جلسات الآباء مع أطفالهم على مائدة الطعام، أو وقت الجلوس بجانبهم وقت المذاكرة وإعداد الواجبات، وحتى الأوقات التي تجمعهم وقت الترفيه للتسامر أو متابعة الشاشات، تعد من اللقطات الممتعة التي تعلق بذاكرة الطفل والآباء على السواء.
وما أجملها صحبة عندما يكون الحوار والسؤال بهدف إيقاظ فضول الطفل وتزويده بالمعرفة، ولا فرق إن كان السؤال من جانب الطفل أو كان اقتراحاً من جانب الأم. وتقرير اليوم يضم أسئلة طريفة عن سر جمال الأشجار وقت الخريف، ولقاء مع الدكتورة التربوية محاسن عبدالفتاح لتقييم الأسئلة والإجابات وإضافة المعلومات.

لعبة السؤال والجواب ليست وسيلة للتسلية فقط

• اللعبة مجموعة من المعلومات تدفع الطفل للتفكير وتكرار السؤال، وتحليل كل كلمة سمعها الطفل من أمه حتى يصل إلى الحل النهائي، ومن أجلها لن يشعر بالراحة والهدوء إلا إذا قام بالبحث وفك الغموض.
• لعبة السؤال والجواب تجمع بين استخدام العقل وقضاء وقت الفراغ فيما يفيد، لذلك اجعلي مشاركتكِ لطفلك ممتعة جذابة لكِ وله، حتى تتمكني من مساعدته على تحسين ذاكرته وزيادة تركيزه وانتباهه.
• عرض السؤال له طريقته الجذابة المشوقة من الأم، وكذلك حالة انتظار الإجابة؛ فقد يأخذ الطفل وقتاً للتفكير أو قد يطلب إمهاله فترة ليذهب ويبحث عنها بالنت.. فلا تتعجليه.
• السؤال فالجواب يساعد الطفل على زيادة ثقته بنفسه، خاصة حالة استطاعته الحل، والحكم على معدل ذكاء الطفل هنا لا يرتبط بحل اللغز فقط؛ إنما باستخدامه للعقل ومحاولته البحث لوضع الإجابات.
• لعبة السؤال والجواب اليوم عن سحر الشجر بالخريف، ومعها سنخوض رحلة صغيرة داخل عالم الأشجار، لنكتشف لغزاً من ألغاز الطبيعة الجميلة، بلغة بسيطة وشيقة تجعل أطفالنا يفهمون العلم وهم يبتسمون.

أبراج تُحب فصل الخريف هل تودين معرفتها؟

السؤال الأول: لماذا تتساقط أوراق الشجر في الخريف، وهل الأشجار مريضة، أم أن هناك سراً ؟

الأم: هل لاحظتِ يوماً عندما تمشي في الشارع في فصل الخريف-فصل التغيير- أن الأشجار تبدو مختلفة؟
الطفل يجيب: نعم أوراقها لم تعد خضراء كما كانت في الصيف! بل أصبحت صفراء وبرتقالية وأحياناً حمراء، ثم تبدأ في السقوط واحدةً تلو الأخرى حتى تبقى الأغصان عارية!
الأم: هل تعلم أن الخريف هو الفصل الذي يأتي بعد الصيف مباشرة، وتبدأ فيه درجات الحرارة بالانخفاض قليلاً، وتصبح الشمس أقل حرارة، وتبدأ ساعات النهار في القصر شيئاً فشيئاً؟ في هذا الوقت، تبدأ النباتات والأشجار في الاستعداد لفصل الشتاء البارد، وكأنها تقول: "حان وقت الراحة بعد موسم طويل من العمل والنمو، لتستعد للخريف".
السؤال الثاني: كيف تستعد الأشجار لفصل الخريف؟
هل تذهب للنوم؟ هل ترتدي معطفاً مثلنا؟ بالطبع لا، الأشجار لها طريقتها الخاصة جداً في الاستعداد للبرد؛ وهي التخلي عن أوراقها.
السؤال الثالث: كيف تعرف الشجرة أن الخريف قد جاء؟

قد يبدو الأمر غريباً، فالأشجار لا تملك عيوناً ولا ساعات ولا تقويماً، فكيف تعرف أن الوقت قد حان لتسقط أوراقها؟ والإجابة هي: أن الأشجار تشعر بتغيّر الضوء والحرارة.
حين تبدأ ساعات النهار في النقصان ودرجة الحرارة في الانخفاض، ترسل الشجرة إشارات إلى أوراقها تقول فيها: الشتاء قادم، استعدي للراحة!
وهنا تبدأ الأوراق في التغير شيئاً فشيئاً، فتتوقف عن إنتاج الغذاء الأخضر الذي يسمى الكلوروفيل، وهو المادة التي تعطي الورقة لونها الأخضر الجميل.
السؤال الرابع: هل تعلم أن الورقة ليست خضراء فقط؟
والكلوروفيل.. هو الصبغة السحرية التي تختفي في الخريف، وفي الحقيقة، داخل كل ورقة توجد عدة ألوان مخفية مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي، لكنها لا تظهر لأن اللون الأخضر يكون هو الأقوى بفضل الكلوروفيل.
لكن عندما تقل أشعة الشمس، تتوقف الأوراق عن صنع الكلوروفيل، فيبدأ اللون الأخضر بالاختفاء، وتظهر الألوان الأخرى التي كانت مختبئة طوال الصيف، وهكذا نرى الأوراق تتحول إلى لوحات فنية مذهلة بألوان دافئة تشبه ألوان الغروب.
السؤال الخامس: لماذا تسقط الأوراق؟
بعد أن تختفي الألوان الخضراء، تبدأ الشجرة في خطوة أخرى مهمة جداً؛ إنها تغلق الطريق بين الورقة وجذع الشجرة، في كل ورقة يوجد عند قاعدتها ما يشبه الباب الصغير يسمى "عنق الورقة"، وهناك خلايا دقيقة تعمل كحارس تغلق هذا الباب عندما يحين الوقت.
وحين يُغلق الباب، وقتها لا يصل الماء أو الغذاء إلى الورقة، فتصبح ضعيفة وجافة، ومع أول نسمة ريح تسقط برفق على الأرض.
إنها ليست مريضة، بل تقوم بعملية ذكية لتوفير طاقتها حتى تبقى قوية خلال الشتاء.
السؤال السادس: هل هناك أشجار دائمة الخضرة لا تسقط أوراقها؟
ليست كل الأشجار تتخلى عن أوراقها في الخريف، فهناك أنواع تسمى الأشجار دائمة الخضرة، مثل شجر الصنوبر والسرو والزيتون.
هذه الأشجار تمتلك أوراقاً سميكة أو إبرية الشكل، مغطاة بطبقة شمعية تحميها من البرد والجفاف، لذلك لا تحتاج إلى إسقاطها.
أما الأشجار ذات الأوراق العريضة، مثل الجميز والدلب والقبقب، فهي تسقط أوراقها لأنها لا تستطيع حفظ الماء في أوراقها الكبيرة خلال البرد.
السؤال السابع: هل سقوط الأوراق يفيد الطبيعة؟
نعم فهو مفيد جداً! فحتى حين تسقط الأوراق على الأرض، وتتراكم الأوراق الجافة وتتحلل مع الوقت، تتحول إلى سماد طبيعي يغذي التربة ويعيد إليها العناصر المهمة التي أخذتها الشجرة أثناء نموها، أي أن الشجرة تعيد ما أخذته للطبيعة في دورة حياة رائعة تُظهر حكمة الخالق في كل تفصيل.
السؤال الثامن: ماذا تفعل الشجرة بعد سقوط أوراقها؟
عندما تفقد الأشجار أوراقها، تدخل في فترة راحة تشبه النوم، في هذه الفترة، تقل حركتها الحيوية، وتغلق مسامها الصغيرة لتحتفظ بالماء، وتقلل من استهلاك الطاقة، إنها طريقة ذكية لتوفير الغذاء والطاقة استعداداً لفصل الربيع القادم، حيث ستستيقظ من جديد لتزهر وتنمو وتورق.
السؤال التاسع: ماذا يحدث للأشجار في الشتاء، وهل تتجمل من جديد؟
قد تبدو الأشجار عارية وحزينة في الشتاء، لكن في الحقيقة، هي مشغولة في الداخل! ففي جذورها وساقها يجري العمل بهدوء لتخزين الطاقة وبناء براعم صغيرة ستنبت منها أوراق وزهور جديدة في الربيع، إنها لا تموت، بل تنام في انتظار حياة جديدة.
السؤال العاشر: ماذا تعرف من حقائق علمية عن أوراق الشجر؟

• كل ورقة تحتوي على شبكة من العروق الدقيقة تشبه الشرايين في جسم الإنسان.
• أوراق الشجر هي مصانع الغذاء للنباتات، فهي تصنع الغذاء من الماء والهواء وضوء الشمس.
• اسم العملية التي تصنع بها الورقة الغذاء هو التمثيل الضوئي.
• الأشجار يمكن أن تتساقط منها ملايين الأوراق كل عام دون أن تتأثر حياتها.
• عندما تتساقط الأوراق، تساعد على تقليل تبخر الماء من الشجرة في الأجواء الباردة.

نشاط ممتع عن أوراق الشجر؟

يمكنك عزيزي الصغير أن تقوم بتجربة جميلة في الخريف، هيا: اخرج مع والديك إلى الحديقة أو الشارع، واجمع بعض الأوراق المتساقطة.
لاحظ الألوان المختلفة: الأصفر والبرتقالي والأحمر والبني، ثم حاول لصقها في دفتر خاص بك، واكتب تحت كل ورقة اسم الشجرة التي جاءت منها إن استطعت.
ستتعلم بهذه الطريقة كيف يختلف كل نوع من الأشجار عن الآخر، وستكتشف جمال الخريف بنفسك.