور مؤمن ذكريا أستاذ التربية وعلم نفس الطفل ويؤكد: الجانب المشرق في هذه الظاهرة؛ أن الأطفال قادرون على تجاوز هذه المخاوف؛ إذا وُجدت الإرادة والدعم الأسري المناسب.. والآن إلى التفاصيل.

أسباب القلق عند الطفل

طفلة قلِقة خجولة


القلق والخوف من نظرات الآخرين أو التفاعل مع الزملاء أمر لا يحدث للطفل من فراغ، وراءه مجموعة من العوامل المتشابكة التي تشير لانعدام ثقة الطفل بنفسه وفي قدرته على التعبير مثل:
القلق في المواقف الاجتماعية: يشعر بعض الأطفال باضطراب داخلي كلما وُجدوا في نشاط جماعي أو نقاش صفي، فيتجنبون المشاركة حتى لا يلفتوا الأنظار.
الخوف من الحكم أو الرفض: يترسخ في أذهانهم أن أي خطأ سيجعلهم موضع سخرية أو استبعاد من المجموعة.
تجارب سابقة سلبية: قد يكون الطفل تعرض لتجاهل أو سخرية أو حتى تنمّر، فيتربى لديه حاجز نفسي يصعب تجاوزه.
صعوبات في التعبير: بعض الأطفال يجدون صعوبة في صياغة أفكارهم بوضوح، مما يزيد من ترددهم.
قلة الخبرة الاجتماعية المبكرة: غياب اللعب الجماعي أو الانخراط في أنشطة اجتماعية منذ الصغر، يجعل مواجهة الأقران تجربة مقلِقة، وبالتالي فهذه العوامل مجتمعة، تجعل الطفل يشعر وكأنه محاصر داخل دائرة مغلقة، والخوف من المشاركة يقود إلى عزلة، والعزلة بدورها تزيد من الخوف.

ما رأيك في التعرف إلى: أفكار يومية لأنشطة تعليمية للطفل في المنزل؟

طرق لعلاج هذا القلق

أبٌ يُشارك طفله الحديث فيما يشغله


التغلب على القلق الاجتماعي يحتاج إلى جهد كبير: تدريب ذاتي من الطفل نفسه، ودعم حقيقي من الأم أو الأسرة.

الجهد الذاتي للطفل:

أهداف صغيرة يومية: بدلاً من السعي إلى قفزة كبيرة، يمكن البدء بخطوات بسيطة مثل تحفيز الطفل على: إلقاء التحية على زميل واحد كل يوم.
التدريب عبر المحاكاة: اطلبي من طفلك أن يمارس حوارات قصيرة في المنزل من خلال تمثيل الأدوار مع أحد أفراد أسرته، ما يجعله أكثر استعداداً لمواقف المدرسة.
التدوين اليومي: اطلبي من طفلك: ان يكتب في دفتر خاص كيف شعر خلال يومه، وما المواقف التي نجح فيها، مما يساعده على رؤية تقدمه بوضوح.
تمارين التهدئة: أخبري طفلك بتعلّم تقنيات مثل: التنفس العميق قبل دخول الفصل أو قبل التحدث أمام الآخرين.
الاطلاع والتعلّم: طالعي معه القصص أو مواد مصورة، تحكي عن الشجاعة والتواصل، فيشعر أن حاجته للتواصل وعدم القلق والخوف من الآخرين مطلب طبيعي، وأن ما يمر به ليس استثناء.

دعم الأم يتمثل في:

اللافت أن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الأطفال الذين يحظون بدعم نشط من أسرهم، يكونون أكثر قدرة بنسبة تصل إلى 40% على مقاومة القلق الاجتماعي مقارنة بأقرانهم الذين يفتقدون هذا الدعم، وإن لعبت الأم دورها بإتقان، فهو الأبرز وسيكون نقطة التحوّل.

  • مساحة آمنة للحوار.. خصصي وقتاً للاستماع إلى مخاوف طفلك بلا أحكام، ما يمنحه شعوراً بالطمأنينة.
  • تشجيع بلا ضغط.. بأن تسأليه عن يومه، وتتركي له حرية الحديث، حتى لا يشعر أنه تحت اختبار يومي.
  • التواصل مع المدرسة.. واظبي على حضور الاجتماعات المدرسية والمناسبات، وتحدثي مع المعلمين لتهيئة بيئة أكثر دعماً وتفهماً.
  • تدريب عملي.. ساعدي طفلك على مراجعة الدروس الصفية أو الواجبات الجماعية في البيت؛ حتى يذهب إلى المدرسة بثقة أكبر.
  • الاحتفال بالإنجازات الصغيرة.. كل خطوة نجاح، مهما كانت بسيطة، لابد أن تُقابل بكلمات تقدير، مما يعزز حافز الطفل للاستمرار.

مظاهر الحياة بعد التغيير

أمٌ تُشارك طفلها الدراسة


بعد عرض لأسباب قلق الطفل، والتدريب من جانب الطفل، ثم دور الأم البارز، وما يتبعها - بعد شهور- من المحاولات والتشجيع المستمر، نجد المشهد وقد تغيّر تماماً.

  1. لم يعد الطفل ذلك الصغير المنكمش في مؤخرة الصف، بل أصبح مشاركاً فعالاً في النقاشات.
  2. انخراط أكبر في الأنشطة الجماعية، صار يشارك في الألعاب والأنشطة الصفية بثقة، ما عزز شعوره بالانتماء.
  3. صداقات جديدة، تكوّنت حوله دائرة من الأصدقاء، لم يعد يشعر بالغربة وسطهم.
  4. تحسن الأداء الدراسي، مع زوال القلق، أصبح أكثر قدرة على التركيز والمشاركة، مما انعكس إيجابياً على درجاته.
  5. اكتساب صفات قيادية؛ بدأ يرشح نفسه للأعمال الجماعية والمشاريع المدرسية، بل تطوع أحياناً لقيادة مجموعات صغيرة.
  6. ثقة تمتد للحياة اليومية؛ الانفراج لم يقتصر على المدرسة فقط، بل انعكس على تواصله في محيط العائلة والمجتمع.

كيف تربين طفلاً مميزاً ومحبوباً بين أصدقائه بأربع خطوات؟ تابعي التقرير لتستفيدي

حقائق مهمة تعرفي إليها:

الدعم الأسري الداعم الأقوى للطفل


هل للأسرة دخل في قلق وخوف الطفل من الاندماج والتفاعل المدرسي؟ نعم!

  • الخوف ليس ضعفاً، بل هو تجربة يمر بها الكثير من الأطفال ويمكن معالجتها.
  • الدعم الأسري هو المفتاح؛ فوجود أم أو أب يصغي ويتفهم قد يكون الفارق بين الانعزال والانطلاق الذي يحدث للطفل.
  • الخطوات الصغيرة تبني تغييرات كبيرة،؛ إذ لا يجب انتظار نتائج فورية، فالتدرج هو السبيل الأكثر أماناً.
  • التواصل مع المدرسة ضرورة؛ تعاون الأهل مع المعلمين، يوفر بيئة متكاملة لدعم الطفل.
  • الثقة تنمو مع الوقت: كل نجاح بسيط يفتح الباب لنجاحات أكبر.
  • قصة هذا الطفل الذي انتقل من الصمت إلى القيادة، ومن الخوف إلى الثقة، نموذج يمكن أن يتكرر في حياة أي طفل.
  • أدرك أن القلق الاجتماعي قابل للتجاوز، وأن الأطفال يحتاجون إلى منْ يمد لهم اليد لا منْ يُوبخهم على ترددهم.
  • حين تمنح الأم لطفلها حضناً آمناً، وتضع له خطوات عملية صغيرة، وتحتفل معه بكل إنجاز، فهي لا تساعده فقط على تجاوز خوفه من المدرسة، بل تمنحه مهارة سترافقه مدى الحياة، وهي: الثقة بالنفس، وتعدي حاجز الخوف والقدرة على مواجهة العالم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا